الأربعاء 2017/10/18

اقتربت ساعة الحقيقة في سوريا .. و سينشق من نذر

كل الدول الكبرى تريد بقاء بشار الأسد ...اتضح ذلك منذ سنوات. الإدارة الأمريكية أظهرت أنها تريد رحيله فركض وراءها معارضون سوريون كثيرون، وجذبوا وراءهم آخرين، وكلهم يقول لابد أن نكون واقعيين وأذكياء، ولا بدَّ من دولة عظمى تعين في تحجيم روسيا وإيران.

وبحثت أميركا فعلاً عن بديل لبشار وحاولت ولكنها فشلت فأعلنت عبر جرعات سامة بالتدريج أن بشار باقٍ.

ولم تخالف أوروبا السياسة الأمريكية أبداً إلا في حجم النفاق، فقد كان أكبر وأبرع، وعندما نجح "ماكرون" في الوصول إلى الرئاسة في فرنسا واطلع على كل شيء قال:" كفى نفاقاً .. لا نريد زوال بشار الأسد".

والدول الإقليمية أذعنت وقبلت ببقاء بشار الأسد بل تبيَّن أن السعودية غير مهتمّة بزوال بشار بقدر ما هي مهتمة بلجم النفوذ الإيراني الذي تطالب وتضغط من أجل تقليص حجمه في المنطقة فقط، وستقبل بأي صفقة بل بأي ووعود مقابل ذلك.

وكانت دعاية الجبير في أن بشار سيرحل سلماً أو حرباً دعاية لا أساس لها ولا أثر لها إلا على بعض الثوار.. صدَّقوا وهتفوا.

والدول الكبرى بعد إخراج تنظيم الدولة من معظم المدن الهامة في سورية والعراق تتفاهم مع الدول الإقليمية بتسارع واضح لحل القضية السورية تحت مظلة بشار الأسد.

ولأن معظم أقطاب المعارضة السورية قد تبع دولة إقليمية أو كبرى، فالأمور تقترب أكثر فأكثر باتجاه فرض الاعتراف ببقاء بشار الأسد.

المعارضة تتبلور اليوم وستُختزل فقط بوفد التفاوض القادم الذي يُهجَّن بشدة الآن فوق هجينيته السابقة،  ويُؤبَّر ليخرج منه كيان غير متجانس ولكنه متفِق على بقاء بشار الأسد وفق عروض مخادعة مكشوفة كررنا ذكرها مراراً ونعيد التذكير بها لاقتراب الساعة: فإما انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة وليشارك من يريد أمام بشار الأسد ومن معه، أو بقاء بشار لنهاية فترته في عام 2021 ثم انتخابات يشارك فيها بلا ريب...مروراً بحكومة "شراكة وطنية" تديرها فعلياً أجهزة المخابرات التابعة لبشار الأسد بخبرة وبساطة.

كل أقطاب المعارضة في الخارج أعلنوا أنهم مع ثوابت الثورة السورية وقد نذر أكثرهم أن ينشق ويستقيل إذا فُرِض عليه أن يلين  ...واليوم حانت لحظة الحقيقة و ثوابت الثورة تتبلور في محور واحد وهو الإصرار على زوال بشار الأسد بدون مواربة أو تقية أو التفاف.

وأمام جميع المعنيين بالثورة السورية -وقد اقتربت ساعة الحقيقة- أن يستعدوا ويُعدّوا لمواجهة هذا الأمر الذي اقترب فليعجلوا بأفكار وجهود ومواجهات.