الأربعاء 2020/09/23

غوتيريس يدعو إلى “الإسراع” بتشكيل الحكومة اللبنانية

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، اليوم الأربعاء، القادة اللبنانيين إلى الإسراع بتشكيل حكومة "قادرة على تلبية التطلعات المشروعة للشعب اللبناني".

جاء ذلك في كلمة لغوتيريس خلال اجتماع وزاري لممثلي مجموعة الدعم الدولية للبنان عبر دائرة تلفزيونية، على هامش اجتماعات الدورة 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وقال غوتيريس: "ينبغي تشكيل عاجل لحكومة قادرة على تلبية التطلعات والاحتياجات المشروعة التي عبّر عنها الشعب اللبناني".

وأضاف: "يجب أن تكون الحكومة القادمة قادرة كذلك، على تنفيذ الإصلاحات، والتغييرات الأساسية".

وأردف غوتيريس: "دون ذلك ستتعرض قدرة البلد على التعافي وإعادة الإعمار للخطر، ما يزيد الاضطرابات والمشقة التي يعاني منها الشعب اللبناني".

وتابع: "للأسف يواجه لبنان عاصفة كاملة تتمثل في أزمة مالية، واجتماعية، واقتصادية طويلة الأمد، مع ارتفاع غير مسبوق في معدلات البطالة والفقر، إلى جانب جائحة كورونا".

ولفت غوتيريس، إلى أن "التفجيرات الكارثية التي حدثت الشهر الماضي جاءت لتفاقم التحديات التي يواجهها لبنان"، وأكد ضرورة أن تكون "المأساة الأخيرة (تفجير مرفأ بيروت)، بمثابة جرس إنذار".

وقال غوتيريس: "بعد 11 شهراً من خروج الكثير من اللبنانيين إلى الشوارع للمطالبة بالتغيير، فإن الوقت حان للتغيير في العديد من القطاعات".

وأهم تلك القطاعات، بحسب غوتيريس، "المالية، والمصرفية، والطاقة، وكذلك الجمارك، والمشتريات العامة، والشركات المملوكة للدولة".

كما شدد على ضرورة "تنفيذ الإصلاحات الاجتماعية، بما في ذلك الحماية الاجتماعية، الضرورية لضمان رفاهية جميع اللبنانيين، ولا سيما الأكثر ضعفاً".

واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، أن "الإصلاحات ليست هدفاً في حد ذاتها، بل يجب أن تستجيب للمطالب المشروعة بالرفاهية، والمساءلة، والشفافية، والقدرة على مواجهة الفساد لاستعادة ثقة اللبنانيين".

وفي 31 أغسطس/أب الماضي، كلف الرئيس اللبناني ميشال عون، مصطفى أديب بتشكيل حكومة تخلف سابقتها برئاسة حسان دياب، التي استقالت في 10 من الشهر نفسه، بعد 6 أيام من انفجار كارثي في مرفأ العاصمة بيروت.

وخلف الانفجار 171 قتيلاً وأكثر من 6 آلاف جريح، وعشرات المفقودين، إلى جانب دمار مادي هائل، بخسائر تُقدر بنحو 15 مليار دولار، وفقاً لأرقام رسمية.

وقال غوتيريس: "منذ الانفجار، قادت الأمم المتحدة استجابة إنسانية عاجلة مع النظر في إجراءات طويلة الأمد، من شأنها أن تعيد لبنان إلى مسار الاستقرار والتنمية المستدامة".

وشدد على أهمية "زيادة المساعدة الدولية للاستجابة للأزمات التي تركز على الناس في لبنان".

كما لفت في هذا الصدد، إلى ضرورة "التنسيق الوثيق مع المنسق المقيم للأمم المتحدة، ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان جنبًا، إلى جنب مع الحكومات، والجهات المانحة، والجهات الفاعلة الإنسانية والإنمائية، والقوات المسلحة اللبنانية".

ورحب غوتيريس، بالمبادرة الفرنسية في لبنان، معتبراً أن تعيين أديب رئيساً للوزراء "خطوة في الاتجاه الصحيح".

والمبادرة الفرنسية التي صاغها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بلهجة التهديد وإعطاء التعليمات، تشمل تشكيل حكومة جديدة، وإصلاح البنك المركزي والنظام المصرفي في لبنان، بحلول نهاية أكتوبر/ تشرين الأول.

وتتهم أطراف لبنانية ماكرون بالتدخل في شؤون بلادهم الداخلية، ومنها عملية تشكيل الحكومة، في محاولة للحفاظ على نفوذ لباريس في لبنان.