الجمعة 2018/11/30

الببغاوات الخضراء.. لوحات بديعة تزين إسطنبول

أسراب من الببغاوات الخضراء وببغاوات "ألكساندرين"، بدأت تغزو في السنوات الأخيرة، إسطنبول، لتحل ضيفة مبجلة على المدينة التركية.

طيور بديعة، تزين الحدائق والمساحات الطبيعية الخضراء، فتصنع لوحات جميلة ومحببة للسكان والسياح الوافدين على المدينة، ممن يأسرهم منظر الأسراب محلقة أو على فروع الأشجار والنباتات أو في أي مكان آخر تحط فيه.

مع أن الروايات تتعدد بشأن كيفية وصول هذه الببغاوات إلى تركيا، إلا أن الثابت هو أنها تنتشر منذ 40 عاما في مناطق عديدة بإسطنبول، وخصوصا في الحدائق والمساحات الطبيعية الخضراء.

ببغاوات خضراء أو طيور الدرة الهندية كما يسميها البعض، وببغاوات "ألكساندرين"، نسبة إلى الإمبراطور ألكسندر الأكبر، أحد ملوك مقدونيا الإغريق، تتواجد هذه الببغاوات في إسطنبول على شكل أسراب، وتحظى باهتمام كبير من أهالي المدينة والسياح، بفضل الأصوات الجميلة التي تصدرها.

وفي حديث مع وكالة الأناضول، قال إرغون باجاك، الأستاذ الجامعي في كلية شؤون الغابات بجامعة إسطنبول، إن هذه الببغاوات تنتشر منذ نحو 40 عاما، في أحياء متنوعة من المدينة.

وأوضح أن هناك معلومات عديدة بخصوص قدوم الببغاوات إلى إسطنبول، واستقرارها فيها بعد عثورها على مناطق ملائمة للعيش فيها.

وموضحا الجزئية الأخيرة: "يُعتقد بأن الببغاوات جاءت إلى إسطنبول بأكثر من طريقة، لكن لا يوجد إثباتات بخصوصها، فبعضها جاء بواسطة السفن البحرية، وبعضها جاء عبر شاحنات النقل، ويُقال بأنها فرت من الشاحنات التي تعرضت لحوادث مرور".

البعض يقول أيضا إنها أُطلقت من محلات الحيوانات الأليفة، أو تم إرسالها من خارج البلاد بطرق غير رسمية، ربما يكون كل ما ذُكر صحيحا لكن لا يوجد أدلة تؤكد ذلك.

كما يُحكى أيضا أن هذه الببغاوات شوهدت في إسطنبول لأول مرة عام 1976، ولقد استقرت في البداية في حديقة "غولهانة"، لأنها تحتوي على أشجار كبيرة جدا، وملائمة لمعيشتها مثل أشجار الميس، والدلب، فضلا عن كستناء الحصان، وهذه الأشجار تعتبر سامة للإنسان، ولكنها ليست كذلك للببغاوات".

وبالنسبة لـ"باجاك"، فإنه من الممكن مشاهدة الببغاوات في الحدائق والغابات بإسطنبول، وخاصة في حديقتي "غولهانة"، و"إميرغان"، وهضبتي "تشاملجا" الكبيرة والصغيرة، وغابة أتاتورك في فلوريا، وغابة بلغراد.

أما بخصوص موطنها الأصلي، فأشار باجاك إلى أن الببغاوات الخضراء تتخذ من مناطق شرق آسيا والهند والنيبال ووسط إفريقيا، موطنا لها، ومنها انتشرت في عموم أوروبا، وأمريكا وجنوب إفريقيا وأستراليا.

وتعتبر الببغاوات الخضراء من الطيور المسيطرة، كما أن عددها يشهد ارتفاعا مطردا، كما هو الحال في تركيا، فقد كان عددها قبل 15 عاما لا يتجاوز عشرات الأزواج، لتبلغ اليوم المئات، وفق باجاك.

هذه الطيور تعدّ أيضا من أذكى الحيوانات حول العالم، ولكونها ذكية جدا يمكنها التأقلم مع المناطق بسهولة.

وبخصوص غذائها، تعتمد هذه الببغاوات على نباتات مختلفة، كما أنها جيدة جدا في بناء الأعشاش، وتتواجد على شكل مجموعات كبيرة، ما يساهم في تعاونها على حماية نفسها من الأعداء".

وقال باجاك إن "الببغاوات الخضراء وببغاوات إسكندر تتنافس مع طيور نقار الخشب على الأعشاش، وتشير بعض الأنباء إلى أنها تضغط على نقار الخشب وتستولي على أعشاشه، إلا أنها هذا الأمر غير مثبت بعد".

وأشار إلى أن الطيور الجارحة تجد صعوبة في اصطياد الأسراب الجماعية مثل الببغاوات الخضراء.

وإضافة إلى كل ذلك، تتمتع هذه الببغاوات بقدرة على مقاومة الطقس البارد نسبيا، على غرار المناخ السائد في إسطنبول، في حين أنها غير قادرة على العيش في أماكن أبرد مثلما هو عليه الحال بولايتي سيواس وأرضروم.

ولفت باجاك إلى أن أعداد هذه الببغاوات تشهد زيادة مستمرة، داعيا الجهات المعنية لمتابعة هذا الجانب.

وقال بهذا الصدد: "علينا متابعة ارتفاع عددها، فمن الممكن أن تزداد بشكل كبير وتدخل في منافسة مع أنواع الطيور المحلية، وتجبرها على مغادرة أعشاشها".

وأردف: "منذ فترة، لم أشاهد طيور نقار الخشب المبرقشة، وطيور "سيفاجي"، فهل يا ترى اضطرت للانسحاب إلى مناطق الغابات بسبب الببغاوات؟! حيث أن الببغاوات تزداد بشكل كبير منذ 20 عاما، وتنتشر في مساحات جديدة باستمرار".

وختم بالقول إن "الببغاوات الخضراء تتميز عن سواها من الببغاوات من حيث اللون، ما يجعلها لا تلفت الأنظار على الأشجار، وبالتالي لا تتعرض للكثير من المضايقات، ما يؤدي إلى تكاثرها بسهولة".