الثلاثاء 2021/04/13

ضلوع أطراف خارجية في أزمة الأردن.. روايات عدة ودول في مرمى الاتهام

 

 

تناول برنامج "عاصمة القرار" على قناة الحرة تداعيت الأزمة التي شهدها الأردن بعد اتهام الحكومة في 4 أبريل الجاري ولي العهد السابق، الأمير حمزة، وأشخاصًا آخرين بالضلوع في "مخططات آثمة"، هدفها "زعزعة أمن المملكة واستقرارها.

فما هي قراءة الولايات المتحدة للأزمة.. وهل ستشدد الإدارة الأميركية على ضرورة اجراء إصلاحات سياسية واقتصادية؟ أسئلة ضمن محاولة أخرى طرحتها المناظرة الأسبوعية في "عاصمة القرار"، يوم الجمعة الماضي.

 

وشارك في الحلقة الباحثة في "معهد كوينسي" في واشنطن، أنّيل شيلاين، وكبير الباحثين في "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى"، غيث العمري، بالإضافة إلى الصحفي الإسرائيلي، إيدي كوهين، والكاتب الأردني، مفيد الديك.

الأردن: "محاولة انقلاب" أم "نظرية مؤامرة"؟

ثمة "غموض يلف الاتهامات بوجود مؤامرة ضد الملك الأردني. وبضلوع أطراف خارجية فيها"، كما تقول افتتاحية صحيفة الواشنطن بوست الأميركية التي تضيف أن "صدر الملك عبدالله يضيق بالمعارضة".

وأعربت شيلاين عن اعتقادها أن الملك عبدالله "لا يتقبّل من يخالفه الرأي حتى لو كان أخيه"، والكلام الرسمي عن وجود مؤامرة "مزعوم وغير دقيق"، وفق رأيها، وهدفه "تحويل الأنظار عن المظالم في الأردن، وعدم رِضى الشعب عن الحكم".

أما المري، فيعتبر أن ما حدث في الأردن "ليس انقلاباً"، لكنه يُسلِّط الضوء على "تجاوز من الأمير حمزة لموقعه والتزاماته كأمير"، قبل أن ويضيف أن النظام الأردني يعاني من "إشكاليات بنيوية رغم شرعيته العميقة".

وفي حين يقول كوهين إن "الأمير حمزة كان ينوي القيام بانقلاب" على أخيه الملك عبدالله، يعتبر مفيد الديك أن الحديث عن انقلاب هو "محض هراء"، فما جرى في الأردن "ليس قريباً من الانقلاب".

من جهته، يقول الدبلوماسي الأميركي، دينيس روس، إن "نظرية المؤامرة في الشرق الأوسط هي بمثابة الأوكسجين الذي تنفسه الجميع ".

من يقف وراء "المؤامرة" على ملك الأردن؟

يقول المحلل السياسي الإسرائيلي إيدي كوهين إن "هناك أياد تركية وإيرانية وقطرية تقف وراء المحاولة الانقلابية التي كان الأمير حمزة يُحضر لها ضد الملك عبدالله".

ويستبعد كوهين تورط إسرائيل والسعودية والإمارات في أي محاولة انقلابية في الأردن، بينما تؤكد شيلاين أن "لا دليل قطعاً على تورط قطر" التي تحاول تطبيع علاقاتها مع السعودية وجيرانها" في الخليج.

وكذلك تستبعد شيلاين تورط تركيا وإيران في احداث الأردن، فيما يعتبر الديك أن هذا الاتهام "هو محض هراء".

الرواية الرسمية الأردنية تحدثت عن " أحداث أمنية وليس عن انقلاب" كما يقول العًمري، ويضيف بأن على الأردن "إيضاح ما يقصده بتعبير أطراف خارجية" في الرواية الرسمية للإحداث.

ويتابع العُمري قائلا إنه ثمة تجاذب إعلامي إماراتي قطري وتركي يضخ الكثير من الاتهامات دون اثباتات، بينما يقول دينيس روس إن لكلّ من "إسرائيل والسعودية مصلحة كبرى في استقرار الأردن. ولا يمكن أن يسمح الإسرائيليون والسعوديون بأي عمل" ضد ملك الأردن.

بين شرعية الملك وشعبية الأمير حمزة

إن المشاكل البنيوية الحقيقية التي يواجهها الأردن "زادت شعبية الأمير حمزة"، وفق العُمري الذي يستطرد قائلا إن الأمر ليس سباقاً بين "شعبية حمزة في مقابل شرعية الملك عبدالله" برأيه.

أما شيلاين، فتقول إن كلام الأمير حمزة عن "الفساد وسوء الإدارة أحرج الملك عبدالله، لكنه لا يُشكِّل انقلاباً عليه".

بين بايدن وعبدالله.. دعم أميركي وإصلاح المنشود

تشدد الباحثة الأميركية أنّيل شيلاين على أن يوضّح الرئيس الأميركي، جو بايدن، للملك عبدالله ضرورة "عدم الانغماس بالحديث عن أي مؤامرة انقلابية على غرار ما قال به أردوغان"، وكان سبباً في انقضاض الرئيس التركي على معارضيه وعلى المجتمع المدني.

وأيضاً على بايدن، برأي شيلاين، "التشجيع على الاستقرار والديمقراطية والإصلاحات السياسية والاقتصادية" في الأردن.

كذلك يدعو العُمري الرئيس بايدن وإدارته " للاستمرار في دعم الأردن وملكه، والتركيز على إصلاح تدريجي يدعم الاستقرار ويحصن الدولة"، والعمل مع الملك عبدالله بشكل "هادئ وبعيد عن الأضواء".

كما يشدد العُمري على "إنهاء سياسة ترامب السيئة" تجاه الأردن، بينما يطالب الديك الرئيس الأميركي "بتطمين الأردن بخصوص عدم إعادة سياسات ترامب تجاه المملكة".

وكان تقرير واشنطن بوست شدد على أن الأردن بحاجة ماسة إلى إصلاحات اقتصادية وسياسية، وأن ما تحدث عنه الأمير حمزة "يعكس حالة من الاستياء الشعبي، وأن على الملك عبدالله أن يفسح المجال أمام المزيد من النقاش العام الحر والعمل السياسي". وعلى إدارة بايدن، برأي هيئة تحرير الواشنطن بوست، أن تقول للمملكة "إن سياسة القمع يجب ألا تستمر" لإن الازمة في الأردن "تكشف عن نظام جامد وقمعي".

قد تأخذ الأمور وقتاً لمعرقة حقيقة ما جرى في الأردن مؤخراً، لكن وقوف الرئيس بايدن مع " صديقه" الملك عبدالله، جدد التأكيد على أهمية استقرار الأردن ودوره بالنسبة لأميركا.