الأثنين 2020/06/01

صحيفة عبرية: مفاوضات سرية بين إسرائيل والسعودية حول هذا الملف

قالت مصادر إسرائيلية إن حكومة الاحتلال تجري "مفاوضات سرية" مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان برعاية الولايات المتحدة، وذلك بحسب وسائل إعلام عبرية.

وقالت صحيفة "إسرائيل اليوم" التي تعتبر بوقاً لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو نقلا عن دبلوماسيين سعوديين كبار ومطلعين، إن المفاوضات السرية تأتي من أجل إتمام صفقة تقضي بمنح السعودية “موطئ قدم” في الحرم القدسي الشريف، "على حساب تركيا ورضا من الأردن المحتاج لدعم مالي سعودي"، موضحة أن الحديث يدور عن اتصالات حساسة وتجري خلسة وبوتيرة بطيئة بمشاركة عدد قليل من رجال الدبلوماسية والأمن الإسرائيليين والسعوديين والأمريكيين.

وتهدف هذه المداولات السرية وفقاً للصحيفة الإسرائيلية لدفع “صفقة القرن” كما يؤكد دبلوماسي سعودي لم يكشف هويته، منوهة إلى أنه حتى قبل شهور قليلة، كان الأردن يرفض بشدة أي تغيير في تركيبة إدارة الأوقاف في الحرم القدسي الشريف والموالية له أيضاً.

وتابعت صحيفة “إسرائيل اليوم” بالقول: “لكن موقف الأردن تغير في الشهور الأخيرة نتيجة تصاعد التدخل التركي المكثف في مدينة القدس بشكل عام وداخل الحرم القدسي على وجه الخصوص. منوهة أنه في أعقاب “الأحداث العنيفة” التي حصلت عند باب الرحمة وأزمة البوابات الإلكترونية عند مداخل الأقصى، وسّع الأردن مجلس الأوقاف الإسلامي، وبخلاف اتفاق أوسلو تم دمج عناصر فلسطينية في عضويته، لكن هؤلاء ما لبثوا أن صاروا وكلاء للحكومة التركية من خلال جمعيات تلقت ملايين الدولارات بتوجيهات شخصية من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وتدّعي “إسرائيل اليوم” أنه على خلفية ذلك، بعث الأردن رسائل لإسرائيل والولايات المتحدة مفادها أن عمّان مستعدة لتليين موقفها بشأن موضوع دمج ممثلين سعوديين ضمن مجلس الأوقاف في الحرم القدسي الشريف، موضحة أن الجانب الأردني أبدى موافقته على هذا النفوذ السعودي في الحرم القدسي، شريطة ألا يمس بالمكانة الحصرية للعائلة الملكية الهاشمية هناك، ومقابل ضخ السعودية ملايين الدولارات لجمعيات إسلامية تنشط داخل الشطر الشرقي في القدس المحتلة وداخل الأقصى على أن تمارس هذه ضغوطاً لطرد المنظمات الإسلامية الموالية لتركيا برعاية فلسطينية.

وتنقل “إسرائيل اليوم” عن دبلوماسي عربي لم يكشف هويته، قوله إنه لو سمح الأردن للأتراك العمل بحرية داخل الحرم القدسي طيلة السنوات الأخيرة، لكانت المكانة الأردنية الخاصة في إدارة المكان المقدس قد تحولت إلى "حبر على ورق".

وتابعت نقلاً عن المصدر المذكور: “الأردن بحاجة للمال والنفوذ السعوديين من أجل كبح جماح أردوغان في القدس. ولإسرائيل والولايات المتحدة مصلحة لدى السعودية كي تؤيد هذه صفقة القرن وعملية إحالة السيادة الإسرائيلية داخل الضفة الغربية خاصة أن السعودية لابد أنها ستجلب معها الإمارات والبحرين لدعم صفقة القرن”.

كما أوضح المصدر المذكور للصحيفة الإسرائيلية، أن المداولات لم تسفر بعد عن شيء، لكن النية تتجه لدمج مندوبين للسعودية في إدارة أوقاف الحرم القدسي كمراقبين فقط وبشكل غير ملزم كي لا يتم المساس بالنفوذ الأردني الحصري في الحرم.