الأثنين 2020/07/06

صحيفة: زعماء 3 دول عربية أبلغوا نتنياهو موافقتهم على “خطة الضم”

قالت صحيفة “إسرائيل اليوم” التي تعتبر بوقاً لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إن ثلاث دول عربية أوصلت رسائل مشابهة لإسرائيل، مفادها أنها ستقبل بـ “خطوة الضم” بتفهم، مؤكدة أن هذه الرسائل كانت بمثابة ضوء أخضر غير مباشر لموافقتها على “صفقة القرن”.

وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية على لسان مراسلها السياسي استناداً لمصادر في الحكومة الإسرائيلية، أن "مصر والسعودية والإمارات" اهتمت بإيصال رسائل لدولة الاحتلال قيل فيها إنهم يتفهمون مخطط الضمّ الآخذ بالتبلور.

يشار إلى أن “إسرائيل اليوم” سبق أن نشرت تقريراً مشابهاً الأسبوع المنصرم على لسان مراسلها للشؤون العربية "دانئيل سيريوطي". وحسب ما جاء في التقرير فإن رؤساء الدول العربية المذكورة قالوا في أحاديث داخل غرف مغلقة، إنهم يبغون البقاء متيقظين والاستمرار بوضع اليد على النبض داخل دولهم بكل ما يتعلق بردود فعل الشارع العربي على الخطوة الإسرائيلية، في حال تم إخراج مخطط الضمّ لحيز التنفيذ. وتتابع الصحيفة: “ومع ذلك أبدى هؤلاء الرؤساء العرب لامبالاة حيال الخطوة الإسرائيلية واكتفوا بإدانات رمزية وقد أبلغوا الجانب الإسرائيلي بأن ما سيؤثر عليهم وعلى مواقفهم غير المبالية من هذا المخطط فقط حال انفجرت أعمال عنف في الشارع العربي تهدد عروشهم، وعندئذ سيضطرون لمناهضته”.

وكرّرت الصحيفة الإسرائيلية تأكيدها أن هذه الرسائل المتشابهة وصلت من قادة مصر والسعودية والإمارات لديوان نتنياهو، منوهة إلى أن الأردن هو الجهة العربية الوحيدة التي عبّرت عن معارضتها القوية لمخطط فرض سيادة إسرائيلية في الضفة الغربية.

ونقلت عن مصادر إسرائيلية قولها إن العاهل الأردني أكد في تصريحاته ورسائله أن مصلحة الأردن تتمثل ببقاء الحضور العسكري الإسرائيلي على طول غور الأردن حد المملكة الأردنية الغربي، لكنه مع ذلك يخشى أن تشعل السيادة الإسرائيلية في هذه المنطقة انتفاضة وأعمال شغب داخل الأردن من شأنها زعزعة الاستقرار، ولذلك نشك أن الملك عبد الله الثاني ضد المخطط في الساحات الإقليمية والدولية.

وأوضحت “إسرائيل اليوم” أن معظم الرؤساء والملوك العرب في المنطقة امتنعوا عن الانشغال بمخطط الضمّ الإسرائيلي وحتى أولئك الذين يتحدثون عنه فهم يحافظون على لهجة منضبطة. وفي إسرائيل مقتنعون بأن ذلك ليس صدفة، لأنه ومنذ "الربيع العربي” الذي أدى لسقوط قادة عرب كانوا الأقوى في المنطقة ومنهم حسني مبارك ومعمر القذافي، ينشغل الحكام العرب بالأساس ببقائهم في سدة الحكم"، زاعمة أن ما من شأنه تهديد استمرار حكمهم هو "الإرهاب الإسلامي" أو "قنبلة نووية إيرانية"، وهذا يشغلهم أكثر بكثير من أي قضية أخرى في المنطقة.

وتقول الصحيفة إن هذه الاعتبارات هي التي تقف خلف استمرار حصار السعودية وحليفاتها لقطر المناصرة لـ "الإخوان المسلمين" وتتعاون مع إيران وحماس. وتابعت: "هذا ما يفسر الحملات السعودية المتتالية على قطر والحركات الإسلامية من قبل السعودية التي تذكر أن معظم منفذي عملية برجي التوأم في نيويورك عام 2001 كانوا سعوديين". وتضيف: "عندما ينظر الحكام العرب نحو الخارج فإنهم يدركون أنه ليس بمقدورهم الاعتماد على جيوشهم كما تدلل تجربة السعودية الفاشلة ضد الحوثيين في اليمن وعندما ينظرون ناحية اليمين وناحية اليسار في الخريطة الإقليمية تتضح الصورة لهم ومفادها أن من يتطلع لابتلاعهم كلقمة سائغة هي إيران طبعاً، القوة الوحيدة التي تواجه الجهة المفترسة… إسرائيل".

"ولذلك وبعد عقود من الكراهية لإسرائيل فإن الملوك والأمراء المدللين في السعودية والإمارات يغيرون اتجاهاً". وهذا هو تفسير لقيام الإمارات في ذروة التحضير لتطبيق الضمّ بالإعلان عن اتفاقات تعاون صحي مع إسرائيل. وتنوّه الصحيفة الى أن قادة الإمارات لا يكترثون بالفلسطينيين ويهتمون فقط بأنفسهم وبإيران.

وتضيف: "هذه هي القواعد الجديدة التي يقودها رئيس الوزراء نتنياهو ورئيس الموساد يوسي كوهن. وقد سبق أن نجح كوهن بإقناع الإمارات في العام الماضي بالموافقة على إقامة جناح إسرائيلي في معرض "إكسبو" في دبي. ورئيس الموساد هو الذي يقف اليوم كقائد الفرقة والمايسترو المسؤول من وراء الكواليس عن تطوير علاقات إسرائيل بالسعودية ودول خليجية أخرى".

وقالت الصحيفة إن فعاليات سرية استمرت شهوراً أفضت لاتفاقات بين شركات إماراتية مع الشركة الحكومية الإسرائيلية – الصناعات الجوية العسكرية وشركات إسرائيلية أخرى للتعاون في مجالات الصحة وغيرها. وخلصت للقول: "صدفة أم لا فإن هذه الاتفاقات قد وقعت قبل ساعات بعد التفجير الغامض في قلب المفاعل النووي في نطنز الإيرانية فهل إسرائيل هي المسؤولة عن التفجير الذي ألحق ضرراً بالغاً بالمفاعل الإيراني؟ ربما في الإمارات يعلمون الجواب".