الأحد 2019/09/01

نتنياهو: لن نفكك أي مستوطنة في الضفة الغربية

قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، إن تل أبيب ستفرض السيادة اليهودية على المستوطنات، ولن تفكك أية مستوطنة في الضفة الغربية.

ونقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن "نتنياهو" قوله خلال زيارته مستوطنة "الكانا"، شمال شرق الضفة الغربية، للمشاركة في مراسم افتتاح السنة الدراسية في "إسرائيل":"إننا نبني هنا بيوتا جديدة، وهذا البيت الجديد هو بيتنا القديم، البيت القديم الأصلي لشعب إسرائيل، ونحن نبني حتى الكانا، ولن نقتلع أي مستوطن".

وتابع "لن يتكرر ما حدث في "غوش قطيف" (مستوطنة أخليت من قطاع غزة عام 2005)، لن يحدث اقتلاع جديد للمستوطنات، و سنفرض السيادة اليهودية على كل المستوطنات باعتبارها جزءا من أرض إسرائيل، وجزءا من دولة إسرائيل".

ويستغل نتنياهو، كل فرص لإبراز مواقف متشددة لصالح الاستيطان ضمن معركته الانتخابية الصعبة لكسب أصوات اليهود المتطرفين والمستوطنين.

المستوطنات خطر على المنظومة الدولية

من جانبه قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، إن تصريح رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو العلني لضم المستوطنات، لا يشكل خطراً وتهديداً على الشعب الفلسطيني وحده فحسب بل هو خطر على المنظومة الدولية برمتها.

وأضاف "عريقات" في بيان: "هذا الإعلان إنذار صريح للمجتمع الدولي باستباحة القانون الدولي الذي يعتبر أن عملية الضم والاستيلاء على أراضي الغير بالقوة عمل غير قانوني، ويفتح الآفاق بالتحالف مع إدارة ترمب للانقلاب على النظام الدولي بشكل كامل وخلق نظام القوة والهيمنة".

وأشار إلى أن إعلان السيادة على كافة المستوطنات لن يغير شيئاً على أرض الواقع، حيث أن الضفة الغربية أرض محتلة.

وقال: "إن هيمنة القوة لا تخلق قانوناً ولا تنظم حقوق السيادة، فالمسؤول الوحيد عن ذلك هو الأمم المتحدة والشرعية الدولية التي تعتبر الضم غير قانوني والاستيطان جريمة حرب".

وتابع: "على نتنياهو أن يكون مستعداً للتنازل عن احتلاله، ليعيش بأمن وسلام مع جيرانه الفلسطينيين، وندعو المجتمع الدولي للجم الخطر الذي ينطوي على مخططاته قبل إشعال المنطقة بكاملها من أجل أن يحظى بفترة انتخابية أخرى".

وطالب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين ودول العالم، بتحرك دولي عاجل تتحمل خلاله الدول مسؤولياتها بشكل فردي وجماعي في إنزال أشد العقوبات على "إسرائيل" ومحاسبتها، واتخاذ إجراءات فورية وملموسة لردعها وإدانتها، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية.

والمستوطنات إحدى أكثر القضايا سخونة في الصراع "الإسرائيلي الفلسطيني" وعبر الفلسطينيون عن مخاوف من إمكانية أن يتحدى نتنياهو الإجماع الدولي ويمضي قدما نحو ضم المستوطنات بمساندة محتملة من حليفه الوثيق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ويعمل الفلسطينيون على أن تكون الضفة الغربية جزءا من دولتهم المستقبلية التي ستضم قطاع غزة وستكون عاصمتها القدس الشرقية. واحتلت "إسرائيل" تلك المناطق في حرب عام 1967 لكنها سحبت قواتها ومستوطنيها من قطاع غزة في عام 2005.

ويقول الفلسطينيون وكثير من الدول إن المستوطنات غير مشروعة طبقا لمعاهدات جنيف التي تحظر الاستيطان في أرض تم الاستيلاء عليها بالحرب. ولا تقر تل أبيب ذلك وتشير إلى احتياجات أمنية وارتباطات دينية وتاريخية وسياسية بالأرض.

وبعد عقود من بناء المستوطنات يعيش الآن أكثر من 400 ألف إسرائيلي في الضفة الغربية طبقا لأرقام صادرة من الاحتلال إلى جانب نحو 2.9 مليون فلسطيني وفقا لتقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني. ويعيش 212 ألف مستوطن "إسرائيلي" في القدس الشرقية وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

وتقول إدارة ترامب إنها تعتزم نشر خطتها للسلام بين "الإسرائيليين والفلسطينيين" بعد الانتخابات "الإسرائيلية" ولم تكشف عما إذا كانت الخطة ستؤيد حل الدولتين الذي كان أساس المفاوضات السابقة.