السبت 2019/04/27

أصحاب المحلات السورية في إزمير يردون على رئيس البلدية

وجه أصحاب المحلات السورية في مقاطعة "كمال باشا" بولاية إزمير رسالة إلى رئيس بلديتها المعارض، دعوه خلالها للتوقف عن اللهو بلقمة عيشهم، وذلك بعد تهديد الأخير بإغلاق محلات السوريين، وطردهم من تركيا.

وبحسب ما ترجمه موقع "الجسر تورك" نقلاً عن صحيفة صباح التركية، يواصل رؤساء البلديات التركية المنتمين إلى حزب الشعب الجمهوري المعارض ضغطهم على اللاجئين السوريين، فبعد قرار رئيس بلدية ولاية بولو "تانجو أوزجان" بقطع المساعدات عنهم، خرج عضو حزبه، ورئيس بلدية مقاطعة "كمال باشا" التابعة لولاية إزمير "رضوان كاراكايلي" في لقاء تلفزيوني، وأدلى بعدة تصريحات مليئة بلغة الكراهية تجاه السوريين.

وتوعّد كاراكايلي، خلال اللقاء، هو الآخر بقطع المساعدات عن اللاجئين السوريين، وطردهم من تركيا، زاعماً أن الأمن والسلام قد عادا إلى سوريا.

كما أكد على أنه سيزيل كافة لافتات محال السوريين التجارية ومطاعمهم المكتوبة باللغة العربية، مبدياً انزعاجه لتواجد لافتة عربية لمحل بقالة ملاصق لمبنى حزبه الشعب الجمهوري في المقاطعة.

وأثارت تصريحات المسؤول المعارض مخاوف وقلق السوريين المقيمين في مقاطعة كمال باشا، لدرجة أنهم باتوا يخشون حتى الخروج من منازلهم.

والتقت صحيفة صباح بصاحب محل البقالة السوري "محمد"، الملاصق محله لمبنى حزب الشعب الجمهوري، حيث أشار إلى أنه يقيم في كمال باشا منذ 6 أعوام، مضيفاً أنه تزوج في تركيا، ونجح بتأسيس حياة جديدة له بعد فراره من الحرب.

وتابع أنه يسعى من خلال استثماره لمحل البقالة لتأمين لقمة العيش لزوجته وطفلهما الوحيد، مشيراً إلى أن إغلاق محله لن يجعله قادراً على تأمين حتى رغيف الخبز لعائلته.

وأضاف قائلاً: "أعمل هنا منذ أعوام، ولم أبدِ أيّ خطأ أو تقصير بالاحترام لجواري الأتراك، يمكنه (رئيس البلدية) أن يسألهم جميعاً فيما لو شاء".

كما أكد محمد على أنه لم يتلقّ أية مخالفة عمل حتى الآن، مشيراً إلى أنه بات ينتظر بخوف وصول شرطة البلدية، عقب التصريحات الأخيرة، بشكل يومي.

وأضاف سوري آخر يملك محلاً تجارياً في المقاطعة أنه يدفع إيجار محله شهرياً وبشكل منتظم إلى صاحبه التركي على مدار السنتين الماضيتين.

وتابع أن إغلاق المحل سيعود بالضرر على 24 شخصاً يستفيدون من دخله المادي، داعياً المسؤول المعارض للكف عن اللهو بلقمة عيش السوريين.

وأضاف قائلاً: "ما الذي يريده رئيس البلدية منّا نحن السوريون؟ نحن نسعى خلف لقمة العيش فقط دون إلحاق الضرر بأيّ شخص".

يجدر الذكر إلى أن حزب الشعب الجمهوري تمكن من الظفر برئاسة معظم الولايات التركية الكبرى كاسطنبول وأنقرة وإزمير، خلال انتخابات الإدارة المحلية الأخيرة.

ولم يتردد مسؤولو الحزب المعارض بالكشف عن سياستهم المعادية للاجئين السوريين، من قطع للمساعدات، والتوعّد بإغلاق محالهم وعدم منحهم رخصاً للاستثمار، فيما وجه لهم الرئيس التركي "رجب طيّب أردوغان" انتقادات لاذعة، ودعاهم للتراجع عن قراراتهم الأخيرة المستهدفة للسوريين.