السبت 2020/02/01

طبيب شرعي بارز: لن نعرف الحقيقة الكاملة عن مقتل خاشقجي

نشرت صحيفة "الإسبانيول" الإسبانية تقريرا نقلت فيه وجهة نظر البروفيسور البرتغالي المختص في الطب الشرعي دوارتي نونو فييرا، العضو البارز في فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة المكلف بالتحقيق في حالات التعذيب في جميع أنحاء العالم، بشأن مقتل خاشقجي.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الدكتور دوارتي نونو فييرا أطلع الفريق الصحفي على صور ومقاطع فيديو قصيرة مرعبة لسجناء تعرضوا للتعذيب في عشرات البلدان حول العالم، تظهر التشوهات والحروق وآثار الضرب على أجسادهم. وفي حديثه عن إساءة معاملة المعتقلين المسجونين في سجون تعاني من الاكتظاظ في ظل الظروف القاسية، قال فييرا إن "هذه أمور لا يمكن تصورها، ولكنها تبقى محفورة في ذاكرتهم لبقية حياتهم".

وأشارت الصحيفة إلى أن توثيق قسوة التعذيب والتحقيق في كيفية معاملة الدول لمعتقليها وتحديد المسؤولين عن هذه الاعتداءات، يمثل جزءا من مهام الدكتور دوارتي نونو فييرا، الذي يعتبر أحد أبرز خبراء الطب الشرعي في العالم.

وذكرت الصحيفة أن مسيرة الدكتور دوارتي نونو فييرا الحافلة بالتجارب جعلته مؤهلا ليشغل منصب رئيس المجلس العلمي للمحكمة الجنائية الدولية، إلى جانب كونه أستاذا ومدير كلية الطب في جامعة قلمرية في البرتغال؛ وهذا ما يجعله مرجعا دوليا للتحقيق في الطب الشرعي، علاوة على أن أعماله تعتبر موضوعا للدراسة وتعقد من أجلها الندوات والمؤتمرات.

يتخطى عمله المجال الطبي ليتصدر الصفحات الأولى من الصحف، حيث أن الدكتور نونو فييرا جزء من فريق المقررة الخاصة للأمم المتحدة الذي يحقق في حالات التعذيب. وتعتبر معاينته لجوليان أسانج بعد قضائه سبع سنوات في سفارة الإكوادور في لندن أو التحقيق في مقتل جمال خاشقجي من أحدث مهامه.

وأوضحت الصحيفة أنه منذ التحاقه بفريق التحقيق التابع للأمم المتحدة في سنة 2004 الذي يعنى بالتحقيق في مثل هذا النوع من الجرائم، ندد نونو فييرا بانتهاكات حقوق الإنسان في أي مكان في العالم. وحيال هذا الشأن، قال الدكتور نونو فييرا إن "أسوأ شيء هو أن نرى عن كثب آلام أولئك الذين تعرضوا للتعذيب النفسي. لقد أصبحت أساليب التعذيب أكثر تطورا بحيث لم تعد تترك أي أثر".

 وقد أشار الدكتور إلى حالة امرأة في المكسيك قضت خمس سنوات في السجن بسبب جريمة ارتكبها زوجها، وعلى الرغم من أنها لم تكن مذنبة إلا أنهم عذبوها لدرجة دفعتها إلى الاعتراف بالجريمة التي لم ترتكبها.

وأفادت الصحيفة بأن الاختفاء المروع للصّحفي جمال خاشقجي في قنصلية المملكة العربية السعودية في إسطنبول يعد من أكثر التحقيقات شعبية التي شارك فيها نونو فييرا خلال السنوات الأخيرة. وحسب نونا فييرا فإن حيثيات موت هذا الصحفي "معقدة بشكل خاص بسبب التداعيات والموقف السياسي للمملكة العربية السعودية".

يتمتع فريق المُقرّرة الخاصة المعنية بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء أنييس كالامار، بقدرة الوصول إلى جميع الأماكن اللازمة لاستكمال التحقيق. وحيال هذا الشأن، قال الدكتور نونو فييرا إن "التفويض لدينا يتمثل في زيارة جميع الأماكن التي نريدها دون إشعار مسبق وفي أي وقت من النهار والليل. ووحدها الأمم المتحدة تعرف إلى أين ستكون وجهتنا، وبهذه الطريقة يقع تقليل خطر مواجهة سيناريو مسبق الصنع".

وأوردت الصحيفة أنه في حالة مقتل الصحفي جمال خاشقجي لم يكن الأمر بهذه السهولة، حيث أكد الدكتور نونو فييرا أنه "بمجرد وصولنا إلى إسطنبول، واجهنا مشكلة في دخول القنصلية. وحين أردنا الذهاب إلى مكان الواقعة قالوا لنا إن القنصل غير موجود وينبغي أن نتصل بهم خلال 20 يوما لترتيب موعد للزيارة".

ونقلت الصحيفة عن الدكتور دوارتي نونو فييرا أنه "لا نستطيع المضي قدما في التحقيق في قضية جمال خاشقجي، علما بأننا نعلم جيدا أنه قد قُتل بوحشية في القنصلية، لكن لن يظهر لنا أي دليل عن تقطيع جثته. لدينا شكوكنا ولكن لا يمكنني تقديم أي شيء لأنه لم يقع استكمال ملف التحقيق".

كما أن التقرير الأوّلي للمقرّرة الخاصة للأمم المتحدة، أنييس كالامار، يشير إلى أن عملية قتل خاشقجي كانت "متعمّدة ومدرُوسة والمملكة العربية السعودية "مسؤولة عن ذلك وفقا للقانون الدولي لحقوق الإنسان". ومن جهته، ذكر الدكتور دوارتي نونو فييرا أنه من بين أحد أكثر التفاصيل أهمية في القضية "ذهاب خاشقجي إلى القنصلية السعودية في إسطنبول لاستخراج وثيقة معينة، ولكن طُلب منه العودة بعد 20 يوما. وفي ذلك الوقت، وصلت طائرات خاصة مزودة بمعدات الطب الشرعي إلى إسطنبول للقيام بعملية القتل".

وأفادت الصحيفة بأن الدكتور دوارتي نونو فييرا أكد أنه يستطيع البحث في تلك الطائرة عن أدلة لفك لغز هذه الواقعة، مشيرا إلى أن "كل شيء كان جاهزا حيث وقع تقطيع الجثة والتخلص من آثارها، وبهذه الطريقة اختفت ولم يتم العثور عليها إلى الآن. لقد طمست جميع الأدلة ولن نعرف أبدا الحقيقة الكاملة حول مقتل خاشقجي".