الأحد 2019/02/24

أردوغان يوجه اتهاماً مباشراً لمحمد بن سلمان بجريمة خاشقجي

رفع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، نبرة التصعيد المباشر ضد ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في قضية قتل الإعلامي السعودي المعارض جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطبنول بالثاني من أكتوبر الماضي، مؤكداً أنه على علم بكل ما جرى.

وقال أردوغان، في مقابلة مع قناة "سي إن إن ترك"، مساء أمس السبت: إنه "لا يمكن تغطية جريمة اغتيال خاشقجي والوثائق والأدلة التي نملكها تثبت ذلك".

وأضاف مخاطباً ولي العهد السعودي: "إذا كنت واثقاً بنفسك فلتخرج للعلن وتتكلم، عوضاً عن استعمال النفط والأموال للتغطية على الجريمة".

وجدَّد أردوغان تأكيده أنَّ التسجيلات التي تملكها تركيا حول جريمة قتل خاشقجي تم إسماعها للكثير من المسؤولين، وعلى رأسهم المسؤولون السعوديون.

وأشار أردوغان إلى أنهم بحثوا القضية خصيصاً مع الملك سلمان، ومع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عن طريق الهاتف، لكن دون الحصول على أي نتيجة.

وأضاف أن المسؤولين السعوديين دائماً ما يقولون إنهم سيُنزلون بمنفذي الجريمة العقوبة اللازمة، موضحاً أن 15 شخصاً جاؤوا إلى تركيا بينهم القتلة، ونفَّذوا عملاً مشتركاً.

وتساءل عمَّن أصدر التعليمات لتنفيذ هذا العمل المشترك، مضيفاً: «يجب الكشف عن ذلك. هذا واضح لأن الأشخاص الـ15 يعرفونه بالطبع».

ولفت إلى أن وزير الخارجية السعودي تحدَّث عن «متعاون محلي»، في حين قال ولي العهد بنفسه إن خاشقجي خرج من الباب الخلفي للقنصلية.

وتساءل أردوغان: «كيف يخرج من الباب الخلفي وخطيبته تنتظره في الخارج، ويذهب دون أن يأخذها، هل هذا منطقي؟».

وأشار إلى أن الأسماء التي قادت الفريق المنفذ للجريمة معروفة، ولذلك «إن لم يكن ولي العهد السعودي يعلم فمَن يعلم؟».

وقال أردوغان إن ثمة شخصاً منحطاً وعديم الأخلاق يقول في التسجيلات «أنا أعرف التقطيع جيداً»، مضيفاً: «تبيَّن لنا أنه من الطب الشرعي، هؤلاء يظنون أن العالم مجموعة من البلهاء».

وأوضح أن السعودية تتخذ مواقف مختلفة في علاقاتها مع تركيا، في مسعى لتحويل القضية إلى اتجاه مختلف، مضيفاً: «لا نريد أن تصيبكم وصمة، ولهذا ننتظر منكم أن تتصرفوا بعدالة».

وقُتل خاشقجي، في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، داخل قنصلية بلاده بإسطنبول، في قضية هزَّت الرأي العام الدولي، وأعلنت الرياض مقتله بعد 18 يوماً من الإنكار.

وقدَّمت الرياض روايات متناقضة عن اختفاء الصحفي الراحل، قبل أن تقول إنه تم قتله بعد فشل «مفاوضات» لإقناعه بالعودة إلى السعودية؛ ما أثار موجة غضب عالمية ضد المملكة، ومطالبات بتحديد مكان الجثة، ومَن أمر بتنفيذ الجريمة.