الأثنين 2019/04/29

صحفي تركي يكشف ..لماذا تصر تركيا على إقامة “منطقة آمنة” شمال سوريا؟

نشر الصحفي التركي "فاتح شكيرغَ" مقالاً كشف فيه عن دوافع تركيا وراء إصرارها على امتداد المنطقة الآمنة، شمال سوريا، لعمق 40 كيلو متراً.

واستهلّ الصحفي التركي مقاله، بحسب ما ترجمه موقع "الجسر تورك"، بتوضيح الاختلاف ما بين مصطلحي "المنطقة الآمنة" و"المنطقة العازلة"، مشيراً إلى أن المصطلح الأخير يُستخدم للتعريف عن المنطقة الفاصلة بين بلدين معاديين، أو قوّتين عسكريّتين كبيرتين تعيشان حالة توتر فيما بينهما.

أما مصطلح "المنطقة الآمنة" فيُستخدم عادة في مناطق النزاع المسلّح، ويشير إلى الملاذ الآمن الذي يمكن للأشخاص اللجوء إليه في حال عدم رغبتهم بالمشاركة في ذلك النزاع.

ولفت الصحفي التركي الانتباه إلى أن اختيار تركيا لمصطلح "المنطقة الآمنة" لم يكن عبثياً، وذلك بالنظر إلى عدم اعترافها بتنظيم "ب ك ك" كقوّة منظمة، وإنما كمنظمة إرهابية.

أما بالنسبة لدوافع تركيا وراء إصرارها على أن تمتد تلك المنطقة على عمق 40 كيلو متراً، فقد كشف ذلك السر مؤخراً وزير الدفاع التركي "خلوصي أكار"، إلا أن تركيز وسائل الإعلام التركية على نتائج انتخابات الإدارة المحلية، والضجة التي خلفتها احتجاجات إسطنبول، حالت دون تغطيته بشكل كافٍ.

وبحسب وزير الدفاع التركي فإن المليشيات الكردية الانفصالية تلجأ إلى وضع المواد المتفجرة داخل الطائرات النموذجية الصغيرة، وذلك بهدف توجيه الضربات إلى المخافر والقرى التركية الحدودية.

وأضاف عكار قائلاً إن مجال تلك الطائرات يتراوح ما بين 30 إلى 40 كيلو متراً.

واعتبر الصحفي التركي من تصريحات عكار تلك تفسيراً واضحاً لإصرار تركيا على أن تكون المنطقة الآمنة تحت سيطرتها فقط، وامتدادها إلى ذلك العمق تحديداً.

وأضاف أن تركيا تسعى عبر المنطقة الآمنة لمنع المليشيات الكردية من استهداف أراضيها عن بعد، دون أن تحمل خططاً مبطّنة تستهدف وحدة الأراضي السورية، وهو ما أكده وزير الدفاع التركي في تصريح سابق.

أما بالنسبة للولايات المتحدة، فأشار الصحفي إلى أن مطلب تركيا ودوافعها فيما يتعلق بالمنطقة الآمنة باتت مقبولة بالنسبة لها، ويبحث المسؤولون الأمريكيون الآن الطرق العملية للتنفيذ.

كما أدركت الولايات المتحدة أيضاً أن تركيا لن تسمح إطلاقاً بتأسيس ممرات إرهابية في سوريا، لكنها تتعامل مع القضية ببرود، وهو ما دفع تركيا لإتمام استعداداتها على الشريط الحدودي، بانتظار إطلاق العملية العسكرية المرتقبة في أية لحظة.

هذا ورجّح الصحفي التركي في ختام مقاله أن يشهد ما وراء الشريط الحدودي التركي صيفاً ساخناً، يحمل في جعبته سلسلة من العمليات المستهدفة للإرهابيين.