السبت 2019/07/06

المجتمع الدولي يحث الخطا لـ”شرعنة” مليشيات “ب ي د”

يبدو أن المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية تريد إضفاء الشرعية على مليشيات "ب ي د"، كردٍّ للجميل الذي قدمته في محاربة تنظيم الدولة في سوريا، وتجلى ذلك في توقيع الأمم المتحدة ميثاقاً مع "ب ي د" إضافة إلى استقطاب أكثر من 125 ضيفا من الأكاديميين والباحثين والسياسيين من 15 دولة لندوة فكرية عنوانها الظاهر "مكافحة تنظيم الدولة" ولكنها مآربها أو خلفياتها تنصب في بوتقة "شرعية" كيان تسلق على دماء السوريين وسفك الكثير منها باسم الحرب على الإرهاب.

ولعلّ الميثاق الأخير الذي وقّعته الأمم المتحدة مع مليشيات تعد امتداداً لتنظيم "حزب العمال الكردستاني" المصنّف على لوائح الإرهاب الأمريكية والأوروبية والتركية، دليل قوي على سير العالم نحو شرعنة هذا الكيان الذي شكل طعنة في خاصرة الثورة السورية، من خلال تواطئه مع نظام الأسد تارة وتنظيم الدولة بشكل غير مباشر تارةً أخرى.

الأمم المتحدة كشفت مؤخراً عن توقيعها خطة عمل مع مليشيات “قسد” من أجل التخلي عن المقاتلين الأطفال بصفوفها، وبحسب بيان صادر عن الأمم المتحدة فإن ميليشيا “قسد” تعهدت بموجب الاتفاق، بعدم استخدام الأطفال كمقاتلين، والكشف عن الأطفال من الذكور والنساء الموجودين بصفوفها وإخلاء سبيلهم، واتخاذ التدابير اللازمة في هذا الشأن، ونقل البيان نفسه عن فرجينيا غامبا، قولها بشأن خطة العمل المشتركة التي تم توقيعها: “هذا يوم هام للغاية من أجل حماية الأطفال بسوريا، وهذه الخطة تعتبر بداية لاتجاه كافة التنظيمات التي تحمل تحت مظلة مليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" لعدم استخدام الأطفال كمحاربين من الآن فصاعدًا”، مشيراً وأشار البيان الأممي، إلى أن هذه الخطة “تم توقيعها بعد مشاورات استمرت لأشهر بين الطرفين.

توقيع الأمم المتحدة الميثاق مع مليشيات غير معترف بها دولياً أثار حفيظة دول عدة على رأسها تركيا التي أصدرت خارجيتها بياناً قالت فيه إن توقيع الأمم المتحدة على خطة عمل مع تنظيم "ي ب ك/ بي كا كا" الذي يستخدم اسم "قسد"، يعد تطورا خطيرا، وبأن أنقرة تدينه بشدة، مضيفاً أن تركيا تدين أيضا توقيع الممثل الخاص ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة فرجينيا غامبا على خطة العمل، دون علم أعضاء الأمم المتحدة، مشدداً على أنه لا يمكن إيجاد أي تفسير لتوقيع الأمم المتحدة على اتفاقية مع التنظيم المصنف على قائمة الإرهاب لدى تركيا، وأشار البيان إلى أن "هذا الوضع يعتبر في الوقت نفسه انتهاكا من قِبل الأمم المتحدة لكافة القرارات التي اتخذتها حيال مكافحة الإرهاب".

زيارات الوفود السعودية والإماراتية لمناطق سيطرة "ب ي د"، لم تكن لإضفاء الشرعية فقط بل لتقديم الدعم المادي لهذه المليشيات كي تواصل انتهاكاتها بحق المدنيين تحت عنوان مكافحة الإرهاب، والذي اجتمع من أجل مناقشته اليوم في مدينة عامودا بريف الحسكة الخاضعة لـ"ب ي د" أكثر من 125 ضيفا من الأكاديميين والباحثين والسياسيين من 15 دولة، منها الولايات المتحدة ودول أوروبية والسعودية ومصر، وقالت وسائل إعلام كردية إن "ب ي د" تسعى من خلاله لتحقيق جملة من الأهداف المهمة.

الاجتماعات والزيارات واللقاءات في مناطق سيطرة "ب ي د" تظهر ما تخطط له الولايات المتحدة في إطار شرعنة وجود مليشيات "ب ي د" وجعل مناطقها تبدو كدولة داخل دولة كان الثوار يسيطر على أكثر من 75% من أراضيها قبل أن تتدخل روسيا وإيران وتنظيم الدولة، لإنقاذ بشار الأسد من سقوط محقق وحتمي، وتناسى العالم ما قدمه المكون العربي وأبناء المنطقة الشرقية من دماء دحروا فيها تنظيم الدولة بل نحو 3 أشهر، ومن قبلهم دماء الثوار التي دحروا فيها نظام الأسد من مناطقهم.