الأربعاء 2016/08/03

صحف ألمانيّة: روسيا تحدث كارثة في حلب أفظع مما حصل في سريبرنيتسا

دعت يومية "دي فيلت" الدول الغربية إلى التحرك لفعل شيء ما من خلفية الأوضاع المأساوية في سوريا وقالت:

"قبل أكثر من عشرين سنة، لم يحرك المجتمع الدولي والغرب ساكناً، فسمح لوحدات مسلحة صربية بارتكاب مذبحة في مدينة سيربرنيتسا البوسنية راح ضحيتها 8000 مواطن. فقط تحت تأثير صدمة عدم القيام بأي شيء لوقف تلك المذبحة، قرر المجتمع الدولي والغرب، التدخل لاحقا، واليوم تجري في مدينة حلب السورية كارثة إنسانية تفوق بفظاعتها مثيلتها في سريبرنيتسا، إذ أطبقت قوات نظام الأسد وإيران وروسيا الحصار على ربع مليون مدني في المدينة، التجويع وتدمير المنشآت عمداً في المدنية، مثل المستشفيات يشكلان عنصران أساسيان في حرب الإبادة الجماعية لمحور موسكو- دمشق-طهران (...) يتعين على الغرب عدم القبول بذلك بعد الآن، ضرب مواقع نظام الأسد وحلفائه هي التي ستجبره على الدخول في مفاوضات جادة وعلى إقامة منطقة آمنة لحماية المدنيين. إن الندم الذي أبداه الغرب بعد مذبحة سيربرنيتسا، لن يصدقه أحد هذه المرة".

أما أسبوعية "دي التسايت" فقد قارنت بين القتال الدائر للسيطرة على حلب والقتال في مدينة غروزني الشيشانية عام 1999 وكتبت :

"في ديسمبر/كانون الأول عام 1999طوقت القوات الروسية غروزني، آنذاك أرادت روسيا تدمير أكبر قدر ممكن من المدينة بواسطة المدفعية والقصف الجوي، حتى لا يستطيع الثوار الشيشان الاستمرار في الدفاع عن المدينة، القليل من الثوار فقط فضلوا ترك المدينة والهروب، وبعد انتقادات دولية حادة تنصلت موسكو من وعودها، وفي النهاية خلفت الحرب دمارا ومعاناة لا مثيل لهما، نشهد في هذه الأيام، استخدام نفس التكتيك في حلب، إذ تم منذ منتصف يوليو/تموز الماضي محاصرة 300 ألف إنسان في حلب، التي كانت فيما مضى الحاضرة الاقتصادية لسوريا، فهجمات قوات النظام، وإخوة الأسد في السلاح من شيعة إيران ولبنان، وعلى الأخص الهجمات الجوية الروسية، تضع المحاصرين أمام خيارين: إما الرحيل أو الموت، إن التذكير بما حصل في غروزني يجعلنا ندرك أن ما قد يأتي سيكون أسوء بالنسبة لحلب، رغم أنه يصعب تصور ذلك".