الأثنين 2019/07/22

“رايتس ووتش” تتهم بغداد بـ “التقاعس” عن معالجة مياه البصرة الملوثة

اتهمت "هيومن رايتس ووتش" في تقرير أصدرته اليوم الإثنين، حمل عنوان "البصرة عطشانة"، حكومة بغداد بـ "التقاعس" عن معالجة مياه محافظة البصرة الملوثة مما تسبب بدخول 118 ألف شخص للمستشفى عام 2018 وأدت إلى احتجاجات عنيفة.

وقالت "رايتس ووتش" في التقرير المكون من 126 صفحة، إن أزمة المياه هي نتيجة لعوامل معقدة والتي إذا تُركت دون معالجة، ستؤدي على الأرجح إلى تفشي الأمراض المنقولة بالمياه في المستقبل واستمرار المصاعب الاقتصادية.

وأضافت أن "السلطات لم تقم على المستويين المحلي والاتحادي بما يكفي لمعالجة الظروف الكامنة التي تسببت في هذا الوضع".

ونقل التقرير عن لما فقيه نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة: "يتخذ السياسيون قصيرو النظر من زيادة هطول الأمطار سببا لعدم حاجتهم إلى التعامل بشكل عاجل مع أزمة البصرة المستمرة، لكن البصرة ستستمر في مواجهة نقص حاد في المياه وأزمات تلوّث في السنوات المقبلة، مع عواقب وخيمة، إذا لم تستثمر الحكومة الآن في تحسينات مستهدفة وطويلة الأجل ومطلوبة بشدة".

وذكرت المنظمة أنها "قابلت 58 شخصا من سكان البصرة، وعاملين في مرافق المياه الخاصة والعامة، واختصاصيين في الرعاية الصحية، وراجعت اختبارات عينات المياه من نهر شط العرب، ومحطات المعالجة والصنابير في المنازل".

وتابعت في تقريرها أن "السلطات العراقية تقاعست عن إدارة وتنظيم الموارد المائية في العراق بشكل صحيح، مما حرم الناس في محافظة البصرة وعددهم 4 ملايين نسمة من حقهم في الحصول على مياه شرب مأمونة لعقود من الزمن، بما في ذلك خلال فترة الاحتلال من السلطة المؤقتة للتحالف بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا بعد سقوط النظام السابق عام 2003".

ونقلت "رايتس ووتش" عن أحد أهالي البصرة قوله، إن محطات المياه العامة في البصرة غير مجهزة بالتكنولوجيا اللازمة لجعل مياه البحر صالحة للشرب، وأضاف حتى عند إضافة الكلور، فإن المستويات العالية من التعكر أو الملح في الماء تجعل الكلور أقل فعالية لقتل البكتيريا.

وأوضح أن شبكة أنابيب البصرة مشققة، وتدخل المياه الجوفية الملوّثة بالبراز إلى الشبكة بحيث أن كمية الكلور المُضافة في محطات المعالجة لن تُعالج على الأرجح بشكل فعال الملوّثات الجديدة التي تدخل النظام، لافتا إلى أن السلطات تغض الطرف عن الأنشطة التي تلوّث موارد البصرة المائية.

اكتشفت " رايتس ووتش" عبر مراجعة صور الأقمار الصناعية، تسرّبين نفطيين محتملين في شط العرب في وسط البصرة خلال 2018، بالإضافة إلى خطي أنابيب تحت الأرض يُطلقان دوريا ما يبدو أنه كميات كبيرة من المخلّفات في المياه.

وسبق أن خرج أهالي مدينة البصرة بمظاهرات واحتجاجات في شهر آب عام 2018 بسبب ارتفاع معدلات التلوث وحالات التسمم جراء المياه غير الصالحة للشرب وغياب الحلول الحكومية لاحتواء الأزمة، وتداول سكان محليون مقاطع مصورة قالوا إنها تظهر تدفق مياها صفراء من صنابير المياه عند فتحها، وتابعوا بأن تلك المياه لا تصلح حتى للاستحمام.