الخميس 2017/12/21

أسُّ الموت.. وأساس القتل والتدمير.. “بشار الأسد”

فلان الثائر خائن .. روسيا تقتل الأطفال .. التحالف الدولي يشن حرب إبادة .. إيران تعمل على شق طريق الهلال الشيعي على جثث السوريين .. تنظيم الدولة يقطع الرؤوس.. المليشيات الكردية تقتل وتهجّر وتُجري تغييراً ديمغرافياً..

مصطلحات صادقة.. وحقيقية ولا يمكن لعاقل إنكارها.  بالفعل هناك ثوار خانوا الشعب وثورته ودماء الشهداء مقابل مال أو منصب سياسي أو أي مكسب يكون مهما عظُم صغيراً أمام قطرة دم شهيد أو جريح، والأدهى والأمرّ من ذلك كله عودة بعض المدّعين المحسوبين على صف الثورة إلى حضن النظام.

الدبّ الروسي الذي لم يُبقِ شبراً من الأرض السورية إلا جرّب به نوعا جديدا من آلات القتل، وبالتحديد قتل المدنيين والمجازر الموثقة تشهد بذلك، وقد وثقت عدسات العالم معظم هذه الجرائم... إذاً فعبارة روسيا تقتل أطفال سوريا حقيقية وواقع يعرفه من عاشه ويعيشه حتى اللحظة.

التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية شن حرب إبادة ودمار شامل بحجة القضاء على الإرهاب، فقتلت طائراته آلاف المدنيين ولازالت شوارع الرقة حتى اللحظة شاهدة على ذلك، ناهيك عن الجثث التي لاتزال تحت أنقاض حربهم المزعومة على الإرهاب، ولا تحتاج جرائمه لدليل أو برهان كي تثبتها.

أما إيران فلن ينكر عاقل ما فعلته وتفعله بسوريا أرضا وشعبا، فمن قتل إلى قصف مرورا بالتدمير والتشريد وصولا إلى اللطم والندب وبناء الحسينيات في كل محافظة دنستها عصابات قاسم سليماني، ومليشياته العراقية والأفغانية وحتى اللبنانية والمتمثلة بحزب الله.

إيران التي وضعت الهلال الشيعي هدفاً تمكنت من تحقيقه بعد التقاء عناصر من المليشيات الطائفية الموالية لبشار الأسد، بفلول الحشد الطائفي في الأراضي العراقية، وكانت آلة القتل مرافقة لشق طريق الهلال اللعين.

تنظيم الدولة.. ومنذ دخوله وقبل سيطرته على الرقة "عاصمة خلافته في سوريا" شن حربه المعلنة على الثورة والثوار وبدأ يزحف باتجاه مناطق روتها دماء ثوار سوريا، ليسيطر عليها ومن بعد ذلك بدأ بتركها وتسليمها لهذا الطرف أو ذاك حتى انقلبت خريطة السيطرة من اللون الأخضر إلى الأسود ثم ما لبثت خلال سنتين أن تلونت بالأحمر والأصفر ولعل المتابع للخرائط يعرف رمزية الأحمر وتبعيته للنظام، والأصفر الدال على مليشيات "ب ي د"، وعمل التنظيم على نشر وبث الرعب من خلال قطع الرؤوس، الأمر الذي كان له مفعول الإخصاء في كل المناطق التي سيطر عليها التنظيم ثم ما لبث أن خسرها.

أما المليشيات الكردية الانفصالية فجاءت بأغراض يعرفها الجميع، وهي البحث عن دويلة كردية ولو على حساب تقسيم الجسد السوري المنهك، مستغلة ثورة شعب كان الأكراد الشرفاء أحد أطيافها دونما أي إقصاء، وكل ذلك كان على حساب دماء الأبرياء في المناطق التي دمرتها وهجرت أهلها قسرا بعد أن قتلت الآلاف منهم بالتعاون مع حليفها الأمريكي.

نتفق جميعا على أن كل ما سبق واقع، ومعلومات موثقة سجلها تاريخ سنين الثورة السبع، ولكن أين أس هذا القتل والتدمير؟؟!

إنه بشار الأسد الذي عمل منذ انطلاق الثورة على شيطنة ثورة شعبية سلمية أرادت تغيير نظام الحكم لتعيش بحرية وكرامة، وحاول إلصاق تهمة الإرهاب بها، بل وعمل على تصنيع وتصدير الإرهابيين ودسِّهم في صفوف الثوار وعمل على مدى سنين الثورة على قتل المدنيين والثوار وتجنَّب محاربة التنظيمات المتطرفة بل على العكس تماما كان يعمل على مدها بالذخيرة والسلاح بمسرحيات السيطرة وانتزاعها، ولعل مدينة تدمر مثال حي على ذلك، وجاءت السياسة الروسية لتكمل فصول مسرحية الحرب على الإرهاب بهدف استعادة هيمنتها وقوتها التي فقدتها بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وبناء قواعد في الساحل السوري على المتوسط، وكان لها أن أصبح بشار الأسد أجيرا يُشحن ويُجر، ويوقفه ضابط كمعلم يوقف طالبا في طابور المدرسة.

بشار الأسد .. سهّل عمل كل من أراد أن يغتصب سوريا كي يبقى على كرسيّ يُسمّى زوراً كرسيّ الرئاسة، وتشهد قاعدة حميميم على ذلك.

فعلينا أن نُشير بالبَـنان إلى "بشار الأسد" السبب في كل الذي جرى ويجري على شعب أراد العيش بحرية وكرامة...