الثلاثاء 2020/08/25

لبنان.. اتهام غير مسبوق لبطريرك الموارنة بالتماهي مع العدو الإسرائيلي ودعايته حول مخازن الأسلحة

لم تمر دعوة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي السلطات إلى دهم مخازن الأسلحة والمتفجّرات مرور الكرام لدى إعلام 8 آذار/مارس، فاتّهمت جريدة ” الأخبار” القريبة من حزب الله في خطوة غير مسبوقة البطريرك الراعي بأنه ” يسوّق للسلام مع العدو و يتماهى مع الدعاية الإسرائيلية ضد المقاومة”.

ولفتت الصحيفة إلى ” أن البطريرك عاد ليعزف على موضوع “الحياد الناشط”، لكنه وصل اليوم إلى حد التسويق للسلام مع إسرائيل، على قاعدة أن “لبنان اليوم هو الأحوج إلى السلام ليتمكن من استعادة قواه والقيام بدوره في محيطه لخدمة حقوق الإنسان والشعوب. كفانا حروباً وقتالاً ونزاعات لا نريدها!”.وأضافت ” ليس هذا فحسب، لم يتردّد البطريرك في التماهي مع الدعاية الإسرائيلية التي تتهم حزب الله بتخزين السلاح في الأحياء السكنية. ولذلك، دعا السلطة اللبنانية لتعتبر كارثة مرفأ بيروت بمنزلة جرس إنذار، فتبادر إلى دهم كل مخابئ السلاح والمتفجرات ومخازنه المنتشرة من غير وجه شرعي بين الأحياء السكنية في المدن والبلدات والقرى.

وقال إن وجود هذه المخابئ يمثّل تهديداً جدياً وخطيراً لحياة المواطنين التي ليست ملك أي شخص أو فئة أو حزب أو منظمة”.

وقد سارعت اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام التابعة لبكركي إلى الردّ بعنف على الصحيفة، والمحت بوقوف حزب الله وراء الحملة المبرمجة على البطريرك، من دون أن توفّر تلميحاً ” التيار الوطني الحر” الذي يرفع شعار حماية حقوق المسيحيين.

وجاء في البيان الذي تلّقت ” القدس العربي” نسخة عنه ” لم نُفاجأ بالعناوين الحاقدة والجائرة التي صدرت بها صحيفة “الأخبار” التي قامت بالتطاول مرة جديدة على أبرز القامات الدينية والوطنية في لبنان التي أعطيت مجد لبنان والدفاع عنه منذ 1600 سنة مروراً بتأسيس الكيان وصولاً إلى أيامنا الحاضرة

.إن توجيه مثل هذه الاتهامات الرخيصة إلى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي هو إنعكاس لتوجّهات هذه الصحيفة التي بدأ بها على هذا السلوك، تشوّه سمعة الصحافة في هذا البلد التي على مرّ التاريخ كانت ركيزة الحرية والدفاع عن السيادة والحرية والاستقلال، خلافاً لما هو عليه حال هذه الصحيفة التي تقود منذ فترة حملة سياسية مبرمجة مدفوعة من جهات معروفة لمحاولة النيل من المواقف الوطنية الجريئة التي أعلنها ويعلنها نيافة الكاردينال وفي طليعتها موضوع ” الحياد الناشط” وفكّ الحصار عن الشرعية وتطبيق القرارات الدولية”.

وأكدت ” أن اتهام البطريرك بالتماهي مع العدو والدعاية الإسرائيلية ضد ” المقاومة “، هو اتهام مرفوض ومردود لأصحابه، وبدلاً من توجيه الاتهامات جزافاً إلى صاحب الغبطة الذي لا تشكيك بصحة معلوماته، ننصح الصحيفة بالتدقيق والاستقصاء عمّن يخزّن الأسلحة والمتفجّرات في الأحياء السكنية وبين المدنيين لأنه هو نفسه مَن يتماهى مع العدو ، ويستخدم المدنيين الأبرياء دروعاً بشرية في حروبه ويستدرج العدو لقصف هذه الأحياء وإيقاع الضحايا البريئة والدمار والخسائر الجسيمة، وفيما ننتظر نتائج التحقيق في كارثة الانفجار في مرفأ بيروت ، نستغرب هذا الهلع من التحقيق الدولي وكأن هناك أشياء يودّ البعض التعمية عليها في ظل شكوك بتلاعب في مسرح الجريمة تماماً كما حصل بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري”.

ولفت البيان إلى ” أننا نضمّ صوتنا إلى صوت البطريرك الراعي لدهم مخابئ الأسلحة والمتفجّرات غير الشرعية من قبل السلطات الأمنية المختصة وعدم التغطية على أيٍ منها تحت أي ذريعة، لأن حياة الناس أهم من كل المعادلات التي لم تجلب إلى الوطن سوى الخراب والأزمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية، بحيث أثبتت الدراسات وآخرها دراسة ” الاسكوا ” أن أكثر من 55 في المئة من الشعب اللبناني باتوا تحت خط الفقر، ويعيشون بأقل من 14 دولاراً في اليوم.وهذا يدفعنا إلى التأكيد على أن العيش بسلام وبحياد إيجابي عن صراعات المحاور والموت هو أفضل بكثير من العيش بقلق واضطراب دائم خدمة لمآرب حزب من هنا أو محور من هناك يأتمرون بأوامر من الخارج”.

ونبّهت اللجنة الأسقفية ” القائمين على هذه الحملة بأن الكيل قد طفح، وأن غضب اللبنانيين الشرفاء أقوى من أي تهديد وأي استقواء بالسلاح.وأن الأقلام التي تطالعنا عبر هذه الصحيفة وغيرها من المواقع الإعلامية في إطار هذه الحملة هي الأقلام العميلة والمعروفة بارتباطاتها السياسية المشبوهة وبولاءاتها لغير لبنان ، وستتم ملاحقتها قانونياً.ولن ينجح هؤلاء الصغار في تشويه أو شيطنة تاريخ البطريركية المارونية الناصع كثلج صنين الأبيض، ولن يفلحوا في استبدال أرزتنا التي تتوسّط علمَنا اللبناني برموز من هنا أو هناك، والعجب كل العجب كيف يسكت بعض مَن في السلطة ويدّعي حماية حقوق المسيحيين عن هذا التهجّم الظالم وهذه الاتهامات الجائرة بحق صاحب الغبطة وهذه الاستباحة غير المقبولة لرمز من رموز الحرية والعيش المشترك في لبنان عشية إحياء مئوية لبنان الكبير، إلا إذا كانوا منشغلين حالياً بتوزّع الحصص والمغانم مما تبقّى من تركة الدولة، بدل التركيز على تطبيق الإصلاحات التي يطلبها المجتمع الدولي قبل ضياع الفرصة الأخيرة”.