الأحد 2020/04/05

هجوم حفتر على طرابلس.. مرور سنة “لمعركة بلا نهاية”

في مقال تحت عنوان "معركة طرابلس: ذكرى سنة لمعركة دون نهاية"، قالت صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية إن 365 يوماً مرت منذ إطلاق المشير خليفة حفتر ما سماه "معركة تحرير طرابلس "من حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً.

وتوضح الصحيفة الفرنسية أن الأسابيع الماضية شهدت معارك جديدة في محيط العاصمة طرابلس لكن دون نجاح أي من الطرفين في حسم المعركة لصالحه. وتؤكد أن الوحدات التي تقاتل لصد حفتر عن العاصمة طرابلس، والتي تتشكل من مجموعات مسلحة ساهمت بشكل كبير في الإطاحة بالقذافي عام 2011، ما تزال متماسكة رغم الخلافات بينها.

تدخلت كل من الإمارات وروسيا ومصر لدعم حفتر بالعتاد والمقاتلين، وتركيا لدعم حكومة الوفاق الوطني.

وتواصل ليبراسيون قائلة إن الوضع القائم بعد سنة من المعارك يؤكد أنه ليس هناك حل عسكري للنزاع القائم كما يؤكد "علي بن سعد" وهو أستاذ في المعهد الفرنسي للدراسات الجيوسياسية. وعلى الرغم من استحالة الحل عسكري، ما تزال عدة عواصم ترفض قبول ذلك؛ حيث باتت ليبيا مسرحاً للتدخلات الخارجية.

وأوردت ليبراسيون أمثلة بتدخل كل من الإمارات وروسيا ومصر لدعم حفتر بالعتاد والمقاتلين، وتركيا لدعم حكومة الوفاق الوطني التي وقعت مع تركيا اتفاقية تعاون عسكري يوم 27 فبراير/شباط سمحت للأخيرة بإيفاد خبراء عسكريين إلى طرابلس. وتنقل الصحيفة عن مراقب في طرابلس أن الحضور الأجنبي بات تأثيره في ليبيا أقوى من تأثير أطراف النزاع الليبي أنفسهم.

وتبذل دول أوروبية جهوداً لاحتواء الموقف، كان آخرها مبادرة المستشارة الألمانية آنغيلا ميركل التي دعت القوى الداعمة لأطراف النزاع الليبي إلى برلين في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي واستطاعت الحصول في 13 فبراير/شباط على قرار أممي غير ملزم يدعو الأطراف لوقف القتال، بيد أن أيًا من القوى الدولية لم تتراجع عن دعمها لأطراف النزاع المحلي وواصلت خرق حظر تصدير السلاح إلى ليبيا.

وفي 31 مارس/آذار أطلق الاتحاد الأوروبي عملية عسكرية جديدة في حوض البحر المتوسط تحت مسمى “السلام” للسهر على احترام قرار حظر تصدير السلاح، حيث ستكون بديلاً لمهمة “صوفيا” التي كانت تهدف لمحاربة تهريب البشر. لكن طارق مغريسي من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية يعتقد أن العملية الجديدة لن تنجح في حل المشكلة لأنها بعثة بحرية وأغلب قطع السلاح التي تصل ليبيا لا تأتي من منافذ بحرية، حيث تسلم الإمارات شحنات السلاح عبر الجو وعبر الحدود البرية الشرقية مع مصر، فيما تقوم تركيا وحدها بشحن الأسلحة عن طريق البحر تطبيقاً لمقتضيات اتفاقها مع حكومة الوفاق.

ويرى كثيرون أن مهمة “السلام” الأوروبية ستكون جزئية وخاصة بسبب ما سماه “لوبي باريس” الداعم للمشير خليفة حفتر الذي التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الإليزيه يوم 9 مارس/آذار الماضي دون نشر فحوى اللقاء.

وسبق لمفوض الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب موريل أن صرح لدى إطلاقها بأن مهمة “السلام” الأوروبية لن تقدم حلاً شاملاً وإنما ستكون جزءاً من الحل، مؤكداً أنها ليست عملية بحرية فقط بل ستستخدم وسائل جوية كذلك.

وتعرّج الصحيفة على مسار الجهود الأممية التي كانت تبذل لإطلاق مفاوضات جينيف بين أطراف النزاع وهو المسار الذي انتهى باستقالة مبعوث الأمم المتحدة غسان سلامة من مهمته. إذ يقول الباحث في المعهد الألماني للشؤون الدولية "وولفرام لاشير" إن سبب استمرار النزاع في ليبيا هو مواصلة القوى الأجنبية تصفية حساباتها داخل ليبيا وعدم بذل الغرب جهوداً كافية لوقف تدخل تلك القوى.

وتخلص ليبيراسيون إلى القول إن حكومة الوفاق الوطني تعول بشكل كبير على كراهية بعض السكان لخليفة حفتر باعتباره عدواً للثورة، وهو ما يدفع للتساؤل حول ما إذا كان هذا الأمر يمكن أن يشكل صمام أمان دائماً لحكومة الوفاق. بالمقابل، تقول الصحيفة إنه ما لم ينجح حفتر في تحقيق نصر عسكري، يجب عليه أن ينتظر انهيار الجبهة الداخلية في طرابلس عسكرياً واقتصادياً.