الأثنين 2019/01/21

نيويورك تايمز: الجامعة العربية عاجزة وسمعتها سيئة

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن قمة بيروت الاقتصادية التي عقدت يوم الأحد في لبنان كشفت من جديد عن عجز جامعة الدول العربية في مناقشة وحل قضايا وأزمات الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن تلك القمة لم يحضرها سوى ثلاثة من الزعماء العرب بينما غاب الآخرون وأرسلوا ممثلين نيابة عنهم.

الرئيس اللبناني ميشال عون تمنى في افتتاح القمة الاقتصادية أن تكون القمة مناسبة لجمع العرب دون ترك مقاعد شاغرة، معرباً عن أسفه لعدم حضور القادة العرب.

الكاميرات كانت مصوبة نحو مقعد ليبيا الفارغ، حيث هددت جماعات حزبية لبنانية بمنع مشاركة أي وفد من ليبيا في تلك القمة على خلفية اختفاء موسى الصدر رجل الدين الشيعي اللبناني أثناء زيارة له لليبيا نهاية سبعينيات القرن الماضي.

وتضيف الصحيفة، أن كاميرات وسائل الإعلام ركزت أيضاً على الفجوة بين الوفد المصري واللبناني، وأيضاً مقعد سوريا الشاغر حيث كانت سبباً لخلافات عربية، بين من يرى ضرورة إعادتها للجامعة العربية ويطالب بإعادة فتح السفارات العربية، وبين من يرفض ذلك.

والجامعة العربية التي شُكلت باقتراح بريطاني عقب الحرب العالمية الثانية، كان يفترض أن تعزز العلاقات بين الدول العربية من المغرب وحتى سلطنة عمان، وأيضاً تتخذ المواقف الموحدة تجاه القضية الفلسطينية الأكثر أهمية بالنسبة للعرب.

وعلى مدى عقود، لعبت الجامعة العربية أدواراً مختلفة، فلقد كانت لها مواقف في مواجهة إسرائيل وساعدت على التوصل لاتفاق يضع نهاية للحرب الأهلية في لبنان، التي دامت 15 عاماً، كما تقدمت بخطة سلام عربية مع إسرائيل، بحسب نيويورك تايمز.

ولكن، تضيف الصحيفة، يبدو أن الجامعة العربية تمر بأسوأ حالات ضعفها حيث تعصف الخلافات الإقليمية بين أعضائها، كما أن سمعة الجامعة العربية باتت سيئة بسبب الخلل الوظيفي الذي تعاني منه، حتى أن العديد من زعماء الدول العربية من كبار السن، كانوا ينامون أثناء القاء الخطب التي يلقيها الأعضاء.

في العام 2016 فاجأ المغرب بقية الدول العربية عندما اعتذر عن تنظيم القمة السنوية التي كانت مقررة فيها، وقال في بيان رسمي إنه يعتذر عن تنظيم القمة العربية لأنها تحولت إلى مناسبة لإلقاء الخطب، وحينها تقدمت موريتانيا لاستضافة القمة، التي لم يشارك فيها سوى 7 زعماء عرب.

وتنقل الصحيفة عن جيمس جيلفين، أستاذ تاريخ الشرق الأوسط بجامة كاليفورنيا في لوس أنجلوس قوله، إن الجامعة العربية أصبحت عاجزة دستورياً عن معالجة المشاكل الحقيقية التي تواجه الشرق الأوسط، وهذا يرجع إلى الحكم السيء والعنف السياسي والرعاية الصحية السيئة والأنظمة التعليمية السيئة.

من جهته يرى رامي خوري، الكاتب الصحفي اللبناني، الذي غطى العديد من القمم العربية، أن نصف البلدان العربية تعادي بعضها الآخر، وهناك حروب تشنها بعض الدول على دول أخرى، السعودية والامارات تشن حرباً في اليمن لمقاتلة جماعة الحوثي من جهة، وتحاصر قطر من جهة أخرى، وهناك معارك في ليبيا، ومشاكل كبيرة في لبنان.

بالنسبة لسوريا، تقول الصحيفة، فإن العديد من الدول التي مولت المعارضة السورية بدأت تعيد حساباتها وتعيد علاقاتها مع النظام .

الجامعة العربية كانت قد علقت عضوية سوريا بعد فترة وجيزة من اندلاع الحرب هناك، ورحبت الجامعة العربية بممثلين من المعارضة السورية شغلوا مقعد سوريا حينها، والآن وبعد ثمان سنوات من الحرب فإن الأسد بدا أنه باقٍ وصار يستعيد العديد من المناطق التي كانت خارج سيطرته.

لبنان كانت تأمل أن تقدم لها القمة العربية الاقتصادية حلاً للعديد من الملفات ولعل أبرزها موضوع عودة اللاجئين السوريين في لبنان، غير أن قلة كانوا يأملون ان تحقق القمة شيئاً من ذلك، بحسب الصحيفة.

لم يحضر من القادة العرب سوى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، وبعد جلسة الافتتاح غادرا، لتنتهي القمة في يومها الأول دون حل لأي مشكلة ما عدا الإعلان عن إنشاء صندوق إقليمي للاستثمار في التكنولوجيا ودعم شباب الشرق الأوسط.