السبت 2019/08/24

“فايننشال تايمز”: محاكمة البشير لحظة حاسمة ومصيرية

قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن مثول الرئيس السوداني المخلوع، عمر البشير، أمام المحكمة يعد لحظة حاسمة ومصيرية بالنسبة للملايين من السودانيين الذين تظاهروا لشهور من أجل إنهاء حكمه وحكم العسكر.

وأوردت الصحيفة البريطانية مقالاً للكاتب توم روبينسون، قال فيه: إن "البشير الذي استطاع أن يتجنب الوقوف أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية عام 2010 بحق أبناء دارفور، ها هو اليوم يقف أمام محكمة في إحدى دول شرق أفريقيا، التي حكمها لقرابة ثلاثة عقود".

ونقل الكاتب عن واصل علي، المحرر السابق لصحيفة منبر السودان، قوله: إن "مشاهدة الناس للبشير داخل قفص الاتهام تكسر حالة النمطية الطويلة التي تعود عليها الناس، وتجعلهم يشعرون بأن عهد البشير قد انتهى".

وأوضح روبينسون أنه "على الرغم من رمزية مثول البشير أمام المحكمة فإن الكثيرين يخشون من أن المحاكم لن تحقق العدالة التي يحلمون بها".

وفي إطار ذلك قال أمجد فريد، عضو تجمع المهنيين السودانيين: إن "البشير يحاكم فقط بتهمة غسل الأموال وتقاضي أموال من دول بشكل غير رسمي، لكننا لا نعتقد أن هذه هي الجريمة الوحيدة التي ارتكبها".

من جانبه كشف اللواء الشرطي أحمد علي محمد، عضو الفريق الذي يتولى التحقيق مع البشير، أن "مشاهدة البشير وهو يحاكم بتهم الفساد تجعلني أشك في أن الحكومة غير جادة في محاكمته على الجرائم الحقيقية التي ارتكبها"، وفق كاتب المقال.

وخلص الكاتب إلى أن المشكلة تكمن في أن الاتفاق الذي وقع الأسبوع الماضي يقضي بتقاسم السلطة بين قادة التظاهرات والمجلس العسكري، الذي يعتبر جزءاً من نظام البشير السابق، وقادته يدينون بالولاء للبشير، وبعضهم متورط في أعمال العنف التي حدثت.

والأسبوع الماضي، أدى رئيس المجلس العسكري، عبد الفتاح البرهان، و10 من الشخصيات العسكرية والمدنية بالخرطوم، اليمين الدستورية لعضوية المجلس السيادي الذي يقود البلاد خلال المرحلة الانتقالية.

من جانبه أدى عبد الله حمدوك، الأربعاء الماضي، اليمين الدستورية رئيساً للحكومة السودانية، خلال المرحلة الانتقالية التي تستمر 39 شهراً وتنتهي بإجراء انتخابات.

وشهد السودان، أواخر العام الماضي، احتجاجات شعبية منددة بتردي الأوضاع الاقتصادية، وتحت وطأتها عزلت قيادة الجيش، في 11 أبريل الماضي، عمر البشير من الرئاسة.

ويأمل السودانيون أن ينهي الاتفاق بشأن المرحلة الانتقالية، بين المجلس العسكري وقوى التغيير، اضطرابات متواصلة في البلد العربي منذ أن عزلت قيادة الجيش البشير.