الأربعاء 2019/03/20

نيويورك تايمز: أمريكا تخطط لوضع مليشيات وساسة عراقيين على لائحة الإرهاب

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تدرس وضع سياسيين بحكومة بغداد ومليشيات عراقية مسلحة، لهم تعامل مع إيران، على لائحة الإرهاب، مشيرة إلى أن "هناك خلافاً داخل إدارة البيت الأبيض حول الصيغة النهائية التي يجب أن تعتمد لهذا الأمر".

وأوضحت الصحيفة أن هذا التوجه لم يعمق الخلاف بين بغداد وواشنطن فحسب، وإنما أيضاً داخل إدارة ترامب، حيث نقلت عن مسؤولين عسكريين ومسؤولين في المخابرات الأمريكية، قولهم: "إن الضغط المتزايد على العراق قد يكون فيه مخاطر على الوجود الأمريكي هناك، خاصة أن البرلمان يستعد لإصدار قرار بخروج القوات الأجنبية، وتحديداً القوات الأمريكية البالغ عددها 5200 جندي".

وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو- كما تقول الصحيفة- هو من يقود الضغوط على العراق لحثه على مواجهة إيران جارته الشرقية، حيث وصل، يوم الثلاثاء، للشرق الأوسط وسيزور خلال جولته كلاً من الكويت و"إسرائيل" ولبنان، في إطار سعي الولايات المتحدة لاحتواء النفوذ الإيراني.

وتؤكد الصحيفة أنه وفق توصيات بومبيو وبعض مسؤولي البيت الأبيض التي قدموها لإدارة ترامب، فإنه سيتعين على وزارة الخارجية وصف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، وسيكون ذلك أول خطوة لتصنيف الولايات المتحدة وحدة نظامية تابعة لجيش حكومة أخرى كمنظمة إرهابية.

وقال مسؤولون أمريكيون إن ذلك قد يعرض القوات الأمريكية وضباط المخابرات لخطر إجراءات مماثلة من قبل حكومات أجنبية.

كما أوصى بومبيو بتصنيف بعض المليشيات الطائفية كمنظمات إرهابية، ونتيجة لذلك ستخضع تلك المليشيات والمسؤولون بحكومة بغداد المدعومون من طهران لعقوبات اقتصادية وقيود سفر جديدة.

وفي سؤال للصحيفة قبل سفره للكويت، قال بومبيو: إنه "قد تكون هناك أسماء جديدة تدرَج على لائحة الإرهاب"، وذلك بعد أن أدرجت واشنطن، الشهر الماضي، مليشيا النجباء العراقية على لائحة الإرهاب.

وتضيف الصحيفة أن المليشيات العراقية يدربها الحرس الثوري الإيراني بموافقة بغداد، بل وتمولها، وهي تشكل "الحشد الشعبي" الذي يتألف من 50 فصيلاً مسلحاً قاتل بعضها ضد تنظيم الدولة.

مسؤولون في البنتاغون ووكالة المخابرات (CIA) يعارضون تسمية الحرس الثوري الإيراني أو المليشيات العراقية بالمنظمات الإرهابية، خشية من ردود الفعل العنيفة التي يمكن أن تتعرض لها القوات الأمريكية.

بومبيو دعا حكومة بغداد  إلى التوقف عن شراء الغاز الطبيعي من إيران التي تعتبر مصدر الطاقة في العراق، وهو أمر أغضب القادة العراقيين؛ بسبب الإصرار الأمريكي على ضرورة امتثال بغداد للعقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، بعد انسحاب الولايات المتحدة من صفقة النووي مع إيران.

مسؤول أمريكي قال للصحيفة: إن "زيارة بومبيو للشرق الأوسط هذا الأسبوع، جزء من هدف أمريكا لدحر الإرهاب الإيراني"، بحسب وصفه.

ورأى محللون أن زيارة بومبيو وتركيزها على إيران هو محاولة من إدارة ترامب لتقديم الدعم لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي المتعثر بنيامين نتنياهو خلال الانتخابات المقررة في 9 أبريل المقبل.

مسؤولون بحكومة بغداد قالوا إن إجبار بلادهم على التوقف عن شراء الغاز الإيراني كما تطالبهم بذلك واشنطن، يعني زعزعة الاستقرار في العراق؛ لأن ذلك سيفتح باب الاحتجاجات الشعبية.

وتقول الصحيفة، نقلاً عن مصادر داخل إدارة ترامب، إن هناك تخوفاً من وضع مليشيات طائفية أو ساسة عراقيين على لائحة الإرهاب الأمريكية، وهذا التخوف هو الذي منع بومبيو حتى الآن من إعلان لائحته الجديدة.