الأثنين 2018/05/21

وول ستريت: تحقيقات مولر قد تتوسع لتشمل الإمارات بعد متابعة رجل أعمال إسرائيلي على صلة ببن زايد

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن المحقق الخاص روبرت مولر وسع تحقيقاته بالتدخل بحملة الرئيس دونالد ترامب الرئاسية عام 2016، لتشمل أطرافا في الشرق الأوسط حيث أنه يحقق الآن في دور رجل الأعمال الإسرائيلي جويل زامل المرتبط بالإمارات ، وهو ما قد يؤدي لأن يشمل التحقيق أبو ظبي.

وزامل، الذي صدرت بحقه مذكرة إحالة، هو رجل أعمال إسرائيلي ولد في أستراليا ولديه خبرة في وسائل التواصل الاجتماعية وجمع المعلومات الاستخبارية.

وهو مؤسس العديد من شركات الاستشارات الخاصة، من بينها شركة تحليلات تدعى ويكيسترات Wikistrat بالإضافة إلى مجموعة بساي Psy Group، وهي شركة استخبارات سرية خاصة.

وذكرت الصحيفة أن الابن الأكبر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب التقى في أغسطس آب 2016 مع زامل كمبعوث يمثل وليي عهد أبو ظبي والسعودية وعرض مساعدة حملة ترامب الرئاسية.

ورتب هذا اللقاء الذي عُقد في الثالث من أغسطس آب 2016 إريك برينس مؤسس شركة بلاكووتر الخاصة للأمن.

واجتمع زامل مع دونالد ترامب الابن، وجورج نادر، أحد كبار مستشاري ولي العهد في الإمارات في برج ترامب في الأشهر التي سبقت انتخابات عام 2016، وذلك لمناقشة عرض لمساعدة تعزيز الحملة.

وفي أعقاب انتخاب ترامب، دفع نادر إلى زامل مبلغ مليوني دولار، وقد أكد آلان فوترفاس، محامي ترامب الإبن، حصول الاجتماع وقال في بيان “قبل انتخابات عام 2016، يتذكر دونالد ترامب الإبن اجتماعًا مع إريك برنس، وجورج نادر، وشخص آخر قد يكون جويل زامل.

اقترحوا على ترامب الإبن تقديم منصة التواصل الاجتماعي أو استراتيجية للتسويق. لم يكن ترامب الإبن مهتمًا وكان ذلك نهاية الأمر”.

والتقى زامل بفريق المحقق الخاص وسُئل عن علاقته التجارية مع نادر، وقال محاميه في وقت سابق إنه ليس هدفاً للتحقيق.

يتعاون نادر أيضاً مع التحقيق، ولم يستجب محاميه على الفور لطلب التعليق من قبل وول ستريت جورنال.

وقال مارك موكاسي، محامي زامل، في بيان إن موكله “لم يعرض أي شيء على حملة ترامب ولم يحصل على شيء من حملة ترامب ولم يقدم شيئاً لحملة ترامب ولم يطلب أو يطلب منه القيام بأي شيء للحملة”.

وقال إن التقارير التي تفيد بأن زامل قد شارك في “التلاعب بوسائل التواصل الاجتماعي” كانت غير صحيحة وإن شركات موكله “تحصد المعلومات المتاحة للجمهور للاستخدام القانوني”.

وقال موكاسي إن المحققين أخبروه إن موكله ليس هدفاً للتحقيق، وأضاف أن “هذا كثير من اللغط حول لا شيء”.

واهتم المحقق مولر بشكل متزايد بالعمل الذي قامت به شركتا زامل: ويكيستراتوبساي كجزء من التحقيق المستمر في التدخل الروسي في انتخابات عام 2016.

لا يعرف سوى القليل عن أعمال مجموعة Psy ووفقاً لأحد الأشخاص المطلعين على عمليات الشركة، فقد قامت بشكل أساسي بجمع المعلومات الاستخبارية الخاصة.

وكانت إحدى أبرز منافسيها شركة بلاك كيوبBlack Black ، وهي شركة إسرائيلية أخرى حصلت على سمعة سيئة بعد أن استخدمها هارفي وينشتين لمواجهة التحقيقات معه في الاعتداء الجنسي المزعوم.

العديد من الأشخاص المرتبطين بالشركة هم مسؤولو استخبارات إسرائيليون مخضرمون، ولديهم خبرة في المجالات التي تشمل العمليات النفسية. ووفقًا للمواد التسويقية للشركة التي استعرضتها الصحيفة، فقد زودت مجموعة بساي العملاء بمجموعة من الخدمات، بما في ذلك “مصائد العسل”، وهي عبارة استخدمتها وكالات التجسس لتكتيك جمع المعلومات باستخدام العلاقات الرومانسية أو الجنسية لاستخراج المعلومات.

وفي نفس المواد التسويقية، تفاخرت الشركة أيضًا بقدراتها التشغيلية القوية في مجالي الانترنت العميق “Deep Web والانترنت المظلم Darknet ، والتي يشار إليهما غالبًا باسم “الجانب المظلم” من الإنترنت.

وكتبت الشركة: “كمكان اجتماع وسوق لمجموعة متنوعة من الأنشطة غير القانونية (القرصنة، التزييف، الإرهاب)، يتطلب الانترنت المظلم Darknet مهارات خاصة للوصول إلى، والتنقل، والعمل مع الحفاظ على الامتثال القانوني الكامل”.

تستخدم شركة زامل الأخرى، ويكيسترات، شبكة من الخبراء لتحليل المشاكل الجيوسياسية وتم التعاقد معها لإدارة سيناريوهات الحرب على الحركات السياسية الإسلامية في اليمن لصالح الولايات المتحدة، حسبما ذكرت الصحيفة في وقت سابق.

 السعودية والإمارات دخلتا كلاهما الحرب  اليمنية في أوائل عام 2015، بهدف محاربة تمرد و هذا الصراع مستمر.

زامل هو أيضاً قريب من كبار المسؤولين الإماراتيين، وفقاً لأشخاص مطلعين على المسألة.

وتحولت جهود ويكيسترات للدولة الخليجية (الإمارات) لاحقاً إلى ما أشار إليه شخص مقرب من الشركة باسم “المعلومات الاستخبارية”، مستخدمة مصادر محلية على الأرض لتوقع التهديدات.

كان زامل في السنوات الأخيرة قد أقام علاقة وثيقة مع كبار المسؤولين الأمنيين الإماراتيين وعقد اجتماعات عمل في الإمارات العربية الأميركية، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.

كان مقر الشركة الرئيس في إسرائيل، ولكنها استأجرت مساحات مكتبية أمريكية في واشنطن العاصمة لإعطائها مظهر شركة أمريكية، وفقًا لأشخاص على دراية بعمليات ويكيسترات.

كان معظم موظفيها في تل أبيب أو عملوا عن بعد، كما قال هؤلاء الناس.

لم يكن اللقاء مع زامل أول لقاء لترامب الإبن مع أصحاب المصالح الأجنبية الذين قال إنهم مهتمون بمساعدة حملة والده.

في يونيو / حزيران 2016، قام هو ومساعدون آخرون للحملة، بما في ذلك جاريد كوشنير، صهر الرئيس، ورئيس الحملة في ذلك الوقت بول مانافورت، بمقابلة محامٍ روسي مرتبط بالكرملين، بعدما وعدهم بمعلومات ضارة عن هيلاري كلينتون قيل إن الحكومة الروسية قد جمعتها كجزء من محاولة لمساعدة حملة ترامب.

في بيان صدر في أيلول / سبتمبر 2017 حول الاجتماع، قال ترامب الإبن إنه “لم يقدم معلومات ذات مغزى واتضح أن الأمر لا يتعلق بما تم تمثيله”. ويحقق المحقق الخاص أيضاً في اجتماع آخر شارك فيه ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد وجورج نادر في سيشيل قبل أسابيع من تنصيبه.

هناك، التقى بن زايد مع كيريل ديميترييف، المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويدير صندوق استثمار أنشأته الحكومة الروسية. وكان بن زايد أخبر هيئة الكونغرس العام الماضي أن الاجتماع كان فرصة للقاء.

وكشفت صحف عبرية أمس عن وصول محققين من المكتب الفيدرالي إلى تل أبيب، حيث صادروا بالتعاون مع شرطة الاحتلال الإسرائيلي أجهزة حاسوب وحققوا مع موظفين في شركة بساي.

وقال مارك موكيس محامي زامل في بيان لوكالة رويترز إن موكله “لم يعرض شيئا على حملة ترامب ولم يتلق شيئا من حملة ترامب ولم يقدم شيئا لحملة ترامب ولم يطلب منه عمل شيء لحملة ترامب”.

وأضاف موكيس “التقارير الإعلامية عن ضلوع السيد زامل (في تلاعب عبر وسائل التواصل الاجتماعي) تخالف الحقيقة.. حملات السيد زامل تتعلق بجمع معلومات متاحة علانية من أجل الاستخدام القانوني”.

وقالت كاثرين روملر محامية نادر إن موكلها “تعاون بشكل تام مع تحقيق المحقق الأمريكي الخاص وسيواصل عمل ذلك”