الأثنين 2020/05/18

كيف تحول النفط إلى “لعبة خطيرة” للسعوديين؟

تحت عنوان "النفط تحول إلى لعبة خطيرة للسعوديين" نشرت صحيفة وول ستريت جورنال، اليوم الاثنين، مقال رأي للكاتبة كارين إليوت هاوس تحدثت فيه عن جولة البوكر الخطرة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وحذرت الكاتبة من أن قطاع النفط الأميركي والشراكة بين الولايات المتحدة والمملكة الخليجية على المحك.

وأشار المقال إلى أن الصداقة بين بن سلمان وترامب نشأت بسرعة منذ اختار الرئيس الأميركي أن يستهل زياراته الخارجية بعد توليه الرئاسة بالسعودية.

إضافة إلى أن ترامب وقف إلى جانب الرياض عندما قطعت علاقاتها مع قطر وظل بجانبها حين اتهم ولي العهد بالموافقة على اغتيال الصحفي جمال خاشقجي.

لكن الكاتبة قالت إن الأمير السعودي الآن، يهدد قطاع النفط الأميركي، والأمن القومي الأميركي، واحتمالات إعادة انتخاب ترامب.

ففي آذار أغرق بن سلمان الأسواق بالنفط للضغط على روسيا من أجل تقليص إنتاجها ودعم الأسعار، في قرار تزامن مع جائحة كورونا التي أدت إلى انكماش اقتصادات العالم وتراجع أسعار النفط إلى مستويات تاريخية.

وبعد تدخل ترامب في أوائل نيسان لإقناع كل من السعودية وروسيا ومنتجي نفط آخرين لتقليص إنتاجهم، لم يساعد ذلك بشكل كبير في تحسين الأوضاع، إذ تقلص الاستهلاك العالمي للنفط في ظل إجراءات الإغلاق التي فرضتها الكثير من الدول للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.

لكن اليوم الرهانات أعلى بكثير بالنسبة لكل من ترامب وبن سلمان، وفق هاوس التي كتبت أن وضع الولايات المتحدة كأكبر منتج للنفط يتراجع ومعه الاكتفاء الذاتي الأميركي في مجال الطاقة، وهو أمر مهم بالنسبة للأمن.

أما بالنسبة للمملكة فإنها مع أسعار النفط في حدود حوالي 30 دولارا للبرميل، تواجه أسوأ أزمة اقتصادية خلال عقود والأسوأ احتمال فقدانها الحماية الأميركية.

ومع ذلك توفر الأزمة وفق الكاتبة فرصة للعمل المشترك لتقوية أسعار النفط والعلاقات السعودية الأميركية، معتبرة أن خطوة في ذلك الاتجاه، سيحتاج إلى تحرك سريع من بن سلمان وتعاون حكيم من ترامب قبل قمة منتجي النفط المقررة في 10 حزيران.

وأوضحت الكاتبة أن الزعيمين لديهما الكثير من الحوافز للعمل معا، إذا تمكنا من وضع حد للعبة البوكر، يمكنهما المضي قدما من خلال العمل على استقرار أسعار النفط.

لكن "إذا أصرا على مواصلة لعبتهما ذات الرهانات الخطيرة، فكلاهما سيخسر"ـ بحسب الكاتبة.

وقالت إن ترامب لعب ورقة قوية الأسبوع الماضي عندما أعلنت إدارته سحب صواريخ باتريوت التي نشرتها في السعودية لحماية منشآتها النفطية بعد هجوم إيراني بطائرات مسيرة.

وبعد يوم، تعهد ولي العهد السعودي بهدوء بـتخفيض الإنتاج بمليون برميل إضافي في حزيران، لكن ليس بما يكفي لإعادة التوازن بين العرض والطلب.

ويعد ازدهار قطاع النفط الأميركي من إنجازات رئاسة ترامب، وفق المقال. وبلغ صافي واردات النفط في الولايات المتحدة في العام الماضي 3 في المئة فقط وهو أدنى مستوى منذ عام 1954.

وفي شباط، سجلت صناعة النفط الأميركية مستوى إنتاجيا قياسيا. لكن المحللين في القطاع يتوقعون أن يؤدي إعلان إفلاس شركات إلى تراجع الإنتاج الأميركي بحوالي 20 في المئة بحلول كانون الأول.

وتحتاج صناعة الزيت الصخري في الولايات المتحدة إلى 40 دولارا على الأقل للبرميل للحفاظ على الإنتاج.

وقالت الكاتبة إن ترامب يلعب حتى الساعة لعبة بارعة، مشيرة إلى أن سحب صواريخ باتريوت لا يعني زوال التهديد الإيراني، وإنما زوال الدعم السياسي للسعودية في صفوف أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الذين يمثلون ولايات نفطية.

وتطرقت الكاتبة إلى تحذير صادر عن السناتور من تكساس، تد كروز، قال فيه "إذا أردتم التصرف كأعدائنا، سنعاملكم كما نعامل أعداءنا".

وختمت الكاتبة مقالها بالإشارة إلى ثلاثة أسباب تجعل السعودية تلتزم بتقليص حصتها من الإنتاج النفطي:

الأول أن العرض الكبير سيجبر الرياض على التخفيض لتعذر وجود أسواق. والثاني أن تراجع الدعم الأميركي يمكن أن يشجع إيران. والثالث أن أي مشاكل سياسية لترامب قد تؤدي إلى فوز الديمقراطيين الذين يرغبون بمعاقبة انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية وتحسين العلاقات مع إيران.