الأربعاء 2018/03/14

الغوطة الشرقية … حين تقاوم العين المخرز

لم يكن في حساب روسيا والأسد طيلة السنوات الماضية أن تصمد الغوطة الشرقية في وجه الحصار المفروض عليها، والقصف المتواصل والحملات العسكرية التي انهارت على جبهاتها، بعد أن أثبت أهالي الغوطة الشرقية تمسكهم بأرضهم ورفضهم المهانة والانكسار متحملين كل ما عانوه من قصف وموت مستمر.

للعام الخامس على التوالي يواصل نظام الأسد وحلفائه حصاره لأكثر من 350 ألف مدني في غوطة دمشق الشرقية، يكابدون الموت جوعاً وقصفاً منذ سنوات على مرأى ومسمع العالم أجمع، والذي لم يحرك ساكناً لتخفيف الحصار عن المدنيين لا ذنب لهم إلا أنهم ثاروا على نظام استبد بهم، فكان رد الأسد بسياسة الجوع أو الركوع من خلال الحصار الجائر والذي لم يكسر عزيمتهم خلال خمس سنوات مضت.

استخدمت قوات الأسد وحلفائها طيلة خمس سنوات مضت من الحصار المفروض شتى أنواع القذائف والصواريخ وألوان متعددة من الموت الذي حملته طائراتهم ومدافعهم وبنادق جنودهم، بالإضافة لاستخدام السلاح الكيماوي المحرم دولياً والذي أوقع أكبر مجزرة في تاريخ الثورة السورية المعروفة بمجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية، وكل هذا لم يكسر إرادة أهالي الغوطة في البقاء والصمود.

بالإضافة للقصف الذي لم يتوقف بحملات مستمرة واجه ثوار الغوطة الشرقية عشرات الميليشيات والفرق العسكرية لاسيما الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري والتي حاولت لأشهر طويلة التقدم على حساب ثوارها على جبهات حي جوبر وعين ترما وحرستا، تكبدت فيها مئات القتلى والجرحى، وابتعلت أرض الغوطة الشرقية عشرات الضباط والدبابات، وكسرت شوكة أعتى الجيوش.

تواجه الغوطة الشرقية اليوم كل ميليشيات الأرض من مختلف الجنسيات، وأعتى سلاح تدميري روسي ودبابات وراجمات تستخدم لأول مرة في قصف الغوطة الشرقية، تعيش منذ أشهر عدة جحيم الموت المتواصل، ورغم ذلك ترى الصمود والثبات هو حديث أهلها ومدنييها الرافضين للانكسار والخروج بتهجير قسري.

تدافع الغوطة الشرقية اليوم عن نفسها بصدور أبنائها وأشلاء أطفالها، بعد خمس سنوات من الحصار لم يدخل إليها أي سلاح أو عتاد أو ذخائر وماتزال تصمد وتصمد، رغم كل الموت وكل الدمار وكل الجوع والقصف المتواصل، فإن الغوطة الشرقية اليوم بحق كعين تقاوم المخرز وأي مخرز تصمد في وجهه، وتتحدى العالم الذي تركها تواجه مصيرها بعد خمس سنوات من التحدي والثبات.


المصدر : شبكة شام