السبت 2019/01/05

صحيفة تركية تنشر تقريرا عن ممارسات المليشيات الكردية الانفصالية بمدينة رأس العين

نشرت صحيفة تركية مقربة من الحكومة تقريراً تحدثت فيه عن ممارسات الميليشيات الكردية الانفصالية "ب ك ك" بمدينة رأس العين الحدودية مع تركيا، مستندة في تقريرها إلى معلومات قدّمها لها مسؤول أمني سابق في المدينة.

وبحسب ما ترجمه موقع "الجسر تورك" عن صحيفة يني شفق التركية، فقد أكد صالح حمزة المسؤول الأمني السابق في مدينة رأس العين في حديث خاص للصحيفة أن الميليشيات الكردية لن تقدم على أي تحرّك في مدينة منبج خارج تعليمات أسيادها من الجنرالات الأمريكيين، وستخرج من المدينة فور إصدار الأمر، مشيراً إلى أن رعب الميليشيات الحقيقي يتمثّل بخوفها من خسارة مدينتي تل أبيض ورأس العين خلال عملية شرق الفرات العسكرية المرتقبة.

وتابع حمزة أن الميليشيات الكردية قامت بتعزيز قواتها في مدينة رأس العين مؤخراً من خلال نشر ستة آلاف مقاتل تابعين لها في المدينة ابتداء من منتصف شهر كانون الأول المنصرم وصولاً إلى اليوم، مضيفاً أن قرابة 85 بالمئة من هؤلاء المقاتلين أحضرتهم الميليشيات مستغلّة الدعم المالي الأمريكي لها أو قامت بتجنيدهم في صفوفها بالإكراه، كما أحضرت بقية المقاتلين من جبل قنديل في إقليم كردستان شمال العراق.

وأضاف مصدر الصحيفة إلى أن ميليشيات "ب ك ك" قامت بمهاجمة مدينة رأس العين عدّة مرات بعد أن تم تحريرها من قوات الأسد، وقدّم الجيش الحر 120 قتيلا خلال مواجهته للميليشيات في الفترة الممتدة بين عامي 2012 - 2015، مشيراً إلى أن تنظيم الدولة نجح بسلب المدينة من سيطرة المعارضة عام 2014، وسلّمها إلى الميليشيات الكردية عام 2016.

كما أكد غلى أن مدينة رأس العين سُلبت من السوريين من خلال مسرحية ثلاثية أبطالها الولايات المتحدة الأمريكية وتنظيم الدولة والميليشيات الكردية الانفصالية، التي سلبت معامل المدينة وآبار نفطها، مشيراً إلى أن قرابة ألف شخص قُتلوا بشكل وحشي على يد الإرهابيين خلال عامي 2014 - 2019، كما تعرّض الآلاف للخطف والتعذيب، وما يزال مصير البعض منهم مجهولاً حتى اليوم.

وتسببت الأنفاق التي حفرتها المليشيات في مدينة رأس العين بانهيار أكثر من 20 منزلاً خلال شهرين فقط، حيث أشار مصدر الصحيفة إلى أن أنفاق الميليشيات باتت تملأ المدينة بشكل كامل تقريباً، وعمدت الميليشيات إلى جعل الأنفاق جميعها تلتقي في نقطة واحدة تحت الأرض بشارع الأمنيات (السلام) بمركز المدينة.

هذا ولم تُظهر الميليشيات أية مسؤولية تجاه المنازل المنهارة، وتتابع ممارساتها بكل أريحية مستفيدة من عدم امتلاكها أية سلطة قانونية في البلاد تسمح بملاحقتها في المحافل الدولية، كما تسعى لترك المدينة في حالة دمار كامل إذا ما اضطرت للفرار كما حدث في مدينة الرقة، حيث ستعمد إلى تفجير عدد من المصانع والمدارس والمؤسسات الحكومية، وسترمي بالتهم على تركيا، بحسب المصدر.

يجدر الذكر إلى أن مدينة رأس العين تشكّل مركز التجارة والطاقة للميليشيات الكردية لما تحتويه من ثروات تحت الأرض، حيث تبلغ مساحتها 20 كيلومتراً مربعاً، وتحتوي المدينة على أغنى احتياطات سوريا من النفط والغاز، إضافة إلى أراضيها الخصبة من ناحية إنتاج القمح والقطن والذرة، ما جعل منها مخزناً للحبوب، وجعلها من أكثر المناطق التي يوليها تحالف الميليشيات مع الولايات المتحدة اهتماماً، بحسب ما ورد في الصحيفة.