الأربعاء 2020/06/17

مساع دولية لتشكيل لجنة تقصي حقائق في انتهاكات مليشيا حفتر

كشف مسؤول ليبي وجود مساع دولية جارية حاليا لتشكيل لجنة تقصي حقائق في انتهاكات مليشيا الجنرال الانقلابي خليفة حفتر.

جاء ذلك في كلمة ألقاها ناصر غيطة، مستشار وزير العدل لحقوق الإنسان، مساء الإثنين الماضي، بمؤتمر صحفي عقده مسؤولون ليبون في طرابلس، للاطلاع على عمليات نزع الألغام التي زرعتها المليشيا جنوبي طرابلس، والمقابر الجماعية التي عُثر عليها بمدينة ترهونة ومحيطها.

ولفت "غيطة" إلى أن السلطات تواصل توثيق هذه الانتهاكات بالأدلة لملاحقة المتورطين فيها إما أمام القضاء الوطني أو الدولي بما يشمل المحكمة الجنائية.

وأوضح أن هناك مساع من بعض الدول (لم يذكرها) لتشكيل لجنة تقصى حقائق محايدة للنظر في انتهاكات مليشيا حفتر في جنوب طرابلس وترهونة (90 كلم جنوب شرق طرابلس).

وأضاف أن بلاده توثق الانتهاكات وتجمع الأدلة لملاحقة المتورطين في تلك الانتهاكات سواء على المستوى الوطني أو الدولي، وقد يشمل ذلك المحكمة الجنائية الدولية، حال عجز القضاء الوطني عن محاكمة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.

من جانبه، قال العميد أحمد بعيو، رئيس الغرفة الميدانية لنزع الألغام بجهاز المباحث الجنائية، إن الألغام التي زرعتها مليشيا حفتر في جنوب طرابلس، تفوق عدديا ونوعيا نظيرتها التي زرعها عناصر تنظيم "داعش" في سرت.

وأضاف خلال المؤتمر ذاته: "حجم الموت الموجود داخل بيوت المواطنين في جنوب طرابلس كبير؛ فحيثما تمركزت قوات حفتر تجد هناك مفخخات وعبوات ناسفة".

وتابع بعيو: "عملنا سابقا على تنظيف سرت من مفخخات داعش، لكن ما وجدناه جنوب طرابلس يختلف اختلافا كبيرا؛ فهو أكثر كما وعددا ونوعا".

وأكد أن فرق نزع الألغام جنوب طرابلس "تعمل بكامل طاقتها ومعداتها وطاقمها الفني من أجل تطهير هذه المناطق بأسرع وقت ممكن، وأن رجال المتفجرات دفعوا ثمنا كبيرا جدا باستشهاد مجموعة منهم".

بدوره، قال متحدث إدارة الهندسة العسكرية بالجيش الليبي العقيد عمر الرطب، إن مليشيا حفتر استخدمت الألغام المضادة للدبابات والدروع، وهي الأكبر حجما والأخطر من حيث التفجير.

وأكد مسؤول مساعدة الضحايا بالمركز الليبي لإزالة الألغام خالد الوداوي، أن تلك الألغام تسببت حتى الآن في 53 حادثا نتج عنها 39 قتيلا و71 مصابا بينهم طفلة.

وأوضح الوداوي أن بين مصابي وقتلى انفجارات الألغام 50 عنصرا من الفرق الفنية التي تعمل على نزع الألغام، ما يعادل 46 بالمئة من إجمالي الضحايا.

ومؤخرا، حقق الجيش الليبي انتصارات أبرزها تحرير كامل الحدود الإدارية لطرابلس، ومدينة ترهونة، وكامل مدن الساحل الغربي، وقاعدة الوطية الجوية، وبلدات بالجبل الغربي.

وشنت مليشيات حفتر، بدعم من دول عربية وأوروبية، عدوانا على طرابلس، انطلاقا من 4 أبريل/نيسان 2019؛ ما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين، بجانب دمار مادي واسع.