الثلاثاء 2019/02/26

على الرغم من صعوبة الظروف.. شاب سوري يتفوق على الأتراك

احتفت وسائل إعلام تركية بشاب سوري تمكن من التفوق على أقرانه الأتراك، وحصد المركز الأول في مدرسته الثانوية على الرغم من جميع الظروف والمعيقات التي واجهته.

وبحسب ما ترجمه موقع "الجسر تورك" نقلاً عن صحيفة حرييت التركية، لم تفلح الحرب أو الظروف المادية السيئة بمنع السوري محمد من متابعة تعليمه وتحقيقه تفوقاً مبهراً على زملائه الأتراك، محمد الذي لجأ إلى تركيا قبل ثلاثة أعوام تمكن من دراسة اللغة التركية بمفرده، وإيماناً منه بأن التعليم هو طريق النجاة الوحيد راجع محمد مديرية التعليم في ولاية اسطنبول، وأبلغ المسؤولين عن رغبته بمتابعة دراسته في إحدى الثانويات التركية.

التحق محمد البالغ من العمر 18 عاماً بإحدى ثانويات الأناضول في ولاية اسطنبول، وحصد المركز الأول في الصف العاشر متفوقاً على أقرانه الأتراك بعلامات شبه تامة، لم يكن الأمر بتلك السهولة التي قد يظنّها بعضهم، إذ اضطرت الظروف المادية السيئة محمد الطموح للدراسة في منزل يسكنه 15 شخصاً، ولجأ بعض الأحيان للدراسة في الحدائق العامة والمكتبات في سبيل تحقيق حلمه بالالتحاق بكلية الطب، ليخطو على طريق شقيقته الطبيبة.

اضطر محمد حينما كان وعائلته في دمشق للانقطاع عن المدرسة لعامين، وذلك إثر اختفاء والده المفاجئ في أحد الأيام أثناء ذهابه إلى العمل، لجأ بعدها إلى تركيا، وعمل في العديد من ورشات الخياطة، حيث حصل في بعضها على القليل من المال، فيما استغل آخرون قلّة حيلة الشاب السوري، ولم يمنحوه شيئاً مقابل عمله.

على الرغم من افتتاح عم محمد ورشته الخاصة، وتوفيره فرصة العمل لابن شقيقه (محمد)، إلا أن الأخير أدرك أن العمل بتلك الطريقة لن توفر له المستقبل الذي يحلم به، تمكن محمد من تعلم اللغة التركية دون الالتحاق بأية دورة، وذلك من خلال التحدث إلى الأتراك، ومتابعة الدروس المتوفرة بشكل مجاني على الانترنت، وراجع مديرية التعليم في ولاية اسطنبول، حيث أرشده المسؤولون هناك لما يتوجب عليه القيام به، وقاموا بعد استكماله للأوراق اللازمة بتسجيله في إحدى ثانويات الأناضول التركية.

يخطط محمد لدراسة الطب في جامعة اسطنبول، وفي سبيل ذلك يضطر لتحمل ألم اشتياقه لوالدته وشقيقتيه، فهو على علم بأن عودته إلى تركيا ليست مضمونة في حال فكر بزيارتهن والاطمئنان عليهن في سوريا، ما شكّل له حافزاً للدراسة في سبيل تحسين وضعه المادي ليتمكن مستقبلاً من استقدام عائلته من سوريا.

تخلى محمد عن عمله في ورشات الخياطة قبل بضعة أسابيع، وبدأ بتدريس اللغة التركية للشبان السوريين في سبيل تأمين لقمة العيش، يقول الشاب السوري إن حالته المادية تُجبره على الحصول على المال مقابل تلك الدروس، وإلا لكان قدّمها لهم بشكل مجاني.

بدوره عبّر مدير ثانوية محمد عن فخره إزاء احتضان مدرسته للشاب السوري، واصفاً إياه بالطموح والمحب للدراسة، مضيفاً أنه على ثقة بأن مستقبله سيكون مبهراً.

يقول محمد في ختام حديثه للصحيفة إن غالبية الشبان السوريين باتوا يائسين بسبب الظروف السلبية المحيطة بهم، إلا أنه على ثقة بأن الحياة ما تزال مليئة بالفرص، ويضيف مخاطباً إياهم: "لا تستسلموا لليأس، فكل شيء من الممكن أن يغدو جميلاً".