السبت 2019/04/13

الألغام تكتب نهايات مأساوية للمدنيين بمحافظة دير الزور

الألغام.. تعد من أهم الأسلحة الدفاعية التي كان يستخدمها تنظيم الدولة منذ بداية المعارك ضده في مناطق سيطرته وصولاً إلى الباغوز آخر معاقله في شرق الفرات، والتي أعلن الرئيس الأمريكي السيطرة عليها والقضاء على التنظيم بنسبة مئة بالمئة في شرق الفرات قبل نحو ثلاثة أسابيع.

حصدت الألغام -ولا تزال حتى اليوم- أرواح المدنيين في ظل غياب تام لمعالجة هذه الظاهرة وإهمال يعتبره ناشطون متعمداً من قبل قوات النظام ومليشيات "ب ي د"، التي حلت محلّ تنظيم الدولة، في محافظات دير الزور والحسكة والرقة.

دير الزور.. شهدت مقتل عشرات المدنيين خلال فترة المعارك مع تنظيم الدولة ولاسيما الفارون من مناطق سيطرته، إذ وثق ناشطون مقتل وإصابة أكثر من خمسين مدنياً بأوقات مختلفة في ريف دير الزور الشرقي، تزامناً مع المعارك التي اندلعت بين مليشيات "ب ي د" وتنظيم الدولة، معظمهم أطفال ونساء، وبينهم عائلة بأكملها، وأكد الناشطون أن عوائل أخرى اختفت ولا يوجد لجثث أفرادها أي أثر، مرجحين أنهم قتلوا بسبب الألغام وتُركت أشلاؤهم لوحوش بادية دير الزور الشمالية الشرقية، والتي شهدت نزوح المدنيين باتجاه مناطق سيطرة المليشيات الكردية في ريف الحسكة الجنوبي.

ولا يختلف الوضع كثيراً على الضفة الأخرى لنهر الفرات إذ قتل عشرات المدنيين بفعل الألغام في بادية دير الزور الجنوبية الشرقية والغربية، ولاسيما مع بدء موسم الكمأة، إذ قتل أكثر من ثلاثين مدنياً بينهم أطفال ونساء أثناء جمع الكمأة، ولم تُحرك قوات النظام ساكناً تجاه الموت الذي تنشره الألغام، التي كان آخر ضحاياها طفلاً حكم عليه لغم بأن يعيش بقدم واحدةٍ بعد أن بترت ساقه قرب منطقة البانوراما في مدخل مدينة دير الزور الجنوبي "البانوراما"، وذلك رغم تطمينات أطلقتها قوات النظام بأنها استخدمت كاسحات الألغام لتنظيف المنطقة منها، إلا أن ناشطين أكدوا بأن الكاسحات عملت على تمهيد الطرق العسكرية التي تستخدمها المليشيات الإيرانية وقوات الاحتلال الروسي شرق وغرب مدينة دير الزور.

بين إلقاء اللوم على التنظيم وعدم الاعتراف بالتقصير من هذا الطرف أو ذاك، تكتب الألغام نهاية مأساوية لعشرات المدنيين في مناطق سيطرة مليشيات "ب ي د" ونظام الأسد بمحافظة دير الزور، ويبقى السؤال حائراً على أفواه ذوي القتلى ومبتوري الأطراف بسبب الألغام: إلى متى؟!