الأربعاء 2020/11/25

رغم تلطخ يديهما بدماء الآلاف.. ترشيح نتنياهو وابن زايد لـ”نوبل”

فاجأ ترشيح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وولي العهد الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان، لجائزة نوبل للسلام لعام 2021، الكثيرين، بسبب تلطخ يديهما بدماء آلاف المدنيين في المنطقة، وخاصة فلسطين واليمن.

وكان اللورد ديفيد تريمبل، الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 1998 لدوره الكبير في اتفاق السلام في إيرلندا، قد رشح الثلاثاء نتنياهو وبن زايد لجائزة نوبل للسلام 2021، بسبب توقيعهما اتفاق التطبيع.

ويعتبر نتنياهو وبن زايد من أبرز الضالعين في إشعال فتيل النزاعات والحروب الداخلية التي أدت لمقتل آلاف الأبرياء، وخاصة في فلسطين، واليمن، وليبيا.

ويشتهر ولي عهد أبو ظبي بمواقفه المعادية للربيع العربي، ودعم ممثلي الأنظمة الحاكمة القديمة.

كما تعتبر الإمارات تحت قيادة آل نهيان، من أبرز الأطراف التي تعمق الانقسام في المنطقة، لا سيما عبر دورها في الحرب الأهلية باليمن، والصراع في ليبيا، والقضية الفلسطينية.

وحسب تقرير للأمم المتحدة، تجاوز عدد القتلى بسبب الحرب الداخلية في اليمن حتى الآن، 112 ألفا، منهم 12 ألف مدني، وبينهم ألفين و138 طفلا، في حين يعيش نحو 14 مليون يمني عند خط المجاعة.

ووفقاً للأمم المتحدة، فإن الإمارات تقدم الدعم لنحو 90 ألف يمني مقاتل، فضلاً عن استمرار وجودها العسكري في اليمن.

وأفاد تقرير صادر عن الخبراء الدوليين الخاص باليمن، في 9 سبتمبر/ أيلول الجاري، أنه تم التوصل إلى أدلة معقولة تشير إلى ارتكاب جميع الأطراف في البلاد، بما في ذلك السعودية والإمارات، انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم حرب.

كما تعتبر الإمارات من أبرز الدول الضالعة وراء الفوضى في ليبيا، حيث قدمت دعماً كبيراً للجنرال خليفة حفتر، الذي سعى لتكرار التجربة الانقلابية المصرية في بلاده عقب الانتخابات المثيرة للجدل عام 2014.

وعقب محاولة الانقلاب، قدم آل نهيان دعماً اقتصادياً ودبلوماسياً دون شروط لحفتر في سبيل إحكام سيطرته على كافة الأراضي الليبية.

أما نتنياهو، فيعتبر مسؤولاً عن مقتل قرابة 3500 فلسطيني، بينهم الكثير من الأطفال والنساء، وإصابة الآلاف بجروح، خلال توليه رئاسة الوزراء.

ويشتهر نتنياهو الذي يعد من أبرز المسؤولين عن سياسات القمع والانتهاكات بحق الفلسطينيين، بآرائه اليمينية المتطرفة، وشغل منصب رئاسة الوزراء خلال الهجومين الدمويين للجيش الإسرائيلي على قطاع غزة تحت الحصار.

وحسب معطيات منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية "بتسيلم"، فقد قُتل ما يقارب 3500 فلسطيني خلال حصار قطاع غزة، منذ تولي نتنياهو رئاسة الوزراء في 2009، بينهم 799 طفلاً و342 امرأة.

ودفع أهالي قطاع غزة ثمناً باهظاً جراء الاعتداءات الإسرائيلية في عهد نتنياهو.

وخلال توليه رئاسة الحكومة 7 مرات، أمر نتنياهو بشن هجومين واسعين على قطاع غزة، فيما أسمته "عملية عمود السحاب" عام 2012، وعملية "الجرف الصامد" عام 2014.

وتأتي هاتان العمليتان في مقدمة العمليات الإسرائيلية من حيث عدد القتلى والخسائر والدمار في قطاع غزة، خلال السنوات الأخيرة.

ووفقاً لمنظمة "بتسليم"، أسفر الهجوم الإسرائيلي عام 2012، عن مقتل 167 فلسطيني.

ويعتبر العام 2014، واحداً من أكثر الأعوام دموية في تاريخ فلسطين، إثر بدء الجيش الإسرائيلي الحرب على قطاع غزة بتاريخ 8 يوليو/ تموز.

وحسب تقارير أممية، شن الجيش الإسرائيلي خلال العملية التي استغرقت 50 يوماً، أكثر من 6 آلاف غارة جوية، كما أطلق قرابة 50 ألف قذيفة مدفعية ودبابة على القطاع.

وأسفرت العملية عن مقتل ألفين و251 فلسطينياً، بينهم 551 طفلاً، و299 امرأة، وإصابة أكثر من 11 ألف شخصاً، كما خلفت أكثر من 1500 يتيم.

وحسب السلطات الفلسطينية، أسفرت الغارات عن تدمير 28 ألفاً و366 منزلاً في القطاع، منها 3 آلاف و329 منزل تم تدميرها بالكامل، كما ألحقت أضراراً جسيمة بالبنية التحتية، وشردت نحو 65 ألف شخص من منازلهم.

وفي منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، وقعت الإمارات والبحرين اتفاقيتين لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، بوساطة أمريكية في واشنطن.

وقوبل الاتفاق بتنديد واسع؛ واعتبرته الفصائل والقيادة الفلسطينية، "خيانة وطعنة" في ظهر الشعب الفلسطيني.