الخميس 2020/08/13

غارات إسرائيلية جديدة في غزة وقطع إمدادات الوقود عن القطاع

أعلن سلاح الجو التابع للاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الخميس، أنه شن غارات جديدة استهدفت مواقع لحركة "حماس" في غزة وقطع إمدادات الوقود عن القطاع، رداً إطلاق بالونات حارقة من القطاع الفلسطيني باتجاه إسرائيل، ما يثير مخاوف من تصعيد عسكري جديد.

وقال الجيش الاسرائيلي في بيان مقتضب إن طائرات ومروحيات حربية الى جانب الدبابات شنت غارات على عدة أهداف تابعة لحركة حماس في القطاع، موضحاً أنها استهدفت "مجمعاً عسكرياً للقوة البحرية لحماس وبنى تحتية تحت أرضية ومواقع رصد تابعة لها".

وتابع البيان أن هذه الغارات جاءت "رداً على إطلاق البالونات الحارقة من غزة باتجاه إسرائيل خلال الأسبوع المنصرم".

وفي قطاع غزة، أكد مصدر أمني فلسطيني لوكالة فرانس برس أن الطيران الإسرائيلي نفذ فجراً أكثر من عشرين غارة، موضحاً أنها "ألحقت أضراراً بمواقع" لحماس و بـ"مساكن" لكن "من دون أن تتسبب بوقوع إصابات".

وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية التابعة لحماس إياد البزم في بيان "سقوط صاروخ من طائرة إسرائيلية مسيرة على مدرسة ابتدائية للأونروا (وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة" فجر الخميس "محدثاً أضراراً في المكان".

وقال البزم: "تم إخلاء المدرسة وتعمل فرق شرطة هندسة المتفجرات على إزالة مخلفات الصاروخ واستبعاد الخطر الناجم عنه".

وأكد الناطق باسم الأونروا في قطاع غزة عدنان أبو حسنة لفرانس برس إصابة المدرسة. وقال إن "مدرسة للأونروا تأثرت بإحدى الغارات الإسرائيلية ويبدو أن هناك شيئاً لم ينفجر داخل المدرسة".

وكان مئات الآلاف من التلاميذ الفلسطينيين عادوا السبت إلى مدارسهم في قطاع غزة بعد انقطاع لخمسة أشهر في إطار الإجراءات الوقائية لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد.

وردت تل أبيب على إطلاق البالونات الحارقة التي تسبّبت باندلاع حرائق في مناطق حرجيّة، بسلسلة من الإجراءات العقابية آخرها وقف إدخال إمدادات الوقود إلى القطاع صباح الخميس.

وكانت هذه الإمدادات والمساعدات الإنسانية مستثناة من إجراءات عقابية كانت اسرائيل فرضتها فجر الثلاثاء تتمثل بإغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري مع غزة لفترة غير محدودة، وكذلك قلصت إسرائيل الأربعاء مساحة صيد السمك المسموح بها قبالة ساحل غزة.

وقالت وزارة الدفاع في بيان إنّ مساحة الصيد قُلّصت من 15 ميلا بحريّا إلى ثمانية أميال "بشكل فوريّ وحتّى إشعار آخر". وأضافت أن هذا "يأتي ردّاً على استمرار إطلاق البالونات الحارقة من قطاع غزّة إلى أراضي دولة إسرائيل".

وقال الناطق باسم حماس "فوزي برهوم" في بيان إن "التصعيد الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة ومنع وصول الوقود والبضائع سلوك عدواني خطير وخطوة غير محسوبة العواقب يتحمل الاحتلال نتائجها".

واعتبر برهوم أن الإجراءات الإسرائيلية "تهدف إلى مفاقمة أزمات أهلنا في القطاع المحاصر وشل حياتهم اليومية، فلا يمكن القبول باستمرار هذا الحال عما هو عليه".

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن شن غارات ليل الثلاثاء الأربعاء على مواقع لحماس في غزة، مؤكّداً استهداف "بنى تحتية تحت الأرض ومراكز مراقبة لحماس" رداً على استمرار إطلاق بالونات حارقة على إسرائيل.

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الثلاثاء أن "الطرف الآخر سيدفع ثمناً باهظاً للغاية على إرهاب البالونات". وأضاف خلال جولة أمنية في قاعدة سلاح الجو أن "سلاح الجو يعمل على كل الجبهات التي تحيط بدولة إسرائيل ضد التهديدات التي تواجهنا".

وقال مصدر قريب من حماس لفرانس برس في وقت سابق، إنّ الصواريخ كانت "رسالة" موجهة لإسرائيل لإبلاغها بأنّ الجماعات المسلحة في غزة "لن تبقى صامتة" في مواجهة الحصار و"العدوان" الإسرائيليين.

وظهرت المواد المتفجّرة التي تحملها البالونات والطائرات الورقيّة لأوّل مرّة كسلاح في غزة خلال الاحتجاجات العام 2018، حيث كانت تُطلَق يوميّاً عبر الحدود.

وأثبتت البالونات والطائرات الورقية المحملة بالمتفجرات أنها تمثل تحدياً لمنظومة "القبة الحديدية" القادرة على اعتراض الصواريخ من غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه يطور "نظام ليزر جديداً مضاداً للبالونات" ويجري حالياً اختباره.

وتوصلت حماس وإسرائيل منذ حرب 2014 إلى تفاهمات للتهدئة بوساطة مصرية، لكن هذه التهدئة بقيت هشة، إذ تم اختراقها مرارا.

وتفرض إسرائيل منذ أكثر من عقد حصاراً على القطاع الفقير الذي يبلغ تعداد سكانه مليوني نسمة.