الجمعة 2020/05/08

“عامل مهم” وفجوات أعادت تنظيم الدولة في العراق

يستغل عناصر تنظيم الدولة في العراق إجراءات الإغلاق الرامية للحد من تفشي فيروس كورونا لتكثيف هجماتهم وتطويرها، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية اليوم الجمعة.

تؤكد الصحيفة أنه على الرغم من أن تنظيم الدولة أضعف بكثير مما كان عليه في عام 2014، إلا أنه بات الآن يجد أن من السهل العمل لأن بعض أفراد قوات الأمن العراقية انسحبوا من المناطق الريفية، حيث تتصاعد قوة التنظيم، وتم نشرهم في المدن للمساعدة في فرض إجراءات الإغلاق.

وتنقل الصحيفة عن المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي القول إن "كورونا عامل مهم، فبعض الجنود ليسوا في الخدمة الفعلية، كما أن بعض العمليات ضد داعش توقفت، لذلك فهم يستغلون ذلك للتحرك والهجوم ".

وتطرقت الصحيفة إلى الهجمات الأخيرة التي نفذها تنظيم الدولة قرب كركوك وبغداد وصلاح الدين، وركزت على الهجوم الذي وقع قرب مكيشيفة.

وصفت هجوم مكيشيفة بأنه كمين نفذ في وقت كانت فيه قوات الشرطة الاتحادية، التي تتمركز عادة في المنطقة، غائبة نتيجة إعادة نشرها في مكان آخر لفرض إجراءات الحظر.

وأسفر الهجوم، بحسب واشنطن بوست واستهدف نقطة تفتيش، عن مقتل تسعة من عناصر "الحشد العشائري"، الذين قالوا إنهم لا يملكون نظارات للرؤية الليلية ولم تكن لديهم أية فكرة عن قدوم المسلحين.

وأشارت إلى أن هذا الاعتداء قد يكون الأكثر تعقيدا الذي يشنه تنظيم الدولة منذ سنوات، حيث استخدمت فيه موجات من المهاجمين وسيارة ملغمة.

وتنقل الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن التصعيد الأخير في العنف كان رد فعل على تزايد قدرة القوات العراقية في مواجهة تنظيم الدولة.

وذكرت الصحيفة أن خبراء يدرسون الجماعات المتشددة يرون أن عناصر التنظيم يستغلون الفجوات التي خلفتها قوات الأمن العراقية، وأيضا الخلافات فيما بين أجهزة الأمن المختلفة التي أدت الى ضعف التنسيق فيما بينها، مما خلق فرصا لمسلحي التنظيم حتى قبل أزمة جائحة كورونا.

ووصفت مارا ريفكين، من مركز الأمن القومي والقانون بجامعة جورجتاون، الهجمات الأخيرة بأنها الأكثر أهمية وكلفة منذ هزيمة تنظيم الدولة في عام 2017.

وتضيف "لكن حجم التصعيد والتعقيد في الهجمات لم يصل بعد إلى المستوى الذي شهدناه في 2014، عندما نجح التنظيم في الاستيلاء على أراض شاسعة في العراق".

تقول الصحيفة إن مسلحي التنظيم يختبئون في الغالب في بقع صغيرة تتمتع بتضاريس ريفية وعرة بعيدة حيث للحكومة موطئ قدم محدود.

ويقول المسؤولون العراقيون إن عناصر التنظيم يمولون أنفسهم من خلال عمليات الابتزاز والمتعاطفين المحليين معهم.

ويؤكد خبراء أن الفرق في الأسابيع الأخيرة هو أن مقاتلي التنظيم ينفذون في الغالب هجمات أقرب إلى المدن.

وتنقل الصحيفة عن هشام الهاشمي، الذي يقدم المشورة للحكومة العراقية بشأن القضايا الأمنية، إنه يتوقع "المزيد من الهجمات، خاصة في كركوك والمناطق التي توجد فيها فجوات أمنية يمكن استغلالها".