الأربعاء 2020/02/26

وزير دفاع قطر: دول حاولت تسميم مساعينا في قضية أفغانستان.. ونتوقع اتفاقا تاريخيا في الدوحة بين طالبان وواشنطن

 أكد وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية أن التوقيع على اتفاق تاريخي في الدوحة بين حركة طالبان الأفغانية والإدارة الأمريكية متوقع خلال أيام، وكشف أن بلاده كانت تسعى لهذا الاتفاق منذ سنوات، على الرغم من المحاولات العديدة من بعض الدول، التي لم يسمها، “تسميم مساعي بلاده الحميدة في هذا الاتجاه”.

وقال العطية إن بلاده كانت دائما سباقة لتسوية النزاعات الدولية على غرار وساطتها في قضية جيبوتي ولبنان، مؤكدا أن الدوحة لاعب صعب في المجتمع الدولي.

وأضاف المسؤول القطري، خلال لقاء في جامعة جورج تاون بالدوحة حول أمن الدول الصغيرة، أنه “عندما نتحدث عن ألف يوم من الحصار فإننا يجب ألا ننسى الألف يوم التي تفصلنا عن كأس العالم التي ستنظمها قطر في 2022”.

وقال العطية “نحن لا نلتفت إلى الوراء ولا ننظر وراء ظهورنا، وإذا هم يرغبون في محاصرتنا 50 سنة مثل كوبا فنحن أمامنا 50 سنة لنحقق إنجازات أعظم من التي نحن بصدد تحقيقها أثناء الحصار”.

ووصف العطية الألف يوم من الحصار المفروض على بلاده منذ الخامس يونيو/ حزيران 2017 بأنها “ألف يوم من النصر وليس من الحصار”.

وقال العطية إن دول الحصار كانت تهدف إلى كسر قطر من الداخل، ومحاولة تركيعها بشن حرب ضدها، لكن بلاده تفطنت للمكيدة فواجهت الهجوم بحكمة وإرادة وإدارة حكيمة، مشيرا في ذات الوقت إلى الدور الذي قام به أصدقاء قطر الذين لم يؤمنوا بما قامت به دول الحصار.

وأضاف في هذا الشأن أن العدوان على قطر كان “شرسا وشكل قضية غير مسبوقة”، لكن بفضل الأصدقاء تمت السيطرة عليه في ظرف 72 ساعة، حيث لم يشعر لا المواطن ولا المقيم بأي أثر لعدوانهم. وقال العطية “قطر واجهت حربا هجينة، اعتدوا علينا سبرانيا، قرصنوا وكالة الأنباء، حشدوا جميع الأدوات لشن الحرب علينا”.

وتحدث العطية عن بلاده وقال إنها تمثل إحدى القوى الناعمة في العالم، مشيرا إلى أن الدول الصغيرة يجب أن تحمي نفسها، كما يمكن أن تلعب دورا في التوازن الدولي الحالي، مؤكدا أن القوة الناعمة لا تعني قنوات فضائية فحسب بل تعني توعية وتثقيف وتعليم الشعب وإشراكه في الحياة العامة.

وقال العطية إن بلاده تعلم أنه لا بديل لمجلس التعاون الخليجي، مشيرا إلى أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد يؤمن بمجلس التعاون وبدوره أكثر من دول الحصار وهو دائما يؤكد على ضرورة أن يلعب هذا المجلس دوره الحقيقي في إطار أمني وسياسي واقتصادي وحواري. وأضاف في هذا الصدد أن “مجلس التعاون أبصر النور لأسباب تاريخية معروفة دفعت لاستحداثه، حيث كان هدفه الأول تعزيز أمن دول الخليج، لكنه واجه فراغا كبيرا بسبب شح الرؤية وغياب البصيرة ومحاولة الفصل بين السياسة والشعب”.

وأضاف العطية أن دول الحصار “لا تريد خروج قطر من مجلس التعاون، ليس حبا في قطر وإنما لأنها تشكل حماية لهم، خاصة بعد لجوء قطر للمحاكم الدولية، حتى إذا اشتد الأمر عليهم يدفعون الأزمة للحل داخل البيت الخليجي”.

وقال “الحصار لم يحدث من فراغ، بل جاء نتيجة لما حصل في السابق، فما واجهته قطر كان تغيرا لوجه اللعبة من قبل الأطراف الأخرى التي غلب عليها الجشع والتذمر وهو الأمر الذي أدى إلى زعزعة المنطقة”.

وأكد أن “دول الخليج إذا لم تتحلى بالحكمة والقيادة الرشيدة وتقوم بمراجعة فعلية لسياساتها فإنها ستتعرض لتغييرات كبرى”.

وقال وزير الدفاع القطري إن الحصار أثر على العالم وليس على المنطقة فحسب، مشيرا إلى ان بلاده التي توفر 30% من احتياجات العالم من الغاز أوفت بتعهداتها رغم الحصار والوضع الخاص الذي تعيشه.

وأضاف أن الذي يخيف دول الحصار هو أن تصبح قطر يوما نموذجا مثل هونغ كونغ او سنغافورة لأنها تعمل بشكل جدي وممنهج. وألمح إلى مشروع استراتيجي هام وكبير سيرى النور خلال الأشهر القليلة القادمة، لكنه لم يفصح عن ماهية هذا المشروع.

وقال العطية إن “قطر مثل الألماس كلما ضغطت عليه، ازدادا لمعانا وتوهجا”، مشيرا إلى أن بلاده تعرضت لخيانة عظمى، وهي خيانة ليست من حمضنا النووي، فقد أضرت بالنسيج الاجتماعي بالدرجة الأولى، أما الأمور الأخرى فالشعب القطري كفيل بها فقد تطورنا وتحررنا وقفزنا قفزات عملاقة.

وبشأن تسوية الأزمة الخليجية، قال العطية “كلما خطت دول الحصار خطوة إيجابية واحدة خطونا خطوتين ايجابيتين، لكننا لن نستسلم ولن نذعن لشروطهم”.