الخميس 2020/06/04

موقع بريطاني: السعودية تشوه القضايا العربية وتنشر “رُهاب الإسلام”

قال تقرير لموقع "ميدل ايست آي" البريطاني، إن السعودية تعمل مؤخراً عبر وسائل إعلامها المختلفة، على تشويه ممنهج للقضايا العربية والإسلامية، وإن الأمر وصل إلى حد بث فكرة "رهاب الإسلام" على وسائل إعلامها المتعددة.

وأشارت افتتاحية المقالة - وفق ما ترجمه موقع "الجسر"- إلى تقرير حديث للقناة الإخبارية السعودية، قال إن "جماعة الإخوان المسلمين" تدعم الانفصاليين الجنوبيين في مدينة عدن اليمنية، بينما من المعروف أن الانفصاليين الجنوبيين مدعومون من الإمارات، وهي دولة معادية للإخوان.

وفي فلسطين، وصف الإعلام السعودي حركة "حماس" بأنها "منظمة إرهابية"، متهمة إياها باحتجاز أهل غزة رهائن لتنفيذ جدول أعمالها.

يعلق تقرير "ميدل ايست آي" بالقول: "هذه مجرّد طريقتين تنشر فيها وسائل الإعلام السعودية دعاية سخيفة، حيث تَشرع الحكومة في حملة واسعة النطاق لتجديد صورتها والتحكم في سرد سياساتها، محلياً وخارجياً. عبر تضليل الواقع والسيطرة عليه وتشويهه في محاولة لحماية المصالح السعودية".

رقابة صارمة:

تُعيد المقالة إلى الأذهان أن السلطات السعودية تسيطر بشكل حديدي على حرية التعبير، حيث يتم التحكم بالأنترنت ووسائل التواصل عبر نظام مراقبة صارم يشمل كذلك الكتب والصحف والمجلات، ويزيد الأمر سوءاً أن الرياض تسعى إلى تحويل كل تلك الوسائل إلى "لسان دعاية"، وتعتبر أي نوع من الانتقادات بمثابة "خطيئة" مزعزعة للاستقرار وخطيرة.

تحتلّ المملكة العربية السعودية المرتبة 170 من بين 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة العالمي لعام 2020. في هذا الجو من القمع، يتم استبدال وسائل الإعلام المهنية بالدعاية التي تخدم النظام، وتعزز نظرته للعالم وتشوه منافسيه على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.

تتابع المقالة: "رواية واحدة فقط للأحداث تم الترويج لها وتعميمها، ولكن لأن السياسات السعودية هذه الأيام تميل إلى أن تكون غير متوقعة ، فإن الدعاية الموالية يمكن أن ينتهي بها الأمر لتناقض نفسها.

فقد كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوصف في السابق بأنه حليف موثوق به. أما الآن، هو "خليفة عثماني جديد، "يُرهب" المنطقة. كما تم تصوير نظام الأسد في سوريا ذات مرة على أنه "وحش" يجب إسقاطه. أما الآن فيقال لنا إنه يمكن إعادة تأهيله ويمكن أن يصبح "حليفاً" ضد تركيا.

الدعاية الجديدة:

يرى الموقع البريطاني أن الدافع وراء الدعاية السعودية هو فكرة أن جماعة الإخوان المسلمين وما يسمى بـ "الإسلام السياسي" هم أعداء المملكة الاستراتيجيون الرئيسيون. ولهذا السبب دعمت المملكة العربية السعودية انقلاب 2013 الدموي في مصر، الذي أطاح بأول حكومة منتخبة ديمقراطياً في البلاد. وهذا هو السبب في أن الدولة معادية لقطر، التي انحازت إلى الديمقراطية المصرية والربيع العربي بشكل عام. وتركيا التي اتخذت موقفا مماثلاً.

رُهاب الإسلام:

تشير المقالة إلى أن السعودية انتقلت كذلك إلى "رهاب الإسلام" نفسه، حيث تحرض قناة "العربية" المملوكة للدولة على المساجد والمؤسسات الإسلامية الأخرى في الغرب ، مدعية أنها خطرة ومرتبطة بالإخوان المسلمين وتمولها قطر أو تركيا.

وتحاول قناة "العربية" أن تصور الوجود الإسلامي برمته في أوروبا، على أنه له انتماءات "إرهابية". وتؤكد: "إن رهاب الإسلام يزدهر في أروقة السلطة في المملكة العربية السعودية ، حتى أكثر من الحركات اليمينية المتطرفة في برلين أو باريس".

الانقلاب على القضية الفلسطينية:

أمر آخر تغير في السياسة السعودية في التوجهات الجديدة، فبحكم أن إسرائيل تعادي إيران، والمملكة السعودية تعادي إيران كذلك، فقد غلب منطق "عدو عدوي صديقي"، ما أدى إلى تقارب في وجهات النظر بين الرياض وتل أبيب، وبالتالي الانقلاب على "القضية الفلسطينية"، لصالح "صفقة القرن" التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كما شرعت المملكة العربية السعودية في حملة قمع ضد عشرات من أنصار حماس الفلسطينيين داخل البلاد.

مهمة مستحيلة:

يتابع "ميدل ايست آي": "تدور الدعاية السعودية حول موضوع مركزي واحد: تحريض المشاعر القومية المتطرفة بين الشباب. ساهمت شعارات مثل "المملكة العربية السعودية للسعوديين" و "المملكة العربية السعودية الكبرى" و "المملكة العربية السعودية أولاً" في سرد جديد وصفته المحللة "مضاوي الرشيد" بأنه "ليس مجرد حركة شعبية تلقائية بل مبادرة تقودها الدولة بموجب رعاية ولي العهد".

ترويج هذه "المشاعر الوطنية" في السعودية لا يدعو فقط إلى الانفصال عن المحافظة الدينية السابقة ، ولكن أيضًا عن أي التزام تجاه القضايا العربية والإسلامية - خاصة القضية الفلسطينية ، بما في ذلك وضع مدينة القدس المقدسة.

ومن خلال "جيش" مُوجّه ناشط على مواقع التواصل، دفع المعلقون والنشطاء علامات التصنيف على تويتر بهدف نزع الشرعية عن القضية الفلسطينية، بشعارات مثل " فلسطين ليست قضيتي".

ويختم المقال على الموقع البريطاني بالقول: "لقد دمرت حرب المملكة العربية السعودية شرعيتها سياسياً وأخلاقياً".