الأربعاء 2019/02/20

أردوغان: ليس بوسعنا تحمل موجة هجرة جديدة بمفردنا

قال الرئيس رجب طيب أردوغان، أمس الثلاثاء، إن تركيا لن تستطيع تحمل العبء بمفردها بعد اليوم في حال حدوث موجة هجرة جديدة.

جاء ذلك في كلمة خلال المؤتمر الوزاري السادس لعملية بودابست المعنية بإدارة ملف الهجرة، الذي انطلق أمس الثلاثاء باسطنبول، بمشاركة ممثلين عن 52 دولة، و7 دول بصفة مراقب، و14 منظمة دولية.

وأضاف أردوغان أن "إبقاء اللاجئين داخل حدودنا لايمكن اعتباره الطريقة المثلى لحل مشكلة الهجرة التي مصدرها سوريا".

وأكد على أن صيغة المنطقة الآمنة التي طرحها في الأعوام الأولى هي أنسب حل عملي لعودة اللاجئين السوريين.

وأعرب أردوغان عن ثقته بأن الأصدقاء الأوروبيين سيقدمون الدعم اللازم لتركيا، فيما يتعلق بإنشاء المنطقة الآمنة المزمع إقامتها في الجانب السوري من الحدود.

وأوضح أن نجاعة هذه الصيغة، منوطة بتولي تركيا الإشراف على المنطقة الآمنة، وتقديم بقية الدول دعما ماديا ولوجستيا.

وأكد أردوغان أنه سيتم تطبيق مشروع المنطقة الآمنة قريبا جدا، حيث أتمت تركيا استعدادتها على امتداد حدودها، ووضعت خططها واستراتيجياتها.

ولفت إلى أنه بحث هذا الموضوع بشكل مفصل مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين، والإيراني حسن روحاني، خلال قمة سوتشي الثلاثية الأسبوع المنصرم.

وشدد أردوغان على أن الدعم الأوروبي للمنطقة الآمنة سيمثل إسهاما في أمن أوروبا، من خلال الحيلولة دون تدفق اللاجئين وإزالة التهديدات الإرهابية.

وأضاف "إذا لم نستطع إعادة ملايين السوريين المقيمين على أراضينا في تركيا، بهذه الطريقة (المنطقة الآمنة)، فإن المشكلة ستمتد إلى أبواب أوروبا عاجلا أم آجلا، وأود أن تدركوا هذا على وجه الخصوص".

ولفت الرئيس أردوغان أن إنفاق تركيا لصالح اللاجئين من إمكاناتها الوطنية، ووفق معايير الأمم المتحدة، تجاوز 37 مليار دولار.

وأوضح أردوغان أن الاتحاد الأوروبي تعهد بتقديم 6 مليارات يورو على دفعتين لتركيا لصالح اللاجئين السوريين، عبر المؤسسات الدولية، لكن المبلغ الذي وصل حتى اليوم لا يتعدى مليارا و750 مليون يورو.

كما لفت إلى أن المفوضية الأممية السامية لشؤون اللاجئين، لم تقدم سوى 750 مليون دولار.

وشدد أردوغان على أن المزيد من الجدران والأسلاك الشائكة ليست حلا لمنع الهجرة.

وأشار إلى أن الهجرة قضية إنسانية وسياسية ذات بعد أمني.

وأوضح أردوغان أن العالم يضم نحو 260 مليون مهاجر وأكثر من 68 مليون مُهجّر وأزيد من 25 مليون لاجئ والأرقام في ازدياد، كل يوم، لأسباب منها المجاعة والقحط والحروب الأهلية والهجمات الإرهابية والاضطرابات السياسية، فضلا عن الدوافع الاقتصادية.

وأضاف أن المهاجرين "سيلجأون إلى وسائل جديدة للهروب مع استمرار حالة انتهاك القوانين والصراعات في العالم واتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء".