السبت 2019/08/03

هآرتس: لماذا صمتت بغداد على الضربات الإسرائيلية؟

تحدثت صحيفة إسرائيلية مساء أمس الجمعة، عن صمت بغداد، إزاء الغارات الإسرائيلية التي شنتها طائرات حربية مؤخراً على أراض عراقية.

ولفتت صحيفة "هآرتس" في تقرير ترجمته "عربي21" إلى أن "إيران ترى في صمت بغداد على الغارات الإسرائيلية، أمراً مثيراً للدهشة"، منوهة إلى أن "عددا من أعضاء البرلمان العراقي يطالبون الحكومة بالإدانة، أو على الأقل الرد بطريقة أو بأخرى، على الهجومين اللذين نسبا إلى إسرائيل الشهر الماضي".

وأوضحت الصحيفة أن الهجوم الأول استهدف قاعدة عسكرية في مدينة صلاح الدين، والهجوم الثاني استهدف قاعدة عسكرية في محافظة ديالى، مشيرة إلى أن هذا الصمت يتزامن مع تصريح السفير العراقي لدى واشنطن فريد ياسين، بأن "هناك أسبابا موضوعية قد تتطلب تطبيع العلاقات مع إسرائيل".

وتساءلت الصحيفة: "هل أصبح العراق هدفا إسرائيليا جديدا في حرب تل أبيب ضد التهديد الإيراني؟ أم إنه أصبح حليفا خفيا مع إسرائيل، حتى لو لم يشارك في الحرب ضد إيران، من خلال عدم تدخله في الجهود الخارجية (الإسرائيلية أو الأمريكية أو السعودية)، لمحاربة إيران على أراضيها؟".

وذكرت "هآرتس" أنه حتى "إذا لم تكن هناك إجابة واضحة، فإن المسؤولين الإسرائيليين كانوا يعقدون اجتماعات سرية مع مسؤولي الحكومة العراقية لبعض الوقت"، مؤكدة أن "بعضا من هذه الاجتماعات عقد بالفعل في إسرائيل".

وقالت الصحيفة إن "القصف الإسرائيلي الأخير، يعود إلى أن إيران تسيطر على القاعدة المستهدفة، وتستخدمها لتخزين الصواريخ الباليستية، قبل نقلها إلى سوريا وحزب الله في لبنان، أو حتى استخدامها لمهاجمة إسرائيل مباشرة من العراق".

لكن الصحيفة الإسرائيلية عادت للتساؤل بقولها: "من ساعد الطائرات الإسرائيلية F-35 للوصول إلى العراق من إسرائيل، نظرا لأنها تحتاج إلى التزود بالوقود في الجو؟"، موضحة أن "هذه الطائرة عندما تعمل في وضع التخفي ودون خزانات الوقود الخارجية فإنها لا تستطيع الوصول إلى العراق".

وتابعت: "يَفترض مسار الرحلة الطويلة، أن الطائرات الإسرائيلية مرت عبر المجال الجوي السوري والعراقي"، مشددة على أنه "لو لم تكن في وضع التخفي، لتعرضت للرادار الروسي والسوري".

وأردفت: "لو كانت طائرات إسرائيلية فمن الأرجح أنها لم تكن ستحلق عبر الأردن، لأن عمان لن تسمح بهذه الرحلة أبدا أن تنتهك سيادتها وتزيد من تعطيل العلاقات الثنائية المتوترة بالفعل بين الجانبين"، معتقدة أن "ذلك لن يترك خيارا آخر سوى الطيران عبر الأجواء السورية".

وذكرت الصحيفة أن "الهجمات على مخزونات الصواريخ في العراق، إذا لم يُنهِ تغلغل إيران العسكري، فقد يصبح المسرح لحرب دولية"، مستدركة بقولها: "هذا التلميح الثقيل يمكن أن يزدهر إذا قرر العراق، بدلا من الضغوط السياسية الداخلية، العمل كدرع لإيران".