الجمعة 2020/08/07

ما حقيقة ماتداوله ناشطون بوسائل التواصل حول صاروخ ضرب مرفأ بيروت؟

ينتشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيق واتساب في لبنان، فيديو يدّعي ناشروه أنّه "تصوير حراريّ" يظهر سقوط صاروخٍ على مرفأ بيروت قبل لحظة الانفجار الهائل، لكنّ المقطع متلاعب به بحيث بدّلت ألوانه وأضيف إليه صاروخ.

يظهر في الفيديو باللونين الأبيض والأسود دخان يتصاعد من مكانٍ غير واضح المعالم ليضرب الموقع صاروخٌ (التوقيت 0:06) قبل حدوث انفجارٍ ضخم.

 

وانتشر هذا المقطع فيما تتردّد على مواقع التواصل في لبنان أخبار عن سماع أشخاص في مناطق مجاورة للمرفأ صوت طائرات حربيّة في السماء قبل الانفجار بقليل.

ويأتي انتشار المقطع أيضاً مع ورود أخبار كاذبة عن إعلان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو المسؤولية عن انفجار مرفأ بيروت.

وقد بدأ تداول الفيديو بعد يومين على وقوع الانفجار الناتج عن تخزين 2750 طناً من مادة نيترات الأمونيوم في مستودع في مرفأ بيروت "من دون أي تدابير للوقاية"، بحسب السلطات اللبنانيّة.

تصوير حراريّ؟

حظي الفيديو بآلاف المشاركات على صفحات مواقع التواصل وعلى تطبيق واتساب بعد ساعات على نشره، وجاء في التعليق المرافق له "تصوير حراري يظهر بدقة أن مرفأ بيروت تعرّض الى قصف من الجو".

لكنّ المقطع ليس تصويراً حرارياً بل هو معدّل ليظهر بنسخة "نيغاتيف" بالأبيض والأسود.

فما حقيقة ظهور الصاروخ؟

بعد تقطيع الفيديو إلى مشاهد ثابتة، أرشد التفتيش الذي قام به فريق فرانس برس لتقصي الحقائق، إلى أنه منشور على موقع يوتيوب قبل ساعات من تداوله على فيسبوك، في قناة تحمل اسم Ronald.

ولا تحتوي القناة سوى على هذا الفيديو وفيديو آخر يقارن بين انفجار بيروت ومشاهد قصف على سوريا.

وقد حظرت القناة إمكانية تعليق المستخدمين على المقطعين، ما يثير الشكّ في إمكانية أن يكون صاحب القناة أراد تجنّب أي تعليق من المستخدمين ينبّه إلى وجود تلاعب.

وبعد تحويل إحدى اللقطات إلى صورة بالألوان الطبيعيّة، أرشد التفتيش عنها إلى نسخة أطول من الفيديو منشورة بالألوان الطبيعيّة بكاميرا شبكة سي إن إن الأميركية.

 

لكن لا أثر للصاروخ قبل وقوع الانفجار في المقطع الأصليّ (الثانية 19)، ويمكن ملاحظة أنّه رُكّب على الفيديو المتلاعب به وعدّلت الألوان ليؤيّد الادعاء المتداول بأنّ قصفاً إسرائيلياً هو الذي أدّى لانفجار المرفأ.