السبت 2019/02/16

أردوغان: لا يمكن أن نسمح للمنطقة الآمنة بتوفير أي نوع من الحماية لـ”ب ي د”

جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رفضه القاطع لأن توفر المنطقة الآمنة في الشمال السوري أي نوع من الحماية للمليشيات الكردية الانفصالية (بي كا كا / ب ي د)، مشدداً على ضرورة أن تخضع المنطقة الآمنة للسيطرة التركية، وإلا سيبقى أمن تركيا عرضةً للتهديد في أية لحظة.

وبحسب ما ترجمه موقع "الجسر تورك" نقلاً عن صحيفة صباح التركية، أجرى الرئيس التركي أردوغان مؤتمراً صحفياً على متن طائرة عودته من مدينة سوتشي الروسية، عقب اللقاء الذي جمعه بنظيره الروسي "فلاديمير بوتين" والإيراني "حسن روحاني" لبحث حل الأوضاع في سوريا، حيث أشار أردوغان للصحفيين إلى وجود بعض الشكوك والبطء في قرار الولايات المتحدة بالانسحاب من سوريا، مضيفاً: "إن كان ترامب صادقاً لا يجب أن يحجب بعض البيروقراطيين في الولايات المتحدة قراره بشأن الانسحاب".

وشدد أردوغان على ضرورة أن تخضع المنطقة الآمنة للسيطرة التركية، مضيفاً: "نحن مصممون جداً في هذا الشأن، ولا يمكن أن نسمح للمنطقة الآمنة بتوفير أي نوع من الحماية لـ (ب ي د)، مضيفاً: "ما يُزعجنا هو طرح القضية على أنها قضية أكراد وأتراك، وبحث حقوق الأكراد في هذا الشأن، هل تنظيمات الأكراد الانفصالية من قامت بحماية حقوق الأكراد حتى يومنا هذا؟ حينما كان الأسد يرفض منح الأكراد هويات سورية تحدثنا إليه وقلنا له (هؤلاء مواطنوك أعطهم هويات شخصية)، أين كانت تلك التنظيمات الانفصالية حينها؟".

وتابع حديثه: "نحن من كافحنا لحماية حقوق الأكراد، ونحن من وفرنا الحقوق والظروف المعيشية الأفضل لمواطنينا الأكراد، نسعى لإنشاء منطقة آمنة في إطار وحدة الأراضي السورية، وموقف الروس إيجابي بهذا الشأن".

وفيما يتعلق باتفاقية وقف التصعيد في إدلب علّق أردوغان قائلاً: "نحن ملتزمون بحماية وتطبيق اتفاقية إدلب، مهام الحماية تقع على عاتق تركيا بشكل أساسي، وسيكون على عاتق نقاط المراقبة العسكرية التركية مهمة حرجة في هذا الإطار".

وأشار أردوغان إلى وجود تأخير في عملية استكمال خارطة طريق منبح، مضيفاً: "قالوا 90 يوماً ومر نحو عام حتى الآن، وما يزالوا يقولون إنهم سيستكملوها"، في إشارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

كما أكد على ضرورة تطهير مناطق شرق الفرات من الإرهاب، معتبراً أنهم تمكنوا عبر محادثات أستانا من إنجاز ما عجزت عنه الأمم المتحدة ودول الخليج، وتابع قائلاً: "ستستضيف تركيا القمة القادمة، وقلت مسبقاً أن عملية الأستانا من الممكن أن تشمل أيضاً كلاً من العراق ولبنان، نظراً لحدودهما المشتركة مع سوريا، وعلاقاتهما معها ذات المستويات المختلفة".

ولدى سؤال أحد الصحفيين إذا ما كان اقتراح وزير الدفاع الأمريكي بإنشاء نقطة مراقبة لقوات التحالف في المنطقة الآمنة يعد بمثابة حماية للتنظيمات الكردية الانفصالية، أجاب أردوغان: "لقد أجاب وزير دفاعنا على المقترح الأمريكي إجابة واضحة، لا يمكن إطلاقاً أن نسمح بتأسيس أية قوة تهدف إلى حماية (ب ي د / ي ب ك)، نحن ندعوا شركائنا الاستراتيجيين للقيام بدورهم في المنطقة".

كما استفسر صحفي آخر عن رأي الرئيس التركي بتصريح نظيره الإيراني حول ضرورة إخراج جميع القوات الأجنبية من إدلب، وأجاب أردوغان: "نحن نحترم وندافع عن وحدة الأراضي السورية، القضية بالنسبة لنا هي مكافحة الإرهاب وضمان عيش الشعب السوري بسلام، بالنسبة لمن يطالب بخروج القوات الأجنبية يتوجب أن يشمل مطلبه القوات التابعة لمختلف الدول، لا يمكن القول (لقد دعانا نظام الأسد ولم يدعو تركيا)، فقبل كل شيء هنالك اتفاقية أضنة بشأن مكافحة الإرهاب، وهنالك مطالب الشعب السوري أيضاً لنا بتخليصهم من الظلم والاضطهاد، اليوم يوجد قرابة 130 عشيرة في منبج تنتظر تدخلنا بأقرب وقت".

وحول مدى مصداقية روسيا وإيران بالنسبة للمنطقة الآمنة في مخاوفهما حول تهديد الأمن التركي، أجاب أردوغان: "سوف نثق بشركائنا، يتوجب علينا أن نثق بهم، ولكننا سنتخذ بالطبع الخطوات اللازمة إذا ما واجهنا مواقف متناقضة".