الأثنين 2019/01/07

تفاصيل لقاء السيسي مع تلفزيون “سي بي إس” الأمريكي

قدم رئيس الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي اعترافاً نادراً بوجود تعاون أمني وثيق مع إسرائيل في شبه جزيرة سيناء، خلال مقابلة بُثت يوم الأحد مع برنامج (60 دقيقة) على شبكة (سي.بي.إس) الإخبارية الأمريكية.

وقال البرنامج إن القاهرة طلبت من الشبكة عدم بث المقابلة، دون أن يذكر مزيداً من التفاصيل.

وتحت حكم السيسي، تعاونت مصر مع الاحتلال الإسرائيلي بشأن الأمن في سيناء، وهي شبه جزيرة منزوعة السلاح بموجب معاهدة سلام أبرمها البلدان برعاية الولايات المتحدة عام 1979، لكن القوات المصرية تعمل هناك الآن بحرية.

والاعتراف بمثل هذا التعاون مع الاحتلال الإسرائيلي يمكن أن يثير حساسيات في مصر.

ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان تعاونه هو الأوثق والأعمق مع إسرائيل، أجاب السيسي: «صحيح».

وقال السيسي "إن القوات الجوية تحتاج في بعض الأحيان للعبور إلى الجانب الإسرائيلي، وإن ذلك هو السبب في وجود تنسيق واسع مع الإسرائيليين".

وتعهد السيسي بهزيمة تنظيم الدولة في سيناء واستعادة الأمن بعد سنوات من الاضطرابات. وأعيد انتخاب السيسي في مارس/آذار بعدما حقق فوزاً ساحقاً في انتخابات لم تشهد وجود معارضة حقيقية.

ويشن تنظيم الدولة  هجمات منذ سنوات في شمال سيناء الذي يفتقر إلى البنية الأساسية وفرص العمل. وعلى النقيض، تمتد المنتجعات السياحية على الساحل الجنوبي للمنطقة على البحر الأحمر.

وعندما سئل عن سبب عدم تمكنه من القضاء على التنظيم، رد السيسي بالإشارة إلى الصعوبات التي واجهتها الولايات المتحدة في أفغانستان ضد حركة طالبان.

وتساءل السيسي: «ولماذا لم تستطع الولايات المتحدة القضاء على الإرهاب في أفغانستان بعد 17 سنة وصرفت تريليون دولار؟».

نظام متهم بأسوأ الانتهاكات

وقال الصحافي سكوت بيلي -الذي حاور السيسي- في مقدمة الحلقة، إن أموال دافعي الضرائب الأمريكيين تذهب إلى نظام متهم بأسوأ الانتهاكات في تاريخ مصر الحديث. وأضاف أن معارضي السيسي سُجنوا بالآلاف، وأن السيسي خنق حرية التعبير، وأن قواته قتلت المحتجين.

وتابع بيلي أن السيسي لا يجري الكثير من المقابلات الصحافية، «وقد فوجئنا بحديثه إلينا». وأضاف أن السيسي فوجئ -على ما يبدو- بالأسئلة، وهو ما يفسر طلب حكومته من «سي.بي.إس» عدم بث المقابلة، وفقاً لما قاله بيلي.

وقد أجريت هذه المقابلة في فندق بمدينة نيويورك قبل بضعة أشهر.

ومنتقدو السيسي يتهمونه بتضييق الخناق على كل المعارضة، لكن المؤيدين يقولون إن ثمة حاجة لاتخاذ إجراءات صارمة لتحقيق الاستقرار في مصر التي شهدت اضطرابات على مدى سنوات بعد أن أطاحت المظاهرات بالرئيس الأسبق حسني مبارك في عام 2011.

وفي المقابلة نفى السيسي أن مصر تحتجز سجناء سياسيين. وذكرت المحطة أن إحدى الجماعات المدافعة عن حقوق الإنسان تقول إن هناك نحو 60 ألف سجين سياسي في مصر.

وقال السيسي: «أنا معرفش همّا جابوا العدد ده منين بصراحة… ليس لدينا سجناء سياسيون في مصر».

وأضاف السيسي أنه عندما تحاول مجموعة تمثل فئة قليلة فرض فكرها المتطرف «فعلينا أن نتدخل مهما كان عددهم».