الثلاثاء 2016/03/01

أحلامٌ هشة على طريق الموت

لم يكن لطريق الموت أن يشوه تلك الأحلام التي ارتسمت على عيونٍ قد زاغها الأمل المنشود بحياة آمنة ومستقبل ربما يعيد ما تكسر على عتباتِ وطنٍ أصبح على شفى الهاوية.

خرجوا من وراء ستار القهر والظلم والعذاب متحدين الموت الذي راح يُشهر سيفه في وجه الشعب السوري ليقودهم إلى قدرٍ مجهول طارقين أبوابه غير آبهين لمرارة وقسوة ما يخبئ خلفه .

يوماً بعد يوم ووعودٌ كثيرة وأقوال نُسجت بخيوطٍ أوهن من خيوط العنكبوت لم تكن لتوقف التدفق الكبير الذي بات يطرق أبواب الدول الأوربية التي ضجّت وآنّت من تلك المعاناة الإنسانية التي لم يشهد لها التاريخ مثيل.

فما يعانيه اللاجئون اليوم في طريقهم إلى شمال أوربا من تقيد لحركتهم وكذلك إغلاق دول البلقان لحدودها أمامهم جعل الكثير منهم عرضة لنسائم الندم المعشّق بنفحات الوطن وحب الأرض التي غادروها مرغمين خاصة وأن الكثير منهم بات على دراية تامة بأن النعيم الأوربي بات مجرد وهمٍ رُسم في مخيلة الكثيرين، وما عودة البعض من اللاجئين من دول الاتحاد الأوربي إلى دول الجوار السوري أو إلى أرض الوطن إلا خير دليل على ذلك، ولكن للحياة طعمٌ أشد من العلقم كان قد قُدّر للشعب السوري أن يتجرّعه .

أسوارٌ من أمامهم ونارٌ مستعرة من خلفهم وآمالٌ قد تكسّرت على أولى خطوات القهر والعذاب، فهل تتعانق الأحلام البريئة مع أجندات السياسة المشوهة لتخط سطور الأمل بالعودة من جديد .