الجمعة 2017/09/22

جولة في المولي أنتونيليانا..

إيطاليا حيث كل شيء يرتبط بكرة القدم , في المكان الذي تتنفس شوارعه كرة القدم هناك كل بقعة من تلك الأرض تحمل قصة كروية جميلة.

شمال غرب إيطاليا تقع مدينة تورينو التابعة لإقليم بييومنتي,وهي مدينة صناعية كما يعرف عنها إلّا أنها أكثر من ذلك فهي مدينة ثقافية ذات حضارة متجددة باستمرار, كما أنها مدينة علمية تحتضن 17% من طلاب إيطاليا.

أطلت بالحديث عن المدينة ليكون للقارئ فكرة كاملة عن أهمية ديربي تورينو أو ديربي ديل مول الاسم الأشهر لهذه المباراة نسبة لمتحف مولي أنتونيليانا الذي حمل هذا الاسم تكريما وتخليداً لذكرى المهندس الذي بناه أليساندرو أنتونيلي.

 

أول نادي رياضي تأسس في مدينة تورينو هو نادي يوفينتوس أكثر فرق إيطاليا تتويجاً بالألقاب كان ذلك عام 1897 حيث مثل نادي السيدة العجوز كامل أهالي المدينة لمدة ستة أعوام قبل أن يعلن مجموعة من اللاعبين وعلى رأسهم ألفريدو ديك ليعلن تأسيس نادي تورينو في مطلع ديسمبر 1906.

بعد حوالي شهرٍ واحد كانت أول مباراة ديربي حيث صُوِرَت وقتها المباراة على أنها مسألة شرف ومباراة للثأر واستمر التحضير النفسي للمعركة حتى لحظات قبل النهاية فألقى ألفريدو الذي كان يوماً ما رئيساً ليوفينتوس خطاباً حماسياً قبل بداية المباراة بدقائق.

انتهى ذلك اللقاء بفوز التورو بهدفين لهدف ليبدأ من تلك النهاية صراعاً طبقياً مستمراً إلى يومنا هذا.

نادي تورينو الابن الأصغر للإقليم أُسِسَ بعد يوفينتوس بست سنوات لكنه يعتبر نفسه الممثل الحقيقي والشرعي لبييومينتي وأنه ممثل الطبقة الكادحة في المدينة بينما يعتبرون أن اليوفي هو فريق الأغنياء وأصحاب النفوذ خصوصاً أنه من ممتلكات عائلة أنييلي العملاقة اقتصادياً أصحاب شركة فيات الشركة التي جذبت كثيراً من أبناء الجنوب للعمل فيها كما سائر الشركات الكبيرة.

مع هذه الهجرات جماهير التورو بدأت بحملة دعائية كبيرة لتثبت أنها الأولى بتمثيل الإقليم وكان لهم ذلك إذ أن المهاجرين مالوا للقطب الأحمر وحتى هذا اليوم الفريق الأكثر شعبية في تورينو وبييمونتي.

دائماً كان الديربي مشتعلاً داخل وخارج الملعب ومنذ بدايته كان متكافئاً مع قليل من التفوق لليوفي حتى وصلنا إلى أربعينات القرن العشرين عصر نهضة نادي تورينو حيث صال وجال في مباريات الديربي إلى أن وقعت فاجعة سوبرجا الجوية في الرابع من مايو\أيار عام 1949 وفقد الثور الأحمر ثمانية عشر لاعباً من أفضل لاعبي زمانهم ذاك بالإضافة لصحفيين وإداريين كانوا جميعاً عائدين من البرتغال بعد أن لعبوا مباراة تكريم أحد أساطير نادي بنفيكا.

منذ ذلك الوقت بدأ التورو بالتراجع شيئاً فشيئاً حتى أصبح الآن لا يعني إلّا جماهير الفريقين والقليل من الجماهير العاشقة للتاريخ.

بعض المعلومات عن هذا الديربي:

التقى الفريقان في كل البطولات 227 مرة فاز يوفينتوس 94 مرة بينما فاز تورينو 72 مرة وتعادل الفريقان في 63 مناسبة.

سجل اليوفي 348 هدفاً وسجل التورو 311 هدفاً.

هدّاف الديربي جيامبييرو بونيبيرتي لاعب يوفينتوس ب14 هدف.

وأكثر المدربين فوزاً بالديربي جيوفاني تراباتوني ب13 انتصار.

أكبر نتيجة كانت من نصيب فريق تورينو بنتيجة 8-0 بتاريخ 17-11-1912

أما أكبر نتيجة لليوفي كانت 6-0 وكانت يوم 20-3-1952.

والمباراة التي شهدت أكبر عدد من الأهداف انتهت بفوز تورينو بثمانية أهداف مقابل ستة موسم 1912\1913 تحديداً في التاسع عشر من فبراير\شباط.

أكبر عدد من الإنتصارات المتتالية من نصيب يوفي ب6 انتصارات من 25 أوكتوبر إلى 23 فبراير 2014.

بقي تورينو بلا أي انتصار 16 مباراة منذ 3 ديسمبر 1995 إلى 23 فبراير 2014.

أسرع هدف كان لفالنتينو مازولا.

الريمونتادات كثيرة في ديربي تورينو لكن اخترت أقواها في 7 مارس\آذار قلب يوفينتوس تأخره بهدفين لـ لا شيء إلى فوز بأربعة أهداف لهدفين

أما تورينو فأبرز عودة له كانت بتاريخ 14 أكتوبر 2001 عندما عاد من خسارة 3-0 لتعادل بثلاثة أهداف لمثلها.

أكبر حضور جماهيري سُجل في الديربي كان يوم 28 اكتوبر 1962 حضر اللقاء 70200 متفرج وانتهى اللقاء بفوز تورينو بهدفٍ نظيف.

قضت أيام جميلة لهذا الديربي ومباريات قوية كانت تضاهي لقاء قطبي ميلانو أو فريقي العاصمة أو حتى طرفي إسبانيا هذه الأيام قد تعود إلى ذلك الوقت سيبقى الديربي من مباريات الصف الثاني أو الثالث وخاصاً بجماهيره.