الأربعاء 2019/06/05

الأسد: نلقّن الجيش الإسرائيلي درساً قتالياً “استراتيجياً” في إدلب!

"نعم نعم، طريق القدس يمرُّ بالقلمون والزبداني وحمص وحلب والسويداء والحسكة".

كانت هذه هلوسات زعيم مليشيا "حزب الله" اللبناني، وهو يصرخ أمام أتباعه في الضاحية الجنوبية ببيروت بمناسبة "يوم القدس العالمي" الذي اقترحه الخميني مؤسس النظام الإيراني، والذي هو الآخر يرى أن الطريق إلى القدس يمر ببغداد ودمشق وصنعاء، وإلى جانبهما ثالوث محور الشر هذا، الأسد الذي يبدو أنه يرى هو الآخر أن الرد على الضربات الإسرائيلية "شبه اليومية" لا بدّ أن يبدأ من إدلب قبل أن يصل إلى تل أبيب.

وحده محور "المقاومة والممانعة" مصاب بهذا الحَوَلِ العسكري، والعمى الثوري، والاستغباء "العقلي" والسياسي لقطيع البهائم التي تسير خلفه، واحد من هذا القطيع كتب عن معركة القلمون التي خاضها حزب الله ضد فصائل الجيش الحر التي كانت تقاتل الأسد هناك، أنها كانت بمثابة تمرين قتالي على الحرب القادمة ضد تل أبيب".

اكتسى الانتصار أهمية كبرى، ولعل "إسرائيل" كانت أول من قرأ تلك الأهمية وأكثر من يدرك معناها، فقد التقط رصد المقاومة إشارات بالغة الدلالة حول المواكبة الإسرائيلية لهذه المعركة، تفيد بأن هناك من يعتقد في "إسرائيل"، أن هذه العملية الضخمة البالغة التنسيق بين قطاعات عسكرية متعددة وأسلحة مختلفة، وتتضمن قطع الطرقات، وبناء الأشراك، والتسلل، والدمج بين نمطَي قتال حرب العصابات والقتال التقليدي، على مساحة جغرافية كبيرة، وفي منطقة شديدة الوعورة والتحصين، هي بمثابة تمرين استراتيجي على معركة محتملة في الجليل. بمعنى آخر، إن الراية التي غرزتها المقاومة في طلعة موسى (في القلمون) شوهدت بالمناظير المقرّبة في تل أبيب".

في مقابلة للأسد على قناة المنار قال عن الضربات الإسرائيلية: "سنردّ في المرّات القادمة....الردّ المؤقت ليس له قيمة، وإذا أردنا الرد على إسرائيل يجب أن يكون استراتيجياً" ثم أوضح هذا "الرد الاستراتيجي" لاحقاً على قناة المنار في مقابلة أخرى بقوله: "حقيقة الرد الأقوى الآن على “إسرائيل” هو ضرب الجيش الإسرائيلي الموجود في سورية وهو عملياً "الإرهابيون"، وعندما قاطعه المذيع باستغراب: تعتبرهم جيشاً إسرائيلياً؟ أجاب: "طبعاً طبعاً..... هم الجيش الإسرائيلي الموجود داخل سورية، وأول ضرب لـ “إسرائيل” سياسياً وعسكرياً وبكل المجالات هو ضرب إرهابيي “إسرائيل” داخل سورية سواء كانوا “داعش” أو “النصرة” أو المجموعات الأخرى المرتبطة بالمخطط وبالاستراتيجية الإسرائيلية".

استناداً إلى هذه الاستراتيجية، يمكن أن نعتبر تصريحات مندوب النظام في مجلس الأمن أوائل هذا العام: "إذا لم يتخذ مجلس الأمن إجراءات لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، فإن سوريا ستمارس حقّها الشرعي بالدفاع عن النفس وردّ العدوان الإسرائيلي على مطار دمشق الدولي المدني، بمثله على مطار تل أبيب"، أنها من باب الدعابة، أو أنها ستكون من حروب الجيل الخامس التي قد يخطط لها النظام يوماً ما في المستقبل "البعيد"!

بعد مقتل العميد "محمد علي الله دادي" أحد قادة الحرس الثوري الإيراني في غارة جوية إسرائيلية جنوب سوريا، قال علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إن "التجربة أثبتت أن المقاومة سترد بقوة وحزم ثوري في الوقت والمكان المناسبين على الأعمال الإرهابية التي يقوم بها الكيان الصهيوني".

وهل جميع المدنيين السوريين في إدلب جيش إسرائيلي؟!

نعم فحسب رأي النظام في الفقرة 15 من وثيقة رسمية أودعها الجعفري في مفاوضات أستانا يردّ النظام فيها على اتهام قواته بقصف المدنيين: "الثابت عملياً هو أنه عندما يسيطر تنظيم داعش أو النصرة على منطقة ما، فإن الأهالي يبايعونها حكماً سواء أكان ذلك برغبتهم أم لا، وبالتالي أصبحوا منهم ولا فارق بينهم".

هذه هي حقيقة الإبادة الجماعية، وجرائم الحرب التي يمارسها النظام بحق المدنيين في إدلب، فمن سيحمي السوريين من هذا الجنون الأسدي؟