الجمعة 2020/06/19

جاويش أوغلو: تركيا وإيطاليا ستواصلان العمل من أجل السلام في ليبيا

أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الجمعة، مواصلة بلاده العمل مع إيطاليا من أجل سلام دائم وعملية سياسية مثمرة في ليبيا.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده جاويش أوغلو، مع نظيره الإيطالي لويجي دي مايو، عقب لقائهما في وزارة الخارجية التركية بالعاصمة أنقرة.

وقال جاويش أوغلو: "سنواصل العمل مع إيطاليا من أجل سلام دائم وعملية سياسية مثمرة في ليبيا".

ولفت إلى أنه أطلع نظيره الإيطالي على زيارته التي أجراها إلى ليبيا، الأربعاء.

وأضاف: "ندرك الدور الحاسم الذي تلعبه إيطاليا هنا (في ليبيا)، نشكرهم على ذلك، حيث لعبوا دورا متوازنا".

وتابع جاويش أوغلو: "لم تقف (إيطاليا) إلى جانب الانقلابي (خليفة) حفتر مثل بعض دول الاتحاد الأوروبي، لكنها بذلت جهودا صادقة من أجل وقف إطلاق النار و(دفع) العملية السياسية".

وأعرب الوزير عن رغبة تركيا في رؤية إيطاليا ضمن محافل ثنائية وثلاثية حول ليبيا، مبينا أن أنقرة أبلغت ذلك لروسيا ولدول أخرى.

وحول عملية "إيريني" الأوروبية لتطبيق حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا، أضاف جاويش أوغلو: "بشكل عام، لا تسهم عملية إيريني في حل مشكلة ليبيا أو حل قضايا مثل الحظر ومراقبته".

ولفت جاويش أوغلو إلى أن تضامن تركيا مع إيطاليا في مكافحة فيروس كورونا، عزز الصداقة بين البلدين.

وبيّن أن حجم التبادل التجاري الحالي بين البلدين 20 مليار يورو، وأن إيطاليا تحتل المرتبة الثالثة في صادرات تركيا والخامسة في وارداتها.

واستذكر فرض الاتحاد الأوروبي قيودا على واردات الصلب من تركيا ودول أخرى، موضحا: "لدينا اتفاقية للصلب مع الاتحاد الأوروبي وطلبنا دعم دي مايو، لإلغاء هذه القيود".

وأشار جاويش أوغلو، إلى وجود أعمال مشتركة ومشاريع بين البلدين في مجالات مثل الطاقة، والسياحة، والصناعات الدفاعية.

وتابع: "دائما حصلت تركيا على أقوى دعم داخل الاتحاد الأوروبي من قبل إيطاليا، وليس لدينا شك في أن هذا الدعم سيستمر".

وعلى صعيد آخر، لفت جاويش أوغلو، إلى تبادله وجهات النظر مع نظيره الإيطالي حول ملفي سوريا وشرق المتوسط.

وأضاف: "تركيا تريد أن يكون شرق البحر المتوسط ساحة تعاون وليس للنزاع، ولمسنا نفس المشاعر والأفكار لدى إيطاليا".

وتابع: "للأسف ليس هناك هذا التعاون نتيجة لجهود إبعاد تركيا حاليا. لذا كان علينا اتخاذ خطوات لحماية حقوقنا، وتقع علينا مسؤولية حماية حقوق القبارصة الأتراك باعتبارنا دولة ضامنة".

وأضاف جاويش أوغلو في ذات السياق: "أبلغت صديقي لويجي، أننا نريد التعاون في هذه الأمور مع الجميع وخاصة اليونان، وأننا مستعدون لذلك".

وأكمل بهذا السياق: "رأينا أن إيطاليا تريد القيام بدور بناء في هذه القضايا، نرحب بذلك. إيطاليا دائما تتصرف بشكل متوازن وعادل وموضوعي".

وأفاد: "اتفاقية المنطقة الاقتصادية الخالصة الموقعة بين إيطاليا واليونان مهمة لمنطقتنا. يمكن حل القضايا من خلال الحوار، ونتطلع من اليونان نفس النهج بالنسبة إلى تركيا".

وفي معرض رده على سؤال حول ماهية المجالات التي يمكن أن تتعاون بخصوصها أنقرة مع روما في شرق المتوسط، قال جاويش أوغلو، إنه "يمكن لتركيا وإيطاليا الدولتين المهمتين في شرق المتوسط، أن تعملا معا من أجل سلام المنطقة واستقرارها ورفاهيتها".

ولفت إلى إمكانية تقديم إيطاليا مساهمة مهمة في حل المشاكل القائمة من خلال الحوار، مضيفا "يجب أن تتقاسم كل البلدان حول شرق المتوسط جميع ثروات المنطقة".

وأشار أن ردود الفعل التي أبدتها أنقرة حتى اليوم، هي ضد خطوات رامية لإبعادها من شرق المتوسط، مؤكدا أن تركيا مستعدة للتعاون مع كل الأطراف المنفتحة للتقاسم.

وتابع جاويش أوغلو: "المكان الذي لا يوجد فيه سلام وتقاسم، تسوده توترات دائما".

وأوضح أنه بإمكان تركيا العمل مع إيطاليا لتوفير احتياجات ليبيا من الكهرباء.

وأضاف الوزير التركي: "من المفيد العمل معا في شرق البحر المتوسط من أجل استقرار ليبيا أيضا".

واستطرد: "مع تأكيد التعاون في شرق البحر المتوسط، أود أن أقول رأيي بكل صدق بخصوص عملية إيريني".

ومضى بالقول: "ليس لدينا شك في النوايا الحسنة لإيطاليا التي شاركت في عملية إيريني لوقف الصراعات هنا في أقرب وقت ممكن، لكننا قلنا شيئا يجب أن تكون متوازنة. عملية إيريني غير متوازنة ومتحيزة. لم تتم تلبية مطالب ومخاوف حكومة الوفاق الوطني".

وتساءل: "هل قامت إيريني بأي تثيبت أو أصدرت أي تصريح بخصوص الطائرات الحربية القادمة إلى ليبيا من سوريا والأسلحة القادمة من أبو ظبي؟ هل دون إيريني تقريرا بخصوص تقديم السلام لحفتر من قبل فرنسا المشاركة في إيريني؟".

وتابع جاويش أوغلو: "لهذا السبب لم تكن عملية إيريني موضوعية. فهي بشكل عام، لا تسهم في حل مشكلة ليبيا أو حل قضايا مثل الحظر ومراقبته".

وفي 31 مارس/ آذار الماضي، أعلن الاتحاد الأوروبي إطلاق عملية "إيريني"، التي تعني باللغة اليونانية "السلام"، لفرض حظر على توريد الأسلحة إلى ليبيا.

ووصف قرار الاتحاد الأوروبي تحذير السفر إلى كافة أنحاء العالم باستثناء دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول منطقة الشنغن، بأنه "بعيد عن الحقيقة".

وأكد جاويش أوغلو، أن السياح الأتراك يرغبون في السفر إلى إيطاليا، والسياح الإيطاليين لزيارة تركيا، مضيفا: "يجب أن يبدأ قطاع السياحة المهم لكلا البلدين في أقرب وقت ممكن".