الأربعاء 2021/01/27

وزير إسرائيلي يحذر إيران.. ويؤكد إبرام اتفاق مع السعودية في المستقبل

أكد وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، ميخائيل بيطون، أن أي محاولة لامتحان "قدرة إسرائيل" سيكلف إيران غاليا، وذلك في مقابلة مع "الحرة" تحدث فيها أيضا عن ملفات عدة، أبرزها مصير اتفاق السلام مع السعودية والتنسيق الأمني مع الإمارات بعد التحذيرات للسياح الإسرائيليين.

وشدد بيطون، في المقابلة، على عدم وجود "أي سبب للعداء مع الشعب الإيراني.. فإسرائيل وإيران ربطتهما علاقات دبلوماسية حتى عام 79 (قبل ثورة الحميني) وفجأة جاء نظام متطرف يزرع الإرهاب عبر الجهاد الإسلامي في غزة وحزب الله في لبنان وبواسطة وكلاء آخرين في الشرق الاوسط وفي العالم بأسره..".

"لا تمتحنوا قدرة إسرائيل"

وأضاف إن "هذا النظام يهدد إسرائيل، ودولة إسرائيل لن تقبل بأن تكون لإيران قدرات نووية. دولة إسرائيل تريد السلام وحسن الجوار واتفاقات السلام الأخيرة تثبت أن ثمة حراكا في الدول العربية التي تريد السلام مع إسرائيل..".

وردا على سؤال بشأن تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي عن الجيش دراسة "خطط" جديدة لردع إيران، قال بيطون إن "إيران تشكل تهديدا للعالم ولكل الدول التي تريد السلام وللنهج الذي نشهده في مسار السلام، وبالتالي فإن إسرائيل تستعد لكل سيناريو وهي تعرف كيف سترد ونحن نريد أن تكون إسرائيل آمنة وكل من يحاول أن يهددنا فسيدفع ثمنا باهظا، وفي المقابل من يريد السلام معنا فان أذرعنا مفتوحة".

وكان رئيس الأركان قال، الثلاثاء في مداخلة علنية نادرة، إنه طلب من فرقه العمل على وضع "خطط" جديدة للتصدي لما وصفه بأنه تهديد نووي إيراني، في حال اتخذ قرار سياسي باستهداف طهران.

وبعدما اعتبر أن العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني "ستكون أمرا سيئا"، أكد الجنرال أفيف كوخافي أنه أصدر أوامر للجيش بـ"وضع خطط عملانية إضافية" في 2021 "ستكون جاهزة" في حال قرر المسؤولون السياسيون شن هجوم على إيران.

وعلق بيطون على ردود لمسؤولين إيرانيين اعتبروا فيها أن التهديدات الإسرائيلية "فارغة وهي حرب سايكيولوجية"، بالقول: "أنصح النظام الإرهابي وملالي إيران بأن لا يمتحنوا قدرة إسرائيل. دولة إسرائيل تعلم جيدا كيف تدافع عن نفسها من أعدائها. لم تكن أبدا مبادرة إلى الحروب بدون أن يكون هنالك تهديد مصيري، ودائما وجهتنا هي السلام. ولكن من يريد أن يمتحن قدرة إسرائيل، فإنه سيدفع ثمنا وسيكون بقاءه مهددا".

وأشار الوزير الإسرائيلي إلى أن وزارة الشؤون الاستراتيجية أنشأت "من أجل التعامل مع ظاهرة نزع الشرعية والكراهية ضد إسرائيل في العالم ومعاداة السامية وفي هذا الوقت الذي نشهد فيه سلاما مع الدول العربية: السودان والمغرب وباقي الدول هذه فرصة لأن نبدأ لغة جديدة..".

جسور الحوار والسلام

وأردف قائلا "نحن نشهد موجة من الدول في العالم العربي التي تقول إنها تعترف بالتطبيع وتريده أيضان ولكن ثمة إرهابيين وقوى في رام الله تريد المس بالتطبيع..".

وتابع بيطون "إن كانت نسبة معارضة التطبيع مع إسرائيل تبلغ ما يقارب 95 بالمئة.. فإننا نرى اليوم تراجعا إلى سبعين بالمئة في بعض الدول العربية.. إذا وظيفة هذه الوزارة هو إقامة حوار جديد مع باقي الدول وتفاهم مع دولة إسرائيل الديمقراطية التي تريد السلام".

ونوه إلى أنه بمناسبة إحياء "يوم الهولوكوست العالمي وعندما ننظر إلى دولتنا فلا يمكننا نتجاهل ما كان في السابق. وفي هذا اليوم هنالك العديد من المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي من إسرائيل ودبي يقيمون مؤتمرا افتراضيا على أمل أن يجري لقاء فعلي لاحقا بين هؤلاء الشبان في دبي من أجل تطوير الحوار الإيجابي والأمور الجيدة التي تسير في الطرفين. كما نريد تنسيق بعثة كهذه إلى المغرب أيضا".

وردا على سؤال بشأن أي تنسيق مع دول عربية في حال قررت إسرائيل توجيه ضربة لإيران، قال بيطون إن "دولة إسرائيل تعرف كيف تدافع عن نفسها بصورة مستقلة، ولكنها تعرف كيف تكون شريكة لدول تريد الاستقرار في الشرق الأوسط، وثمة شركاء كثر لها من أجل مواجهة التحديات التي تشكلها إيران أمام العالم وليس فقط لإسرائيل".

العمل مع بايدن

وأكد أن التصريحات الإسرائيلية تجاه إيران لا تعد تقييدا لسياسة الإدارة الأميركية الجديدة، وقال، في هذا السياق، "نحن نبارك انتخاب الرئيس جو بايدن ونائبته كاميلا هاريس ونحن على دراية بأنه شريك لمستقبل وازدهار دولة إسرائيل..".

وأردف "لقد أثبت (بايدن) ذلك في مناصبه السابقة، ونحن نريد أن نعمل معه يدا بيد. الشراكة مع الأميركيين هي واسعة وهي ممتدة تاريخيا.. وفي هذا التوجه سنعمل مع الإدارة الجديدة..".

وتعليقا على التقارير التي تحدثت عن موافقة إسرائيل على نشر الجيش الأميركي منظومة القبة الحديدية لحماية قواعده في منطقة الخليج، ذكر بيطون أن هذه المنظومة تعد من أبرز "الإنجازات الهامة للأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وهي حمت المواطنين في سدروت وباقي البلدات في دولة إسرائيل، وأما الشراكة مع باقي الدول فلا يمكنني أن أوضح المزيد عنها".

وعن وكلاء النظام الإيراني في المنطقة والسيناريوهات التي تتعاملون معها في وزارة الشؤون الاستراتيجية مع هذا التهديد تحديدا، أكد بيطون أن "إيران اختارت أن تصنع الإرهاب في الشرق الأوسط.. في لبنان وسوريا وغزة ومناطق أخرى..".

وشدد على أن "إسرائيل لن تسمح بالمس بسيادتها، ولذلك اتخذنا خطوات في كل مكان نرى فيه أي خطر على أمن جنودنا وأمن دولة اسرائيل ولن أوضح طرقنا.. لكننا نرى بالحكومة اللبنانية المسؤولة المباشرة بسبب احتضانها لحزب الله وكذلك للنظام السوري المسؤول المباشرة بسبب احتضانه قوات موالية لإيران.. ولن نقبل بأي شكل من الأشكال أن تدفع إيران بقوى إرهابية على حدودنا. نتخذ خطوات وسنواصل اتخاذها ونحن عاقدون العزم على ذلك".

تعاون استخباراتي بين إسرائيل والإمارات

وبشأن التقارير عن تبادل للمعلومات بين أجهزة استخبارات إسرائيلية وإماراتية بعد تحذيرات من إمكانية استهداف إسرائيليين في الإمارات، أكد الوزير الإسرائيلي أن "اتفاقات السلام هي إحدى النقاط الهامة والمثيرة لدولة إسرائيل وهذه بالنسبة لوزارتنا من أجل إنشاء تطبيع وسلام حار مع شركائنا وكذلك لضمان أمن مواطني دولة إسرائيل كسائحين في الإمارات، هو امر مشترك لنا وللإمارات".

السودان.. ومسقط رأس الأجداد في المغرب

وعن السودان الذي كان يعد ممرا لتهريب الوسائل القتالية من إيران لمناطق مختلفة في الشرق الأوسط، قال بيطون "بطبيعة الحال كل اتفاقات السلام الهامة تلزمنا بتنسيق أمني مع هذه الدول وتقوية العلاقة فيما بيننا ولكن الأساس في اتفاقات السلام مع كل هذه الدول هو الأمل في عهد جديد في الشرق الأوسط".

وأضاف أن اتفاقات السلام يمكن أن "تشكل اقتصادا مشتركا وزراعة مشتركة وفي قطاع التكنولوجيا الفائقة بالإضافة إلى السياحة. هذا هو أساس اتفاقات السلام ولكن بطبيعة الحال عندما تكون اتفاقات فبالتأكيد الجوانب الأمنية للمواطنين يتم بحثها".

وتحدث بيطون عن مشاعره بشأن استئناف العلاقات مع المغرب لاسيما أنه من أصول مغربية، وقال إن يوم توقيع الاتفاق "كان يوما مفعما بالمشاعر بالنسبة لي من الناحية العائلية والاجتماعية..".

وأضاف "والداي ولدا في قرية في جبال الأطلس تدعى وارزازات وقدموا إلى هنا عام 1963. وقد زرت المغرب في أيام جميلة عام 95 مع عقليتي وكل هذا الوقت كنت أتوق لليوم الذي سيكون فيه سلاما رسميا ودافئا..".

وأعرب عن سروره إزاء تبني "عاهل المغرب الملك محمد السادس، الذي يحظى بمحبة كبيرة عند الجالية اليهودية المغربية، القرار الشجاع لبناء سلام حار مع دولة إسرائيل وعلاقات دبلوماسية كاملة..".

وأضاف: "هذا ليس صدفة أن الاتفاق حظي مباشرة بالدفء واحتضنته المشاعر وأنت ترى أعداد الإسرائيليين الذين يريدون أن يزورا المغرب من أجل التعرف على جذورهم.. وهناك أيضا يهود أشكناز (من أصول أوروبية) يريدون زيارة المغرب..".

وشكر الوزير الإسرائيلي العاهل المغربي على "القيادة والشجاعة" و"كل الأصدقاء والشركاء المواطنين في المغرب"، مؤكدا أنه يعتبرهم "وطنا إضافيا. أنتم مسقط رأس والدي ومسقط رأس عائلتي وبعون الله سنصل على رأس وفد إلى المغرب وسنحول هذا السلام إلى مثال وقدوة لكيفية إقامة سلام مع دول عربية".

مصير الاتفاق مع السعودية

وفي سياق آخر، علق وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي على التقارير التي تحدثت عن تسبب تسريب لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، بالإضرار بمحاولات إقامة علاقات دبلوماسية مع الرياض، بتسليط الضوء على مسار السلام الذي شهده العالم في الأشهر الماضية.

واعتبر أنه يجب إعطاء "نظرة كاملة على الاتجاه الكامل الذي يغير الشرق الأوسط. اتفاق السلام مع البحرين والإمارات ومن ثم مع السودان والمغرب. خلال أربعة أشهر كانت هناك 4 اتفاقات سلام.. ونوع من التطبيع..".

وأضاف "وعندما تكون هناك مبادرات في جامعة الدول العربية من أجل مقاطعة التطبيع مع إسرائيل، فإن دولا مثل السعودية ودول أخرى تقول إن التطبيع والتوجه إلى اتفاقات مع إسرائيل هو جيد، وهم يوبخون الفلسطينيين لكيلا يمسوا بهذه الاتفاقات ولا يعارضوها..".

وذكّر بيطون بتصريحات رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، بعد الاتفاق الإسرائيلي مع المغرب، التي أعرب فيها عن تفهمه للتوجه نحو السلام وعدم معارضتها، بل جدد أيضا التنسيق الأمني والمدني مع إسرائيل.

وأردف قائلا "وبالتالي فنحن سنرى في المستقبل اتفاق سلام مع السعودية ودول عربية أخرى. لأنه في نهاية المطاف العالم سيذهب في اتجاهين: اتجاه الكراهية والتحريض على الإرهاب من داخل إيران ومحور يرفض وجود دولة إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، في مواجهة محور لدول تريد السلام والحياة المشتركة وبركة لكل أبناء إبراهيم وإسماعيل وإسحق".

الانتخابات الفلسطينية.. والقدس الشرقية

وعن الانتخابات المقررة في الأراضي الفلسطينية وهل ستسمح إسرائيل بتنظيمها في القدس الشرقية، قال بيطون إن إسرائيل كدولة ديمقراطية تعترف بحق السلطة الفلسطينية في إجراء انتخابات وبالمسيرة الديموقراطية وستسمح بإجراء هذه الانتخابات.

واستطرد قائلا "بالنسبة للتمييز بين حماس والسلطة الفلسطينية، فلدينا اتفاقات مع السلطة الفلسطينية لكن حماس منظمة إرهابية وخطيرة وتبادر إلى الإرهاب من غزة، وكذلك تحاول أن تتسلل إلى يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وبالتالي فنحن حذرون فيما يتعلق بنشاطات حماس في هذه المرحلة، ولكن من حق الفلسطينيين إجراء انتخابات.. ونحن سنسمح بذلك".