الأحد 2018/10/07

كيف ستردُّ تركيا على اغتيال خاشقجي بأراضيها؟

بوادر أزمة دبلوماسية حادة بين الرياض وأنقرة تلوح في الأفق، على خلفية الأنباء المترددة عن اغتيال الكاتب والإعلامي السعودي البارز جمال خاشقجي، وهو الخبر الذي نشرته وكالة "رويترز" نقلاً عن مصادر أمنية تركية فجر اليوم الأحد، وعادت لتؤكده وكالة الأنباء الفرنسية، التي أشارت إلى أنه اغتيل بفرقة اغتيال خاصة، قدمت خصيصاً إلى إسطنبول.

ووفق المصادر، فإن الاستنتاجات الأولية للأمن التركي، هي أن جمال خاشقجي قُتل داخل القنصلية يوم الثلاثاء الماضي.

كما ذكرت المصادر الأمنية التركية أن 15 مسؤولاً سعودياً وصلوا بطائرتين، بالتزامن مع وجود جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية وغادروا في اليوم نفسه.

وسائل إعلام تركية ذكرت أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، سيلقي كلمة في وقت لاحق من اليوم، سيتطرق فيها للمرة الأولى إلى قضية اغتيال خاشقجي، التي ستكون -إن تم تأكيدها رسمياً- انتهاكاً صارخاً للسيادة التركية وفق القانون الدولي، وسوء استخدام غير مسبوق للحصانة الدبلوماسية.

كما توقَّع مراقبون أن الحكومة التركية لن تصمت على اغتيال خاشقجي على أراضيها؛ بل سيؤدي إلى أزمة في العلاقات بينهما، وستكون أنقرة في موقف قوي يدعوها للرد على ما حصل؛ إذ سوف تعتبره عملاً عدائياً على أراضيها.

وقد يكون رد الفعل التركي شبيه بالبريطاني، بعد محاولة السلطات الروسية اغتيال الجاسوس السابق سيرجي سكريبال، الذي نجا هو وابنته من هجوم بمادة سامة في مارس الماضي.

وحينها، أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، سلسلة عقوبات استهدفت روسيا، بينها طرد 23 دبلوماسياً، وتجميد العلاقات الثنائية، معتبرةً موسكو مسؤولة عن تسميم الجاسوس الروسي السابق على أراضيها، كما حازت الخطوات البريطانية دعماً غربياً كبيراً، حيث اتخذت الدول الأوروبية والولايات المتحدة خطوات تضامنية، وأعلنت طرد دبلوماسيين روس وفرض عزلة على موسكو.

كما بإمكان تركيا، إلى جانب اتخاذ الخطوات الدبلوماسية كقطع العلاقات أو تخفيض التمثيل الدبلوماسي، مقاضاة السعودية أمام المحكمة الدولية بتهمة انتهاك سيادتها من خلال تنفيذ عمل عدائي على أراضيها، استناداً إلى القانون الدولي.

كما سيحقُّ لتركيا المطالبة بالأشخاص الـ15 السعوديين، وبينهم مسؤولون، الذين دخلوا إلى أراضيها في أثناء وجود خاشقجي بالقنصلية؛ لمحاكمتهم، والذين قالت الشرطة التركية إنهم من نفَّذ الجريمة، لا سيما أنه يُفترض أن لدى السلطات التركية صور هؤلاء الخمسة عشر بعد أن رصدت تحركاتهم منذ وصولهم إلى تركيا؛ ومن ثم إلى القنصلية إلى مغادرتهم.

وإذا ما اتخذت أنقرة هذه الخطوات ضد الرياض، فستكون غير مسبوقة، وسوف تزيد سمعة المملكة السعودية سوءاً على ما هي عليه اليوم، بسبب حربها في اليمن وأزماتها الدبلوماسية مع ألمانيا وكندا ومحاصرتها قطر، فضلاً عن قمعها الممنهج للأصوات المعارضة.

وفي موقف سياسي أمريكي لافت، أكد السيناتور الديمقراطي كريس مورفي، عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، أن ثبوت اغتيال خاشقجي سيشكل "شرخاً عميقاً" لعلاقات بلاده مع السعودية.

وكانت صحيفة "الواشنطن بوست"، التي يكتب بها خاشقجي، قالت: إنه "إذا تأكَّد مقتل خاشقجي، فإنه سيشكل تصعيداً سعودياً صادماً لإسكات المعارضة".

وغادر خاشقجي المملكة إلى الولايات المتحدة بعد حملة اعتقالات طالت ناشطين وكُتاباً ورجال أعمال، وزادت حدَّتها بعد تعيين محمد بن سلمان ولياً للعهد.

وعمل خاشقجي سابقاً رئيساً لتحرير صحيفة "الوطن" السعودية اليومية، وأصبح مستشاراً للأمير تركي الفيصل السفير السابق في واشنطن.