الثلاثاء 2019/06/11

إدلب..هزائم متتالية للروس و”لافروف” يهدد ويتوعد

على ما يبدو أن المقاومة الشرسة والدفاع عن الأرض والنفس التي أبداها الثوار والفصائل المقاتلة بأرياف حماة واللاذقية وإدلب المحررة، لم ترق لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي هدد وتوعد بسبب الخسائر البشرية والمادية الفادحة التي تكبدتها قوات بلاده في تلك المناطق.

حرب إعلامية روسية عقب الخسائر المتتالية

فـ بعد حوالي شهر ونصف من الحملة الهمجية البربرية لقوات الأسد والاحتلال الروسي على الريف الشمالي المحرر، فشلت جميع الخطط التي رسمها الاحتلال الروسي للسيطرة على المنطقة وتأمين خط دفاع أول عن مصالحه واستثماراته في الساحل السوري، وذلك من خلال اتباع سياسة الأرض المحروقة، وحرب الإبادة التي اتبعها القادة الروس وعلى رأسهم الرئيس الحالي فلاديمير بوتين في الشيشان.

الخسائر المتتالية للاحتلال الروسي وقوات الأسد على الأرض في ريف حماة دفع وسائل الإعلام الروسية الرسمية وغير الرسمية إلى تحويلها إلى انتصارات وهمية واستعادة بلدة تل ملح الاستراتيجية التي استولت عليها الفصائل العسكرية مؤخرا يوم 6 حزيران الجاري ضمن معركة "كسر العظم"، في حين نفى الناطق الرسمي باسم الجبهة الوطنية للتحرير النقيب ناجي مصطفى سيطرة قوات النظام على البلدة.

وأضاف "مصطفى" في تصريح لـ "لجسر"، إن بلدة تل ملح تحت سيطرة الجبهة الوطنية للتحرير والفصائل الثورية، موضحا أن جميع محاولات النظام والاحتلال الروسي بالتقدم باتجاه بلدة تل ملح باءت بالفشل، وأن الاشتباكات ماتزال جارية مع قوات النظام على أطراف البلدة في محاولة لقوات الأسد والاحتلال بالتقدم نحوها.

وأكد "مصطفى"، أن قوات الاحتلال الروسي دفعت بمزيد من قواتها الخاصة للمشاركة في المعارك البرية بريفي اللاذقية وحماة خلال اليومين الأخيرين، بعد الخسائر التي تكبدتها، لافتا إلى أن قوات الاحتلال الروسي مشاركة في الحملة العسكرية على ريفي حماة واللاذقية منذ انطلاقها إلى جانب قوات الأسد، وأن مدفعية الاحتلال الروسي تقصف بشكل يومي محور كبينة بريف اللاذقية وريف حماة الشمالي.

لافروف يتوعد الفصائل العسكري بإدلب بـ"رد ساحق" بسبب الهزائم

الهزائم والانتكاسات التي تعرض لها الاحتلال الروسي في الشمال المحرر، دفع وزير خارجيته سيرغي لافروف لتهديد الفصائل العسكرية في إدلب وذلك خلال مؤتمر صحفي، مؤكداً أن قوات بلاده وقوات الأسد سيردان "رداً قاسياً وساحقاً" على اعتداءات من وصفها بـ "الجماعات الإرهابية" في إدلب، في إشارة إلى الفصائل العسكرية والثورية بالمحافظة.

وأضاف" لافروف" أن (الإرهابيين ينفذون باستمرار هجمات استفزازية، ويقصفون بالصواريخ والطائرات المسيرة مواقع للجيش السوري في البلدات وقاعدة حميميم الجوية الروسية.... بطبيعة الحال لن نترك، لا نحن ولا الجيش السوري، مثل هذه التصرفات دون رد قاس وساحق)

وحول تقارير تحدثت عن إمداد تركيا لفصائل الثوار بالأسلحة قال الوزير الروسي إنه لم يطلع على مثل هذه التقارير، وليس لديه أي تأكيد لمصدر هذه الأسلحة، مضيفاً "إدلب مليئة بالأسلحة غربية الصنع"، مشددا على ضرورة الفصل "بأسرع وقت ممكن بين قوات المعارضة والإرهابيين في إدلب"، وأن الدور الأساسي يعود لتركيا في هذا الأمر.

الأمم المتحدة: مليونا سوري قد يلجؤون إلى تركيا

القصف الهمجي اليومي الذي طال ريفي حماة الشمالي والغربي وجنوب حماة، أسفر عن مقتل آلاف المدنيين وخروج معظم المراكز الصحية عن الخدمة، فضلا عن نزوح الآلاف طلباً للأمان لهم ولأطفالهم، الأمر الذي دعا الأمم المتحدة إطلاق تحذير من إمكانية لجوء مليوني سوري على الأقل إلى الأراضي التركية، في حال تواصلت الحملة العسكرية لنظام الأسد في الشمال السوري.

وقال المنسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا بانوس مومسيس، إن الأمم المتحدة طلبت 3.3 مليار دولار لتمويل المساعدات في سوريا هذا العام، مؤكداً أنه رغم التعهدات السخية فإنها لم تتلق سوى 500 مليون دولار فقط حتى الآن، ما يقوض جهود الإغاثة.

الحملة العسكرية البرية لقوات النظام والاحتلال الروسي التي بدأت في نهاية نيسان الفائت، والتي سبقتها حملة قصف جوية هدفها الضغط على تركيا والفصائل العسكرية، لفتح طريق حلب عنتاب أولا ولتأمين خط دفاعي أول للساحل السوري ثانيا، فهل ستنجح الفصائل الثورية والعسكرية في إفشال جميع المخططات الروسية، وهل سيكسر عظم الروس في معركة " كسر العظم" التي أطلقها الثوار.