الأربعاء 2020/02/19

يمكنها أداء الكثير من الأعمال.. نظرة عن قرب للحواسيب الصغيرة

عادة لا يشتري المستخدم الحواسيب المكتبية الضخمة إذا كانت المساحة محدودة تحت سطح المكتب أو فوقه، لأن هذه النوعية تشغل مساحة كبيرة رغم كفاءتها العالية، وبالتالي فإنه يلجأ لشراء الحواسيب المحمولة أو طرز الكل في واحد التي تمتاز بأنها تتضمن شاشة مدمجة في جسم الجهاز، ولكن هناك خيار آخر يمكن الاستفادة منه في حالة ضيق مساحة سطح المكتب، ألا وهو الحواسيب الصغيرة.

وأوضح مارك مانتل، من بوابة التقنيات "هايزه أونلاين" الألمانية، أن هذه النوعية من الحواسيب تأتي بحجم صغير للغاية، بحيث يمكن وضعها على أي مساحة من سطح المكتب.

حجم اليد

وأضاف مانتل أنه لا يوجد تعريف محدد للحواسيب الصغيرة، إلا أن الخبراء اتفقوا على أنها أجهزة تأتي في حجم اليد تقريبا، وبطبيعة الحال فإن الحجم المحدود له تأثيره على الأداء، وتبعا لتجهيزات هذه الحواسيب الصغيرة فإنه يمكن القيام بالكثير من الأعمال، ولا يقتصر الأمر على المهام المكتبية فقط.

وتعتمد معظم الشركات المنتجة للحواسيب الصغيرة على معالجات الأجهزة الجوالة المحمولة، التي يتم استعمالها في أجهزة الحاسوب المحمول أيضا، وتستهلك طاقة تصل إلى 45 واطا، وفي الحواسيب الصغيرة منخفضة التكلفة غالبا ما يتم تركيب معالجات "صغيرة" مزودة بنواة إنتل "أتوم"، يجري الترويج لها تجاريا تحت أسماء "بنتيوم" أو "سيليرون".

وعلى العكس من معالجات إنتل كور آي "الكبيرة"، فإن هذه المعالجات البطيئة تكون أكثر توفيرا في استهلاك الطاقة، ويمكن تقليل الفرق في مستوى الأداء بين الأجهزة من خلال اختيار حاسوب صغير مزود بمعالج رباعي النوى بدلا من الموديلات ثنائية النوى، وإذا كانت الحواسيب الصغيرة مزودة بمعالجات إنتل كور آي، فإن الطرز ثنائية النوى تكفي للقيام بالمهام المكتبية المعتادة.

ولكن أداء الحاسوب الصغير يعتمد على الكثير من العوامل الأخرى، حيث أوضح كريستيان فان دي ساند، من هيئة اختبار السلع والمنتجات الألمانية، أن المعالج يعتبر محرك الحاسوب، بالإضافة إلى وجود العديد من المكونات الأخرى مثل ذاكرة الوصول العشوائي (رام) ومساحة التخزين الداخلية وبطاقة الرسوميات، وهذه المكونات تحدد ما إذا كان العمل سيجري بسلاسة أو ستظهر مشكلات، حتى مع المهام العادية للحاسوب، وإذا كانت هناك تنازلات مع جميع هذه المكونات، فإن أبسط المهام لن تكون ممتعة.

ذاكرة الوصول العشوائي

ولذلك أوصى الخبير الألماني بأن لا تقل سعة ذاكرة الوصول العشوائي عن 8 غيغابايتات، حتى يتمكن الحاسوب الصغير من العمل بصورة جيدة مع التطبيقات التي يتم تشغيلها في الوقت نفسه، بالإضافة إلى الاعتماد على أقراص الحالة المصمتة (أس أس دي) بدلا من الأقراص الصلبة التقليدية (أتش دي دي)، لأنها تتيح إمكانية الوصول إلى البيانات بصورة أسرع. وأكد كريستيان فان دي ساند أن هذه الأقراص تؤثر على أداء الحاسوب بشكل واضح ويمكن أن تُحدث فرقا كبيرا في استخدامات الحياة اليومية.

وبسبب الحجم المحدود للحواسيب الصغيرة فإن معظم الطرز تأتي من دون بطاقة رسوميات إضافية، وبدلا من ذلك يتم الاعتماد على بطاقة الرسوميات المدمجة في المعالج، وعادة ما تكفي هذه البطاقة للأغراض المكتبية العادية مثل تحرير النصوص أو تصفح مواقع الويب، ولكن إذا رغب المستخدم في تحرير الصور والفيديو بواسطة الحواسيب الصغيرة، فمن الأفضل أن يستعمل بطاقة رسوميات إضافية.

وبطبيعة الحال لا تتضمن الحواسيب الصغيرة وحدات لتشغيل أسطوانات "سي دي" أو "دي في دي"، لأنه ليس هناك حاجة لمثل هذه التجهيزات في الوقت الحاضر، الذي يتم فيه بث الموسيقى والأفلام أو تنزيل البرامج من شبكة الإنترنت، ولكن إذا كانت هناك حاجة ملحة لتشغيل الأسطوانات، فإنه يمكن توصيل وحدات التشغيل الخارجية بالحواسيب الصغيرة عن طريق منفذ "يو أس بي" دون أي مشكلات.

منافذ التوصيل

وينصح الخبراء الألمان بضرورة مراعاة منافذ التوصيل المتوفرة في الحواسيب الصغيرة، حيث أوصى كريستيان فان دي ساند بأن تشتمل الأجهزة على عدة منافذ "يو أس بي سي".

ومن المفيد أيضا توفُّر منفذ أو اثنين من منافذ "يو أس بي" القديمة لكي يتمكن المستخدم من توصيل الأجهزة القديمة، علاوة على ضرورة توفّر منفذ "أتش دي أم آي" على الأقل لتوصيل الشاشة.