السبت 2019/04/27

مؤسسة تركية تجري اجتماعا لبحث نتائج دراسة حول السوريين بإسطنبول

عقدت مؤسسة أبحاث السياسات الاقتصادية التركية "تباف" اجتماعاً مهماً لبحث نتائج دراسة متعلقة بقوقعة اللاجئين السوريين في ولاية اسطنبول، والكشف عن الأقضية التي شهدت ظهور "الغيتو"، أو ما يُعرف باسم أحياء الأقليات.

وبحسب ما ترجمه موقع "الجسر تورك" نقلاً عن صحيفة خبر تورك، فقد نفذت مؤسسة أبحاث السياسات الاقتصادية التركية "تباف" دراسة حملت اسم "السوريون في اسطنبول وأحياء الغيتو السورية ما بعد الحرب".

واقتصرت دراسة المؤسسة على أكثر الأقضية (المقاطعات) ازدحاماً بالسوريين في ولاية اسطنبول، وهي مقاطعة الفاتح، وسلطان غازي، وسلطان بيلي.

كما اعتمدت في الدراسة على معاينة أحياء تلك المقاطعات، والمقابلات الشخصية مع مئات اللاجئين السوريين والمواطنين الأتراك المقيمين فيها.

وذكرت مسؤولة المؤسسة "أسمين كافاس" خلال الاجتماع أنهم رصدوا تشكيل السوريين لتجمّعات حول أنفسهم في كل من حي "أكشمستين" و"علي كوشجو" في مقاطعة الفاتح، وحي "عصمت باشا" و"زبيدة هانم" في سلطان غازي.

وأضافت كافاس أن تلك التجمعات تشكّلت نتيجةً لاستفادة السوريين "المحدودة" من الخدمات المحلية المقدمة في المقاطعتين.

وتابعت أن أولوية الخدمات في المقاطعتين تمثّلت في حل الشكاوي المقدمة من المواطنين الأتراك بحق السوريين، دون تقديمها للسوريين الخدمات المتعلقة باندماجهم بالمجتمع التركي.

كما رصدت الدراسة انتشار المحلات التجارية السورية في الأحياء التي تشهد اكتظاظاً بالسوريين في المقاطعتين، وترجيح السوري تسوّقه من محلات مواطنيه، لعدم إتقانه اللغة التركية بشكل يمكنه من التواصل مع الأتراك.

ولفتت كافاس الانتباه إلى أن علاقة السوريين بين بعضهم البعض كانت قوية في تلك المقاطعتين.

علاوةً على ذلك أضافت مسؤولة المؤسسة أن جميع المواطنين الأتراك من سكان المقاطعتين وجوارها قالوا إنهم ليسوا سعداء بالعيش مع السوريين.

أما بالنسبة لمقاطعة سلطان بيلي، فقد جاءت النتائج مخالفة لما أظهرتها المقاطعتين الأخرتين.

وشهدت المقاطعة عام 2014 تأسيس جمعية اللاجئين في سلطان بيلي، حيث عملت على بحث مشاكل السوريين، وتأمين احتياجاتهم، إضافة إلى تقديمها الخدمات والاستشارات لهم في 19 مجالاً مختلفاً.

وحرصاً من إدارة المقاطعة المحلية على تعزيز اندماج السوريين، وعدم تشكيلهم تجمّعات خاصة بهم، تم تسجيل جميع المعلومات الديموغرافية الخاصة بنفوس السوريين داخل المقاطعة، مع الحرص على تحديث تلك البيانات بشكل دوري.

وتوزّع السوريون بشكل متساوٍ في أحياء المقاطعة، دون رصد انتشار أية تجمعات، أو اكتظاظ أحد الأحياء بهم على حساب الأحياء الأخرى.

ووفقاً للسجلات الرسمية فإن معدّل ضلوع اللاجئين السوريين بالجرائم المرتكبة في المقاطعة كان منخفضاً للغاية، حيث شكلوا نسبة 8 بالألف، فيما ربطت مسؤولة المؤسسة انخفاض تلك النسبة بالخدمات التي تقدمها لهم المقاطعة.

وعلى عكس مقاطعتي الفاتح وسلطان غازي، لم يبدِ أهالي مقاطعة سلطان بيلي من المواطنين الأتراك انزعاجاً من مشاركة السوريين لهم في أحيائهم، وقال 85 بالمئة منهم إن السوريين لم يفسدوا عليهم راحتهم.

هذا وأكدت سافاس في ختام حديثها إن تنسيق المؤسسات المحلية فيما بينها بخصوص الخدمات والمشاريع (الموجهة للسوريين) سيسهم إلى حد كبير باندماجهم، ويسهّل عليهم العيش السلمي برفقة المواطنين الأتراك.