الأحد 2017/06/18

معبر “خربة غزالة” بريف درعا .. بين “إنعاش” اقتصاد النظام وبداية “مشاريع التقسيم”

افتتح مؤخرا ما يسمى "معبر خربة غزالة" في مناطق سيطرة النظام بمحافظة درعا، ويسعى النظام من خلال هذا المعبر إلى فرض "رسوم جمركية" على البضائع الداخلة والخارجة الى المناطق المحررة في الجنوب السوري، بعد ان كانت تدخل من عدة مناطق في السويداء.

وأكد الدكتور عبد الحكيم المصري "معاون وزير المالية" في الحكومة السورية المؤقتة، في تصريحات خاصة للجسر أن افتتاح معبر "خربة غزالة" له عدة سلبيات اقتصادية أهمها، أنه سيساهم في إيجاد إيرادات مالية للنظام، ما سيحسن من صرف سعر الليرة السورية مقابل العملات الأخرى .

وأضاف المصري "يبلغ عدد السكان في المناطق المحررة بالجنوب السوري قرابة 700 ألف نسمة فاذا اعتبرنا أن كل سبعة أشخاص بحاجة إلى أسطوانة غاز واحدة شهريا، فسنحتاج إلى 100 ألف أسطوانة، ونعلم أن النظام وضع رسما جمركيا مقداره 2000 ل س على كل أسطوانة غاز، لذلك سيجني النظام من أسطوانات الغاز وحدها 200 مليون ل س شهريا، وقس على ذلك باقي البضائع، هذه الرسوم ستساعد النظام في تأمين ثمن البراميل والصواريخ والذخائر التي يقتل بها الشعب السوري ".

ومن ناحية أخرى أشار "المصري" إلى قضية الحصار الذي فرضه النظام على العديد من المناطق السورية، قائلا: "سيكون المعبر هو الطريق الوحيد لدخول المواد إلى المناطق المحررة، ما سيجعل النظام قادرا في أي لحظة على إغلاق المعبر وحصار المنطقة بشكل كامل وإخضاعها لمشاريعه.

وأكد "معاون وزير المالية" في الحكومة المؤقتة في حديثه للجسر، أن رسوما غير مباشرة تدفع للنظام وشبيحته عن طريق التجار حيث يتم رشوة حواجز النظام، وحواجز "شبيحة السويداء" والمليشيات الأجنبية لإيصال البضائع إلى المناطق المحررة، ومع افتتاح المعبر سيتم زيادة حجم الرسوم التي تفرض على البضائع ما سيزيد العبء على المواطن السوري في المناطق المحررة.

ولا تقتصر سلبيات المعبر فقط على إنعاش اقتصاد النظام فقط، بل إن أضرارا جمة ستعود على السوريين في المناطق المحررة بالاتجاه المعاكس للبضائع والمقصود هنا البضائع المتجهة إلى مناطق سيطرة النظام والتي تعتبر سوقا مهمة لتصريف بضائع المناطق المحررة.

 وضرب "المصري" على ذلك مثالا وهو "أن النظام فرض رسوما على مادة الحليب 10 ليرات سورية على كل كيلو غرام واحد، لكن هذه الزيادة لن تزيد من سعر الحليب في مناطق سيطرته، لأنه يفرض هناك أسعارا ثابتة، بينما ينعكس ذلك على التاجر والمربي، كي يعوض هذه الزيادة في الرسوم وقس على ذلك باقي السلع وخاصة المزروعات.

ويبقى معبر "خربة غزالة" مصدر شك وجدل وخلاف للكثير من الثوار في الجنوب السوري حيث تم استهداف المعبر عدة مرات بالمدفعية الثقيلة والهاون من بعض الفصائل العسكرية الرافضة لمشروع المعبر، في حين ينظر إليه البعض على أنه يخفف من مأساة الشعب الاقتصادية وخاصة مع ارتفاع الأسعار وضيق الحال لدى الكثير من المواطنين في المناطق المحررة.