الجمعة 2020/09/18

تقرير: شركة أمنية ألمانية بالعراق بـ “توجهات” يمينية متطرفة

كشف تحقيق استقصائي لمجلة "شبيغل" والقناة الألمانية الأولى عن توجهات يمينية متطرفة بين العاملين في شركة "أسغارد" الأمنية الألمانية الخاصة التي تقدم خدماتها في العراق.

العديد من الدوائر الحكومية تلجأ إلى خدمات الشركة الأمنية الخاصة "أسغارد" (Asgaard)، وفق تقرير استقصائي مشترك قامت به مجلة "شبيغل" وبرنامج "كونتراست" السياسي التابع للقناة العمومية الأولى ARD.ِ

هذه الشركة الألمانية التي تتخذ من مدينة هام مقراً لها، تُشغل ضباطاً سابقين وتعمل أيضا بالعراق، ومقرها تحديداً داخل المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد، وفق تقرير الوسيلتين الإعلاميتين. أما مهمتها فتتمثل في حماية الأفراد والدبلوماسيين وغالبيتهم من العرب.

وفي صباح اليوم الجمعة نشرت مجلة شبيغل على موقعها الإلكتروني، مقتطفات من فيديو يعود إلى عام 2017، مسرب من داخل مقرّ الشركة في بغداد حيث رسمت على جدران الغرف وكما يظهر الفيديو رسومات وشعارات تمجد العهد النازي.

إلى جانب ذلك يظهر تمثال لأحد ضباط العهد النازي، كما أن الصليب المعقوف النازي كان ظاهراً في عدد من الأماكن، ناهيك عن عبارات تشير في طريقة كتابتها ومحتواها إلى الفكر النازي.

وقدم التقرير الاستقصائي أدلة تبرهن ميول رئيس الوحدة المتطرفة وعلاقاته باليمين المتطرف، وهو ما ينفيه الشخص المذكور. ومن بين ما قدمته صحيفة "شبيغل" تعليقاً لرئيس الوحدة على الإنترنت يقول فيه: "إن الإسلام كان وسيبقى هو المشكل"، وفي تعليق آخر يشكو من أن "8 بالمائة فقط من العرق الأبيض حول العالم، لا يزال طاهراً عكس الباقي".

مدير الوحدة من جهته، ينفي هذه التهم التي لم توجه له وعلى ما يبدو للمرة الأولى، وسبق أن شدد في تصريحات سابقة على أن شركته لا توظف أيّا كان له "قناعات يمنية مخالفة للدستور". لكن التقرير الإعلامي أفرغ نفيه هذا بالعديد من المعطيات والوثائق.

وقد يتسبب هذا التقرير في إحراج جديد للدوائر الأمنية الرسمية التي - وحسب التقرير- تتعاون مع شركة "أسغراد" وقد لا تقل هذه الفضيحة من حيث تداعياتها أهمية عن أخرى تفجرت قبل أيام قليلة حين تمّ الكشف عن وحدة دردشة يمينية متطرفة داخل أجهزة الشرطة في ولاية شمال الراين - ويستفاليا ما أسفر عن تسريح 31 شرطيّاً وبدأ التحقيقات معهم.