الأربعاء 2020/07/22

ردود غاضبة على شطب “غوغل وأبل” فلسطين من خرائطهما

أثار قيام شركتي "غوغل" و"أبل"، بشطب اسم فلسطين من خرائطهما، ردود فعلٍ فلسطينية، غاضبة ومنددة بالخطوة.

واستنكر نشطاء ومختصون فلسطينيون، تلك الخطوة، واعتبروها بمثابة "التعدي الواضح على الحقوق الفلسطينية، وانحيازاً مباشراً لإسرائيل".

وعدّوا أنّها تأتي في سياق "التماهي مع الإجراءات الأمريكية والإسرائيلية التي تستهدف الوجود الفلسطيني على الأرض".

وطالبوا الشركتين بالتراجع عن الخطوة والاعتذار عنها، كما أكدوا على أنّ تلك القرارات، "لن تمحو فلسطين من الذاكرة والعقول".

والخميس الماضي، كشف موقع "AS-Source News" الخاص بالأخبار العسكرية في الشرق الأوسط وأمريكا وروسيا، عن قيام "غوغل" و"أبل" بشطب فلسطين من خرائطهما.

ولم يصدر تعقيب من الشركتين، حتى هذا الوقت، للتعليق على الخطوة.

تقييد للمحتوى الفلسطيني:

ويرى المختص في الشأن التكنولوجي والإعلام الجديد، سائد حسونة، أنّ الخطوة "مقصودة" من الشركتين، ولا يمكن الاعتبار أنّها تأتي في سياق "الخطأ الفني، خاصّة وأنّهما ما زالتا تلتزمان الصمت تجاه القضية حتّى هذا الوقت، ولم يصدر أيّ تعقيبٍ عنهما".

ويذكر حسونة في حديث لوكالة الأناضول أنّ القراءة الأفضل لما حصل، تتلخص في أنّ "غوغل وأبل"، لديهما رغبة في تقييد المحتوى الفلسطيني، ويسيعان للحد من وصول البيانات والمعلومات المنشورة على مواقع الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، والخاص بفلسطين.

وأشار إلى أنّ الشركتين "تعلمان جيداً، مكان فلسطين على الخارطة، وهو ثابت في معظم السنوات الماضية، "وما حصل يأتي في سياق عملية تهويد وتعدٍّ على الحقوق، تعمل عليها جهات أمريكية مختلفة، لتنفيذ ما يتعلق بصفقة القرن".

وتابع حسونة: "البحث عن فلسطين في محركات البحث الأمريكية، صار يحتاج بحثاً عن الأماكن المجاورة، وهذا أمر خطير، سيساهم كثيراً في الحد من الحملات الإلكترونية الداعمة للقضية الفلسطينية".

ودعا الجهات الرسمية الفلسطينية والشركات الخاصّة التي تهتم بالإنترنت، إلى مراسلة الشركتين، للاستيضاح منهما حول الأمر، ولبيان الموقف الفلسطيني من الخطوة "المرفوضة"، والتي تمثل تعدياً واضحاً على الحق في التواجد في الفضاء الإلكتروني.

ولفت إلى ضرورة تحرك المستوى السياسي الفلسطيني، المتواجد في مقر الأمم المتحدة، وتقديم اعتراض لديها، بصفة أنّ فلسطين عضو في الهيئة الأممية، ومعترف بها من نحو ثلثي الدول الأعضاء.

وبيّن أنّ عدم التعامل بجدية مع الأمر أو الاستخفاف به، سيفتح الطريق أمام خطوات جديدة قد تقوم به الشركتين مستقبلاً، منبهاً إلى أنّ الخطوة "محاولة لتغيير الرأي العالمي حول القضايا الوطنية الفلسطينية وأهمها قضية اللاجئين".

ليست المرة الأولى:

وهذه ليست المرة الأولى، التي يثار فيها جدل حول شركة غوغل والتواجد الفلسطيني على خرائطها، ففي عام 2011، أقدمت الشركة على الأمر نفسه، ووقتذاك ظهرت الكثير من الردود الفعل الغاضبة تجاه الخطوة.

وفي ذلك الوقت، أقرت شركة غوغل على لسان متحدثة باسمها، بالحادثة، وقالت "لم يكن هناك قط علامة فلسطين على خرائطنا، ولكن اكتشفنا خطأً أزال تسميات الضفة الغربية وقطاع غزة، ونحن نعمل بسرعة لتصحيحه".

وفي عام 2016، عادت الشركة مرّة أخرى، للخطوة نفسها، وقامت بإخفاء اسم فلسطين عن خرائطها، ورافق ذلك موجة واسعة من ردود الفعل التي دعت "غوغل" لاحترام الحقوق الفلسطينية.

ويلفت المختص في الإعلام الجديد، محمود أبو غوش إلى أنّ استمرار تلك الخطوات، على مدار سنوات متعددة، لا يمكن اعتباره سوى أنّه "تماهٍ مع الخطوات الأمريكية والإسرائيلية، لاسيما وأنّه يترافق في كلّ مرّة مع خطوات على الأرض لها علاقة بالاستيطان".

ويعقّب في حديث خاص لوكالة الأناضول "يجب علينا التعامل مع الأمر بكلّ جدية، وتصعيد الحملات الداعية لاستنكار ذلك الفعل، ولتكثيف الدعوات التي تدعو لمقاطعة شركتي غوغل وأبل، لأنّ الحقوق الفلسطينية، إذا ما غابت بصمت عن الفضاء الإلكتروني، سيكون الأمر خطيراً للغاية".

والجمعة، صرح وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، بأن بلاده تبحث الإجراءات القانونية للرد على خطوة "غوغل" و"أبل".

وفي تصريحات لوكالة وفا (رسمية) قال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الفلسطيني اسحق سدر، إن "الوزارة تبحث إمكانية اعتماد محركات بحث بديلة عن غوغل، رداً على قرار شطب دولة فلسطين عن الخرائط".

وأضاف سدر "الإجراء دليل على الانحياز الأعمى للاحتلال الإسرائيلي".