السبت 2019/09/21

لوموند: “جدار الخوف سقط”..ومظاهرات مصر رسالة قوية للسيسي

قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية إن المئات من المصرييين ، المسلحين بالشجاعة والغضب تجرأوا على تحدي حظر التظاهر ونزلوا ليلة الجمعة إلى شوارع القاهرة وغيرها من المدن الكبرى، مطالبين برحيل عبد الفتاح السيسي.

واعتبرت الصحيفة الفرنسية أن هذه التجمعات الصغيرة محدودة الحجم والتي سرعان ما فرقتها قوات الأمن، تعد رسالة قوية إلى عبد الفتاح السيسي في ضوء القمع المفروض على البلاد. فالغضب يزداد في مصر ضد المارشال السيسي وجيشه، الذين يتعرضون بشكل متزايد للانتقادات المتزايدة في مختلف القطاعات، في ظل الركود الاقتصادي.

وأشارت “لوموند” إلى أن سلسلة مقاطع الفيديو التي نشرها رجل الأعمال محمد علي من منفاه، ويتحدث فيها عن فساد السلطة بالتعاون مع الجيش دون تقديم أدلة، هي التي أشعلت الروح المعنوية. ووجدت هذه الاتهامات لها صدى على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تضاعفت التدوينات والتغريدات والمنشورات التي تدين فساد الجيش وتدعو  السيسي إلى التنحي عن السلطة.

ويرى العديد من المصريين أن مليارات الدولارات المستثمرة في هذه المشاريع كان يجب استخدامها لإعادة بناء الاقتصاد الراكد وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية؛ في حين أن تدابير التقشف المفروضة منذ عام 2016 أثقلت ميزانية ملايين المصريين وأغرقت الملايين منهم في الفقر.

وتابعت “لوموند” القول إن عدداً قليلاً فقط من المراقبين هم من توقعوا خطوة كبيرة استجابة لدعوة محمد علي للمظاهرات من أسبانيا؛ لأن المظاهرات توقفت تقريبا ً منذ إنقلاب السيسي ضد الرئيس الشرعي المنتخب الراحل محمد مرسي في يوليو/ تموز عام 2013 والقمع الدموي في حق مؤيدي جماعة الإخوان المسلمين والذي امتد ليطال جميع معارضي الانقلاب من إسلاميين وعلمانيين

ويساريين وإلى أي صوت نقدي. وأشارت إلى أن آخر مظاهرة كبير شهدتها القاهرة كانت في أبريل/نيسان 2016 احتجاجًا على تنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير إلى المملكة العربية السعودية.

ودعت منظمة “هيومن رايتس ووتش” السلطات المصرية إلى احترام الحق في الاحتجاجات السلمية؛ بعد أن تم تفريق المحتجين بسرعة عن طريق استخدام الغاز المسيل للدموع من قبل قوات الأمن. وقد سجل المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية 44 حالة توقيف على الأقل في القاهرة والإسكندرية ودمياط والمحلة ودمنهور.

وتشير الصحيفة إلى أن الجميع يتساءل الآن عما يمكن أن يحدث لهذه الحركة الاحتجاجية في سياق القمع في مصر؟ لتقول إن على شبكة الإنترنت، يؤكد بعض المصريين أنهم مقتنعون بأن “جدار الخوف قد سقط”.